اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن "قصف مليشيات فجر ليبيا مهبط مطار الزنتان باستخدام طائرة حربية وأحياء سكنية في الزنتان غرب ليبيا، تصعيدًا جديدًا في العنف الذي يمزق البلاد". وذكرت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أن "هذا الهجوم يأتي بعد يومين من شن مصر ضربات جوية استهدفت مواقع لتنظيم (داعش) الإرهابي في درنة ردا على بث التنظيم مقطع فيديو بشع لذبح 21 مصريا"، منوهة بأن "أضرار قصف (فجر ليبيا) لم تتضح بعد، بيد أن الهجوم في حد ذاته أثار احتمال نشوب حرب في الجو بين الفصائل الليبية المتناحرة وسط تضاؤل فرص نجاح المحادثات التي ترعاها الأممالمتحدة لإنهاء الصراع". ونقلت الصحيفة عن ولفرام لاشر، الباحث بالشأن الليبي بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، أن "هذا القصف قد يقلب الجهود الأممية رأسًا على عقب". وتأتي أنباء القصف بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية، سامح شكري لمقر الأممالمتحدة في نيويورك، التي تعتزم الضغط من أجل اتخاذ مجلس الأمن، الذي من المقرر أن يجتمع في وقت لاحق، اليوم، إجراء حول تعزيز الحكومة الشرعية في ليبيا. وقال شكري، خلال زيارته: "نحن نرى أن زيادة الدعم للحكومة الليبية ضروري للغاية في ضوء التهديدات الإرهابية". ومنذ مقتل الرئيس الليبيي السابق معمر القذافي في 2011، تتصارع فصائل مسلحة على البلاد، وخلال الأشهر الأخيرة تزايد صراع السيطرة على ليبيا بين الحكومة المعترف بها دوليا برئاسة عبد الله الثني، وجماعات مسلحة مناوئة لها تابعة للحكومة المنتهية ولايتها، وتسيطر على العاصمة. ولم تحقق محادثات سلام ترعاها الأممالمتحدة تقدمًا ملموسًا يذكر، لكن من المتوقع أن يستكمل المفاوضون عملهم هذا الشهر في محاولة لتشكيل حكومة موحدة وإنهاء الخلافات. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بمطار الزنتان، قوله في بيان، إن "طائرة حربية شنت غارة جوية على مطار البلدة فيما كان الركاب على وشك المغادرة، وإنه تم إلغاء رحلتين لدواعٍ أمنية". ووقعت أضرار محدودة قرب مدرج المطار، ولم يسقط ضحايا، لكن شن الحكومة الموازية في طرابلس غارة جوية سيمثل تصعيدًا في الصراع مع القوات الحكومية التي تباشر عملها من الشرق.