- ضرباتنا للإرهاب في ليبيا مركزة لحماية أمننا القومي.. ودماء شهدائنا لن تذهب هباءً - حان الوقت لترجمة التوافق الشفهي مع إثيوبيا حول المياه إلى اتفاق مكتوب.. ونتيح العمل للإعلاميين دون قيود التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الخميس، بمقر رئاسة الجمهورية، بعدد من رؤساء تحرير الصحف الرئيسية في دول حوض النيل وبعض دول الجنوب الإفريقي، بحضور مسؤولي وزارة الخارجية المكلفين بمتابعة شئون دول حوض النيل، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أعرب عن التقدير والمودة اللذين تكنهما مصر لجميع شعوب دول القارة، مؤكدًا أن العلاقات بين مصر وأشقائها الأفارقة علاقات مصيرية، لافتا إلى أنه حرص منذ اللحظة الأولى لتوليه الرئاسة في خطاب التنصيب على التأكيد على أن المرحلة القادمة ستشهد انفتاحًا مصريًا على أفريقيا، ونهوضًا شاملًا في كافة أوجه العلاقات المصرية بمختلف دول القارة. وأوضح الرئيس، أن استراتيجية مصر في التعامل مع الدول الأفريقية تقوم على أسس من المشاركة والتعاون لتحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي، لاسيما أن شعوب القارة قد عانت لعقود طويلة وحان الوقت لتحصل على حقها في الاستقرار والرخاء، وهو الأمر الذي لن يتأتى دون التمسك بالقيم النبيلة التي حضت عليها كافة الأديان، وفي مقدمتها التسامح والرحمة. واستعرض «السيسي»، مجمل تطورات الأوضاع في مصر منذ يناير 2011، مؤكدًا أن الأولوية القصوى تتمثل في الحفاظ على الدولة المصرية، ومن ثم فإن مصر ماضية على طريق تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل، حيث سيتم استكمال بناء مؤسسات الدولة بإجراء الانتخابات البرلمانية في شهر مارس المقبل. وعلى صعيد رد الفعل المصري على مقتل 21 مصريًا في ليبيا، أكد الرئيس، أن دماء المصريين الأبرياء لا يمكن أن تذهب هباء، وأنه يتعين التصدي لمن يبررون القتل باِسم الدين ويصنفونه في إطار الجهاد، وهي رؤى مغلوطة تجافي الحقيقة تمامًا. وذكر أن الضربة الجوية المصرية لمعاقل التنظيم الإرهابي في ليبيا كانت مركزة واستهدفت العناصر الإرهابية فقط دون سواها، مضيفًا أنه على الرغم مما هو معروف عن حجم وقوة الجيش المصري إلا أنه لم يقدم على غزو أية دولة طمعًا في مواردها أو ثرواتها، ولكنه يدافع عن الوطن ويحمي مصالحه، ويساهم في القضاء على مصادر تهديد الأمن القومي المصري، وفي مقدمتها الإرهاب. وعن حرية الإعلام في مصر، قال الرئيس، إن مصر تحترم وتُقدر دور الإعلام وتتيح له العمل بدون أي قيود، كما أن هناك ما يناهز 1500 صحفي أجنبي يعملون على أراضيها بكامل حريتهم. وفيما يتعلق بقضية صحفيي «الجزيرة»، أوضح أنه لم يكن يرغب في أن يحال أي صحفي مهما كانت تجاوزاته إلى القضاء، ويمكن أن يكتفى بترحيله إلى خارج البلاد، إلا أن هذه القضية كانت منظورة بالفعل أمام المحاكم المصرية لدى توليه السلطة، ومن ثم لم يكن ممكنًا أن يتم التدخل في عمل القضاء، الذي تحرص مصر على احترام استقلاليته المكفولة بموجب الدستور. وأشاد «السيسي»، بالمرأة المصرية ومشاركتها الفاعلة في الاستحقاقات التي أجرتها مصر، معولاً