توقع كريم عوض، الرئيس التنفيذي لشركة المجموعة المالية هيرميس القابضة، عدم تأثر حركة تدفق الاستثمارات الخليجية إلى مصر خلال الفترة المقبلة بالأوضاع المضطربة التي تشهدها المنطقة أو بانخفاض أسعار النفط إلى أقل مستوياتها في 5 سنوات، التي أثرت بدورها على الموازنات العامة لدول الخليج. وقال عوض خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته المجموعة بدبي على هامش مؤتمر " الاستثمار في مصر والشرق الأوسط - ون أون ون" الذي تنظمه بحضور 450 مستثمرًا ومؤسسة مالية إقليمية وعالمية، إن التحديات الجيوسياسية من شأنها أن تؤثر على البنية الاستثمارية بالمنطقة، لكن يجب ألا نغفل أيضًا أن الإضرابات السياسية والأمنية موجودة في أغلب مناطق العالم ، وتقاس الرغبة في الاستثمار وفقًا لقدر العائد المتوقع منه مقارنة إلى حجم المخاطر، رغم كل الأحداث التي تشهدها المنطقة حتى الآن فلا تزال فرص تحقيق معدلات عائد مرتفعة كبيرة مقارنة بحجم المخاطر. وأضاف أن أسعار النفط حققت طفرات كبيرة في الفترة بين عامي 2010 و2014، حيث ارتفعت أسعار النفط من 80 دولارا الى قرابة 110 دولارات للبرميل، ما حقق فوائض مالية ضخمة لدول الخليج ساعدت فى نمو حجم احتياطاتها النقدية الأجنبية، ما يقلل المخاوف من تراجع رغبة هذه الدول في اقتناص الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر. وأوضح أن الشركات الخليجية تملك فوائض وسيولة مالية مرتفعة، تجعلها تبحث عن استثمارات لهذه الفوائض خاصة في ظل تراجع الفرص الاستثمارية القوية ذات العائد المالي المرتفع في دولها، إذا ما قارناها بالعوائد المتوقعة من الاستثمار في مصر. وأشار إلى أن معدلات النمو التي من المتوقع أن تسجلها الشركات في المنطقة بشكل عام تفوق بكثير تلك التي تحققها الشركات حول العالم، وبالتالي ينظر المستثمر إلى أن العائد من الاستثمار في المنطقة أكبر بكثير من المخاطر المتوقعة. وأضاف أن وضع مصر حاليًا أفضل بكثير مقارنة بعامين أو ثلاثة أعوام سابقة، ما يجعلها أكثر جاذبية أمام المستثمرين وأكثر قدرة على تحقيق عوائد مرتفعة مقارنة بحجم المخاطر فيها، كما رأى أن انخفاض أسعار النفط لن يشكل عاملاً مهمًا في تبديل توجهات دول الخليج أو المستثمر الخليجي الذي يرغب في الاستثمار في مصر ، نظرًا لأن هذه الدول تملك فوائض عملاقة حققتها على مدار السنوات الماضية جراء ارتفاع أسعار النفط. ورأى أن مصر سوق جاذب بطبيعتها، نظرًا لأنها أكبر سوق استهلاكي في المنطقة بسبب الكثافة السكانية والتعداد السكاني الضخم الذي يفوق 90 مليون نسمة، ما يجعله سوقًا جاذبًا لأي استثمار خليجي أو أجنبي ويملك فرص نمو كبيرة مقارنة بمعدل المخاطر فيه. وتوقع الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية هيرميس، عدم بقاء النفط طويلا عند معدلات أسعار الحالية بين 45 و60 دولارًا، حيث رأى أنها سرعان ما ستعاود الارتفاع إلى مستويات أعلى. وأكد على أن شهية المستثمرين سواء العرب أو الأجانب مفتوحة للاستثمار فى مصر التي تملك سوقًا كبيرًا ومفتوحًا في قطاعات واعدة متنوعة مثل قطاعات العقارات والتجزئة والصناعة والبتروكيماويات والاستهلاك ، معربًا على تفاؤله الكبير بانعقاد مؤتمر القمة الاقتصادية بشرم الشيخ والإقبال الدولي على المشاركة في هذا المؤتمر الذي يعطي إشارات نجاح له، ليكون بداية الانطلاق للاقتصاد المصري، لكن ذلك يتطلب متابعة فعالة وتواصل من الحكومة المصرية مع المستثمرين. واعتبر أن توجه دول الخليج للتركيز على ضخ استثمارات مباشرة في مصر من خلال مشروعات ضخمة وعملاقة أفضل بكثير، إذا ما قارنا ذلك بتقديم الدعم النقدي، حيث إن الاستثمار المباشر سيسهم في خلق فرص عمل مستدامة لسنوات طويلة.