بعد نصف قرن على القمع الوحشي لمسيرة دخلت التاريخ من أجل المطالبة بالحقوق المدنية دعا الرئيس باراك أوباما أمام الاف الأشخاص المحتشدين في مدينة سلما بولاية الاباما، إلى مواصلة النضال لمكافحة التمييز العنصري في الولاياتالمتحدة. ففي خطاب ألقاه أمس السبت، تحت شمس ساطعة أمام جسر ادموند بيتوس حيث قامت الشرطة بقمع عنيف للمتظاهرين المسالمين قبل خمسين عاما، دعا أول رئيس أسود في تاريخ الولاياتالمتحدة الى الوعي والتيقظ. وبعد أن لفت إلى التقدم المنجز قال اوباما إن "فكرتم أن لا شيء تبدل اسألوا شخصا عاش في سلما أو شيكاغو أو لوس انجلوس في الخمسينات"، داعيا أيضا إلى رفض المنطق القائل بأن "العنصرية قد اختفت". وقال " لسنا بحاجة لتقرير فرغسون لمعرفة أن هذا الامر ليس صحيحا"، في تلميح إلى الوثيقة التي نشرتها وزارة العدل هذا الأسبوع وتشير إلى التصرفات التمييزية للشرطة في هذه المدينة الصغيرة الواقعة في ولاية ميزوري (وسط) والتي كانت مسرحا لاضطرابات عنيفة على إثر مقتل شاب أسود برصاص شرطي ابيض. وتابع أوباما في هذه المدينة أمام أكثر من 40 ألف شخص تجمعوا لسماع خطابه بعد مرور 50 عاما على "الأحد الدامي" الذي صدم أمريكا، "يكفي أن نفتح عيوننا واذاننا وقلوبنا لنعرف أن ظل التاريخ العنصري في هذا البلد ما زال يخيم علينا". ثم اجتاز اوباما، الذي كانت ترافقه زوجته ميشيل وابنتاه ماليا وساشا، سيرا على الأقدام مع مجموعة من نحو خمسين شخصا جسر ادموند بيتوس فوق نهر الاباما. وكان سلفه الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش في عداد الموكب.