على دورها المستقبلي في العديد من المجالات، ومؤكدًا على أهمية إيلاء الاهتمام والرعاية التعليمية والصحية للمرأة المصرية. وردا على الاستفسارات، قال الرئيس، إن مصر تحرص على مواصلة التشاور مع القادة والرؤساء العرب والأفارقة سواء في إطار جامعة الدول العربية أو الاتحاد الإفريقي، مستشهدًا على ذلك بالعديد من اللقاءات التي أجراها مع عدد من القادة الأفارقة على هامش المشاركة في قمة الاتحاد الافريقي بأديس أبابا في يناير الماضي. وأكد على العلاقات القوية التي تجمع بين مصر والسودان وكافة الدول الافريقية، منوهًا إلى أن عملية بناء الثقة مع دول حوض النيل تزداد يوماً تلو الآخر ويدعمها تحقيق تعاون بناء ومثمر. وردًا على الرغبة التي أبداها رؤساء التحرير الأفارقة في زيارة «السيسي»، دولهم، أكد الرئيس، حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع كافة الدول الإفريقية، معربًا عن تطلعه لزيارة الدول الإفريقية الشقيقة، إلا أن العديد من الارتباطات تحول دون ذلك في المستقبل القريب، ومن بينها على سبيل المثال المؤتمر الاقتصادي، وإجراء الانتخابات البرلمانية. وردا على تساؤل بشأن إخفاق الدول الأفريقية في تحقيق بعض أهداف الألفية للتنمية، أوضح أنه يجب أن يكون للإعلاميين دور في توعية الشعوب بحقيقة الأوضاع الاقتصادية لدولهم، حيث إن الإخفاق في تحقيق الأهداف في كثير من الأحيان لا يكون مرده إلى تقاعسٍ أو سوءٍ في الإدارة، وإنما نظراً لمحدودية موارد الدولة. ودعا ارئيس، رؤساء التحرير الأفارقة إلى متابعة الصحف المصرية سواء القومية أو الخاصة، وكذا القنوات التليفزيونية والفضائية للتعرف بأنفسهم على مدى الحرية التي تتمتع بها وسائل الإعلام المصرية، منوهًا إلى أن حرية التعبير عن الرأي مُصانة ومكفولة للجميع طالما ظلت في إطارها السلمي. وعلى صعيد سبل معالجة الخلافات والانقسامات التي تعاني منها بعض الدول الإفريقية سواء على الصعيد الداخلي أو بين الدول وبعضها، أكد الحاجة إلى بناء الانسان الإفريقي ثقافيًا وتعليميًا، ورفع كفاءة وقدرات الكوادر الإفريقية، وهو الأمر الذي تساهم فيه مصر عبر جهود وأنشطة الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وذلك لنقل خبرات مصر للكوادر الإفريقية، بما يجعلها أكثر تسامحا وفهما للثقافات والأديان الأخرى، أخذًا في الاعتبار أن هناك عددًا من الدول المتقدمة التي اتخذت من الاختلاف العرقي والديني والثقافي وسيلةً لإثراء مجتمعاتها وليس للتناحر والخلاف. وفيما يتعلق بتطور العلاقات المصرية الإثيوبية وخاصة ملف المياه، ذكر الرئيس، أنه بعد لقائه برئيس الوزراء الإثيوبي على هامش قمة مالابو في يونيو 2014، أبدى الطرفان المصري والإثيوبي تفهمًا لشواغل كل طرف، حيث أكدت مصر على حق إثيوبيا في التنمية، وأقرت إثيوبيا بحق الشعب المصري في الحياة، لاسيما أن نهر النيل هو مصدر المياه الوحيد في مصر، مُضيفًا أنه حان الوقت لترجمة ذلك التوافق الشفهي والنوايا الطيبة إلى التزام مكتوب، يكفل للأجيال القادمة من البلدين حقوقهما ويجنبهما الخلافات، ويعد بموجب وثيقة ملزمة لمن سيتولى السلطة في البلدين في المستقبل.