«صراخ وعويل وبكاء وصدمة» على وجوه العشرات من ذوي وأقارب التليمذ إسلام شريف الطالب بالصف الخامس الابتدائي والذي لقي مصرعه على يد أستاذه. «الشروق» عاشت لحظات انتظار وخروج الجثمان من مشرحة القصر العيني، حيث اصطف العشرات من أقارب وجيران الضحية وظهر على وجوههم الشاحبة صدمة الحدث، بينما كان والده وجده ويكأنهم غائبون عن الواقع، على أماكن خُصصت للجلوس خارج باب المشرحة. والد الطالب يروي شريف والد التلميذ إسلام، الحادث قائلا، إنه يوم الثلاثاء الماضي فوجئ بأحد المعلمين في مدرسة شهداء بورسعيد يتصل عليه أثناء عمله (يعمل قهوجي) ويطلب حضوره إلى مستشفى المقطم لأن ابنه وقع مغشيا عليه. وتابع شريف ل"الشروق" توجهت فورا إلى المستشفى وعرفت أن مدرس اللغة العربية اعتدى عليه بالضرب المبرح فوق رأسه وأحدث له نزيفًا داخليًا، وأكد انه توجه بنجله صاحب ال12 عامًا إلى مستشفيات أخرى هي معهد السموم ومستشفى المنيرة ومستشفى الطلبة لكن دون جدوى، فقد فارق الحياة بعد أن ظل يومين كاملين في العناية المركزة. وقال والد الطالب "المدرس ده كل العيال بتخاف منه ومحدش طايقه"، مشيرًا إلى أن إدارة المدرسة علمت بالصدفة بحالة الطفل عندما توجهت في اليوم الثاني لكي أضرب المدرس داخل المدرسة وقد منعني المدرسون وأفراد الأمن الإداري هناك. واختتم شريف حديثه وسط حالة من عدم التصديق ان نجله فارق الحاية قائًلا:" ولدي الشقي راح وفصل المدرس من التعليم لن يشفي غليلي "، مشيرا أن لديه ابن آخر عمره 3 سنوات. ابن موت قال أبو هاني محمد أحد اقارب التلميذ، إن إسلام "كان ابن موت"، حيث إنه كان متقوقا في دراسته ومحبوبًا وسط جيرانه وأصحابه من التلاميذ. وأكد أبو هاني ل"الشروق" أن المدرس الموجهة إليه الاتهامات، تسبب سابقًا في كسر ذراع تلميذ آخر، ومشهود له بتعامله العنيف مع الطلبة وقال: "المدرس ده غلاوي" بحسب قوله. سبب الوفاة "كل ده قال علشان معملش الواجب"، قالتها رحمة عمة الضحية، وأوضحت أن نجل شقيقها تعرض للتعذيب داخل الفصل حيث إن المدرس أوقفه وجعله يرفع يديه فوق رأسه وتعدى عليه بالضرب المبرح وتسبب له في نزيف حاد لتقصيره في عمل الواجب مشيرة إلى أن الجميع يعرف عن المدرس المتهم تعامله العنيف مع التلاميذ، وليست الأمر واجب منزلي فقط. وأكدت أن الحادث منذ الثلاثاء الماضي وأن أسرتهم أدخلوا طفلهم 3 مستشفيات دون جدوى، وأن التقرير الطبي أكد أن التليمذ توفى نتيجة نزيف حاد، مشيرة إلى أن ابن شقيقها كان محبوبا وسطهم وقالت "حسبي الله ونعم الوكيل"، بينما كانت تجلس أم الضحية داخل سيارة الموتى في حالة صمت تام انتظارًا لخروج الجثمان من المشرحة ومن ثم إلى مثواه الأخير.