هو فارس مصر الأول فى لعبة الأمراء , هو رمز اللعبة.. ولا نعرف من نجوم اللعبة فى مصر غيره , هو من خلده التاريخ فى موسوعة اللعبة عالميا , ولأنه كل ما سبق، لم يكن غريبا على الإطلاق أن يجلس على المائدة الدولية. اسمه بات رمزا للعبة التنس، اللعبة البيضاء، لعبة الأمراء، فارسا كان، أول وآخر مصرى يتوج بطلا فى إحدى البطولات الأربع العظام على كوكب الأرض «الجراند سلام»، اسمه محفور على سجلات أبطال ويمبلدون، ومدون فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأحد رباعى أطول مباراة زوجى فى التاريخ. نعم إننا نتحدث عن إسماعيل الشافعى، هذا الفارس الذى أحب اللعبة البيضاء منذ نعومة أظافره فأحبته، بدأ رحلته معها وبدأت هى رحلتها معه وعمره 10 أعوام، فاز بأول بطولة جمهورية للرجال عام 1963، وواصل تحقيق الإنجازات وحصل على لقب بطولة ويمبلدون للشباب إحدى بطولات «الجراند سلام» كأول مصرى وعربى لموسمين متتاليين 1964 و1965. رحل للاحتراف فى أوائل السبعينيات ضمن مجموعة منظمة التنس العالمية واستمر ثلاث سنوات إلا أنه قرر العودة لأرض الوطن للعب كمحترف مستقل. اعتزل اللعبة، ولكنه لم يعتزلها، مارسها من المضمار الإدارى، تولى رئاسة اتحاد التنس المصرى بالتعيين لعامى 1995 و1996 وبالانتخاب خلال الفترة من 2005 إلى 2008، وكان ولابد أن يتوج كل هذا التاريخ الرائع بمنصب دولى، وقد كان، وعاد إلينا من إسبانيا أخيرا محتفظا بمعقده فى الاتحاد الدولى للعبة بعد معركة انتخابية شرسة.. ومن مقعده الدولى تحدث إلينا، وكان لنا معه هذا الحوار. ما تقييمك لانتخابات الاتحاد الدولى التى أقيمت الشهر الماضى؟ المنافسة كانت شرسة وقوية لأسباب متعددة أبرزها إصرار التونسى طارق الشريف رئيس الاتحاد الأفريقى للعبة على خوض المعركة الانتخابية رغم أن هناك اتفاقا ضمنيا بيننا يفيد وجودى فى الاتحاد الدولى على أن يوجد الشريف فى الاتحاد الأفريقى إلا أنه نقد العهود بيننا وفوجئت بترشيحه لعضوية الاتحاد الدولى.. نقض العهد والاتفاق أحدث نوعا من البلبلة خاصة بعد الضغوط التى مارسها لكسب أصوات أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقى ومحاولاته المتعددة فى فرض العقوبات على الاتحاد المصرى استنادا إلى أن الاتحاد يحاول إثارة الفوضى بين الأعضاء. ما العقوبات التى حاول ممارستها على مصر رئيس الاتحاد الأفريقى؟ تلقت إسراء السنهورى رئيس اتحاد التنس خطابا مرسلا من قبل نائب رئيس الاتحاد الأفريقى وهو فى نفس الوقت وزير الرياضة النيجيرى يفيد أن الاتحاد الأفريقى قرر توقيع أقصى عقوبة على الاتحاد المصرى بسبب موقف مصر المتطرف من الانتخابات. وماذا عن رد فعل مصر؟ توجهت السيدة إسراء مباشرة إلى حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة لمناقشة الوضع إلا أن صقر دعم موقفنا وأشار إلى ضرورة عدم الاستسلام وعاد ليدعم خوضى للانتخابات مجددا. كيف تمكنت من التغلب على منافسك التونسى؟ الحقيقة أن هناك العديد من العوامل تضافرت وأسهمت فى تغلبى وفوزى على الشريف، أبرزها تراجع شعبية المرشح التونسى بعد الهزيمة التى تلقاها فى انتخابات الاتحاد التونسى على مقعد الرئاسة، وكذلك الجهود المستميتة التى بذلناها أثناء بطولة رولان جاروس لإقناع رؤساء الاتحادات الأوروبية والآسيوية بالتصويت للأصلح، بالإضافة إلى السيرة الذاتية الخاصة بى كرئيس لاتحاد التنس المصرى وعضو لدورتين متتاليتين فى الاتحاد الدولى. ما الدول التى لعبت دورا بارزا فى فوزك فى الانتخابات؟ لحظة وصولى لاجتماع الجمعية العمومية بالعاصمة الإسبانية «مدريد» قبل الانتخابات بيومين تلقيت صدمة كادت أن تقضى على حلم البقاء فى الاتحاد الدولى بعد أن أعلن رئيس الاتحاد الدولى وهو إيطالى الجنسية الوقوف فى صف الشريف وتأييده فى الانتخابات إلا أن تكثيف الجهود والإصرار مكنانى من نيل أصوات الاتحادات: إنجلترا وألمانيا واستراليا والولايات المتحدةالأمريكية وهى اتحادات ذات وزن خاصة أن كل دولة منها صوتها الواحد يساوى 12 صوتا فى الانتخابات فضلا عن أصوات بعض الاتحادات الأفريقية وأبرزها المفاجأة التى لا يصدقها أننى حصلت على أصوات اتحادات: تونس بلد المنافس، والمغرب والسنغال وكوت ديفوار وموريشيوس التى وقفت فى صفى من البداية. هل تجد أن عدد الأصوات الذى حصلت عليه مرضٍ بالنسبة لك؟ كنا 17 مرشحا فى الانتخابات لاختيار 12 عضوا فى المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى وحصلت على المركز الثامن بعدد أصوات 243 صوتا من الدول أعضاء الجمعية العمومية فى المقابل حصل الشريف على 232 صوتا وضعت ترتيبه الثانى عشر بفارق 11 صوتا لصالحى وهى نتيجة مرضية ولكن حظه السيئ فى عدم وجود ممثل لقارة أمريكا اللاتينية من بين أعضاء المكتب التنفيذى نظرا لتأخر ترتيبه ما دفع الاتحاد الدولى لإصدار قرار بشطب المرشح الأخير وهو طارق الشريف وضم ممثل لدول أمريكا اللاتينية كما تنص لوائح الاتحاد الدولى. ما خطتك لتطوير اللعبة البيضاء فى مصر؟ الاتحاد المصرى للتنس هو صاحب القرار والحق فى رسم خطة لتطوير اللعبة وأنا لست إلا عاملا مساعدا للاتحاد من خلال محاولة نقل فكر الاتحاد الدولى ومعرفة سبل تطوير اللعبة لكن يبقى للاتحاد ومجلس إدارته الحق فى ترك بصمة خاصة به. كيف يمكن تطوير لعبة التنس فى مصر؟ الرياضة منظومة متكاملة والتنس جزء من تلك المنظومة وبالتالى النهوض بالرياضة بصفة عامة هو أساس النهوض بالتنس، وأثناء انضمامى للجنة تقصى الحقائق التى شكلها مجلس الشعب لتوضيح سبب الإخفاق فى دورة الألعاب الأوليمبية بكين 2008 توصلنا لنتائج وتوصيات هدفها النهوض بالرياضة، وعرضنا على مجلس الوزراء تلك التوصيات إلا أنه لم يطبق حتى هذه اللحظة بند من بنودها. هل هناك فرق كبير بين لعبة التنس فى الماضى والآن؟ نعم هناك فارق، وهو الاحتراف، والاحتراف فى التنس يعنى خوض مباريات دولية والاحتكاك بصفة مستمرة باللاعبين الدوليين. ونحن نسعى حاليا لزيادة عدد بطولات المستقبل الدولية من أجل رفع مستوى اللاعبين. متى تستطيع مصر تنظيم بطولة دولية على غرار بطولة دبى؟ مصر دولة كبرى يمكنها تنظيم بطولة مثل بطولة دبى الدولية، ولكن هذا يحتاج لتضافر الجهود بالإضافة إلى توافر البنية الأساسية المتمثلة فى وجود ملعب رئيسى يسمح باستضافة بطولة كبرى وملاعب فرعية مهيأة للحدث الكبير وبالطبع ميزانية قوية تتراوح ما بين 3 إلى 4 ملايين دولار ورعاة رسميين.