إحياءً لذكري مرور مائة عام على مذابح الأتراك للأرمن، أقام مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس مؤتمرا أمس الثلاثاء. وأكد الدكتور جمال شقرة مدير المركز، خلال المؤتمر أن العالم يشهد حاليا موجة من الإرهاب والمذابح على يد جماعات دينية متطرفة، تتطلب دراسة التاريخ بدقة وتمعن، حتى يتم تجنب تكرار هذه المذابح في العصر الحالى، مضيفا أن تركيا ظهرت على الساحة مجددا، في محاولات منها لدعم الجماعات الإرهابية، وقيام الرئيس التركى رجب أردوغان برفع شعار عودة الدولة العثمانية مرة أخري. وقال أرمن مظلوميان، عضو لجنة إحياء الذكري المئوية لمذابح الأرمن، "على امتداد التاريخ تعرض الشعب الأرمنى لسلسة من الاضطهادات والمذابح والإبادة، وأثناء هذه المنح ظهر معدن مصر الأصيل، التى استقبلت الأرمن الهاربين من الإبادة، والذين عاشوا على أرض مصر سالمين، ولذلك حفر الأرمن اسم مصر في قلوبهم"، مضيفا أن الأرمن المصريين منذ عهد محمد على، وحتى الآن كانوا في خدمة الأرمن الهاربين، رافعين شعار الوفاء والبناء. وأضاف مظلوميان خلال المؤتمر "أن دولة أرمينيا تنحاز دائما للدولة المصرية، في دورها التاريخى وكذلك دورها الراهن نحو مصر الجديدة، قائلا "حسب الوقائع والمشاهد تتطلع أرمينيا حكومة وشعبا ومهجرا" أن تكمل مصر "جمايلها" بحسب تعبيره، فمذبحة الأرمن جريمة إنسانية، ولذلك نتوجه نحن الأرمن المصريين بعشم خاص للقيادة المصرية أن تمثل في فاليات مئوية المذبحة التى ستقام في العاصمة الأرمنية يوم 24 الشهر الجاري، قائلا "تحيا مصر فجر الضمير وأم الصابرين، وعبقرية الزمان والمكان، وقلب الأمة العربية، ورمانة الميزان الإسلامية، وتاج القارة الأفريقية". وقال السفير أرمن ملكونيان سفير أرمينيا بالقاهرة "سيظل شعبنا في إحياء ذكرى مذبحة الأرمن، والتى راح ضحيتها مليون ونصف مواطن"، مضيفا أن هذه الجريمة الإنسانية لم يتم التغلب على عواقبها حتى الآن، حيث يشعر كل مواطن أرمني بعواقب الإبادة سواء من الناحية النفسية والثقافية والسياسية، وذلك بسبب استمرار سياسة تركيا في إبادة الشعب الأرمنى مجددا، ومواصلة الجرائم الإنسانية لإبادة جماعات أرمنية جديدة"، بحسب قوله. وتابع السفير "كنا نأمل أن نحيي الذكري المئوية لمذبحة الأرمن مع الشعب التركي لإصلاح العلاقة بين البلدين وعقد مصالحة"، وأضاف "تم مخاطبة الرئيس التركي أردوغان لإحياء ذكري مذبحة الأرمن يوم 24 أبريل المقبل، إلا أن أردوغان أصدر قرارا بعمل احتفالية أخري في نفس اليوم، رغم أن هذه الاحتفالية كان يتم عقدها كل عام في 18 مارس"، موضحا أن أردوغان يعمل على تحويل انتباه المجتمع التركي من الفعاليات التى ستقام لإحياء ذكرى مذبحة الأرمن. واستنكر السفير موقف أردوغان قائلا "بدلا من استغلاله للفرصة للمصالحة، إلا أن الرئيس التركي وضع نفسه في موقف محرج، مضيفا "أن هناك المزيد من المثقفين في تركيا والشباب يحاولون فهم ما حقيقة المذبحة، وهناك المزيد من الأتراك يتمتعون بالجرأة لمواجهة الموقف الرسمي من قبل أردوغان، للتعايش بكرامة، بل قاموا بتقديم اعتذار لجميع ضحايا الأرمن وانحنوا أمامهم بإسم الإنسانية". ووجه السفير رسالة شكر للشعب المصري مفادها "أود أن أنقل مشاعر الامتنان للمصريين الذين قدموا مساعدتهم لآلاف الأرمن الهاربين من المذبحة، وتم معاملتهم مثل المواطنين المصريين، وأشكر كافة المثقفين في ذلك الوقت الذين هاجموا تركيا واستنكروا ما حدث للشعب الأرمنى". وقال الدكتور حسين عيسي رئيس الجامعة، إن العالم العربي يعانى من مخاطر شديدة ومؤامرات لتقسيمه لدويلات مذهبية متطرفة، لافتا إلى أن هذه المخططات تم التحدث عنها منذ سنوات عديدة، ولكن للآسف لم يصدقها أحد، قائلا "ما يحدث الآن في سوريا والعراق واليمن يؤكد صحة هذه المؤامرات التى تستهدف تدمير الدول العربية الكبري. وأضاف عيسي أن "الخطر ليس ببعيد، فالتاريخ يعيد نفسه، وأصبح من يختلف فكريا مع الآخرين يتم تصفيته بالسلاح كما تفعل داعش، قائلا "مذبحة الأرمن تتكرر، فاليوم نعانى من مذابح دموية ولكن على نطاق أصغر، مستشهدا بمذبحة قتل ال25 مصري في ليبيا على يد إرهابيي داعش، وأيضا الجرائم التى تحدث في سيناء واليمن. وأوضح عيسي أن المنطقة العربية تشهد نقطة تحول تتطلب الوعى والإدراك، مطالبا النخبة المثقفة في العالم العربي بالوقوف بجانب القادة العرب في سبيل إنقاذ المنطقة العربية من التفتيت.