اثنان فقط من جميع حكام مصر فى العصر الحديث من كان لديهما الحلم والرؤية الواضحة والفهم العميق لمشكلات المجتمع المصرى وكيفية النهوض. محمد على باشا والزعيم جمال عبدالناصر، عندما تسلم محمد على باشا حكم مصر أزاح المماليك وتخلص منهم، حيث اهتم بالتعليم والتصنيع والطب والزراعة، ما هو معروف تاريخيا، وصار لقبه مؤسس مصر الحديثة. كذلك قام الزعيم جمال عبدالناصر ورفاقه بحملة تطهير شملت رجال الأحزاب السياسية وجميع أركان الإدارة المصرية، واهتم بالتعليم والبحث العلمى والتصنيع والإصلاح الزراعى واستطاع أن يقود باقتدار عملية التحول الاجتماعى والاقتصادى. العمل على النهوض بالاقتصاد المصرى لا يأتى بزيادة الضرائب على السكان أو أسعار الوقود أو الرسوم، ولا بالشعارات والكلام الجميل، وإنما يأتى من خلال رؤية واضحة لطبيعة المشكلات التى يعانى منها المجتمع، ليس باجتماعات مثل اجتماع السيد رئيس مجلس الوزراء فى قنا ومعه بعض المحافظين والإعلان عن أن تنمية الصعيد تكون من خلال تشجيع الشباب على عمل مشروعات صغيرة، التنمية التى تنهض بمصر تكون ببناء المصانع والاهتمام بالصعيد الذى تم إهماله منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات وحتى الآن. التنمية تكون عن طريق الاستفادة بالظهير الصحراوى لمعظم محافظات الصعيد، وتشجيع الشباب العاطلين على استزراع الأراضى الصحراوية واستغلال ثروات هذه الصحارى فى إقامة صناعات على المحاصيل الزراعية وعلى الثروات المعدنية، إن مصر حاليا ليست فى حاجة إلى صرف المليارات لبناء مدن جديدة، ولكن المجتمعات الجديدة تنشأ من خلال الاستقرار، والأخير يكون من خلال تواجد عمل حقيقى من خلال جذب استثمارات لبناء مصانع للأسمدة حتى يتم حل مشكلة السماد، وإنشاء مصانع للأسمنت لتصديره للخارج، ما يؤدى إلى إثراء خزانة الدولة والقضاء على البطالة والعجز والتضخم فى الميزانية. نحن فى حاجة إلى تغيير الجهاز الإدارى، إلى ثورة ثقافية، وتفعيل دور مؤسسات الدولة بأهل الثقة، بعيدا عن الخوف من طنطنة وفذلكة وفلسفة محترفى الكلام فى كل عهد، نحن نحتاج إلى إعلام واع لا ينافق ولا يشوه الحقائق، يؤمن حقا بثورتى 25 يناير و30 يونيو. مصطفى عجلان موجه تربية فنية سابق بالتربية والتعليم
