قال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن مباحثات الرئيس مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلاميريام ديسالين تناولت جميع مجالات التعاون بين البلدين في إطار الإخاء الذي يجمع بينهما وبما يعود بالنفع عليهما على كافة المستويات الثنائية والإقليمية والدولية. واستعرض ديسالين قوة الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين سواء من خلال شريان الحياة الذي يجمع بينهما متمثلاً في نهر النيل، أو على الصعيد الديني من خلال علاقة وارتباط الكنيسة الاثيوبية تاريخياً بالكنيسة القبطية المصرية. بينما أشار الرئيس إلى أن عمق العلاقات تاريخياً بين البلدين يقتضي العمل الدؤوب معاً من أجل تصفية تلك العلاقات من أية شوائب سادتها خلال عقود ماضية، والعمل على بناء العلاقات الجديدة على قاعدة صلبة وتفاهم مشترك وتفهم كامل للتطورات التي يمر بها البلدان. وأوضح الرئيس أن إعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث بالخرطوم أمس ساهم بلا شك في بناء جسور الثقة والتفاهم بين الدولتين والشعبين المصري والاثيوبي، مشدداً على أن تطبيقه العملي يتطلب إبرام اتفاقيات أخرى أكثر تفصيلاً لتوضيحه وتطبيقه بما يضمن تحقيق المنفعة الاقتصادية لإثيوبيا وعدم إلحاق أى ضرر بمصر. وأكد الرئيس أن المرحلة القادمة تقتضى إتمام إنجازات هامة ومحددة، أهمها البدء في صياغة الاتفاقيات التفصيلية المشار إليها والاتفاق السريع على المكاتب الاستشارية التى ستقوم بإعداد الدراسات، وتشجيع وسائل الإعلام وقادة الرأي ومراكز الأبحاث في البلدين على تهيئة المناخ اللازم لتعزيز وتطوير العلاقات. وأبدى رئيس الوزراء الإثيوبي توافقاً كاملاً إزاء كافة خطوات التحرك المقبلة التي طرحها الرئيس. وعلى صعيد دعم العلاقات الثنائية، أشار الرئيس إلى العديد من أوجه التعاون القائمة بين البلدين والتي تساهم مصر من خلالها في عملية التنمية في إثيوبيا سواء على الصعيد الاقتصادي أو على مستوى التعاون في مجال تدريب الكوادر والتنمية البشرية، حيث تم تخصيص 50 منحة دراسية كاملة للطلبة الإثيوبيين للدراسة بالجامعة البريطانية في مصر، كما منحت مستشفى سرطان الأطفال 57357 أجهزة طبية عالية القيمة للجانب الإثيوبى، فضلاً عن تدريب 150 طبيباً إثيوبياً فى مجال علاج سرطان الأطفال. ووجه ديسالين الشكر للرئيس على المنح الدراسية والمساعدات المصرية المقدمة لإثيوبيا، ولاسيما في مجال الصحة، منوهاً إلى أهميتها بالنسبة للشعب الاثيوبي. وتناولت المباحثات استعراضا لعدد من القضايا الاقليمية والدولية لاسيما ما يتعلق بقضايا السلم والامن في القارة الافريقية ، فضلا عما يمثله الإرهاب من تحد جماعي يستلزم تضافر الجهود من أجل دحره والقضاء عليه.