شعر حرير، شفاة مرسومة، عيون كحيلة، وجسد ممشوق.. مواصفات الجمال المثالي الذي اتفقت عليه أجيال متتباعة من صناع الفنون المصرية لكن وسط هذا الكم الهائل من الحسناوات على مدار ما يقرب من قرنين من الزمن، استطاعت حسناوات من نوع آخر احتلات مكانة مختلفة وسط بطلات الأفلام الكلاسيكيات، رغم البدانة، الفم المتسع، الشعر المجعد، وحتى الصوت غير الأنثوي. "الشروق" ألقت الضوء على أهم 5 "جميلات الروح" في السينما المصرية: زينات صدقي أشهر عانس في السينما المصرية، صاحبة الوسادة الخالية، وجملتها الشهيرة بالنغمة المميزة "كتاكيتو بني"، كثيرون لم يعرفوا أن التي تؤدي أدوار "العانس المنبوذة"، التي يسخر منها جميع أبطال الفيلم، وخصوصًا الرجل الوسيم. بدأت "زينات" حياتها كمطربة وراقصة في كازينو بديعة مصابني، بجوار تحية كاريكا، في ثلاثينيات القرن الماضي، حتى شاهدها نجيب الريحاني فرشحها على الفور للعمل مع فرقته في مسرحية "الدنيا جرى فيها إيه"، ومثلت بعدها عدة أدوار مع فرقة الريحاني. بدأت مشوارها السينمائي من فيلم "وراء الستار" عام 1937، وقدمت دور خادمة سليطة اللسان، الدور الذي علم مع المخرجين وصناع السينما للدرجة التي جعله يلتصق بها طوال مشوارها تقريبا "الشخصية الفكاهية"، الأمرالذي جعل المخرجين آنذاك الاعتماد على أزياء غريبة وقصات شعر مختلفة تظهرها أقل جمالا مما هي عليه في الواقع. كانت زينات صدقي تتمتع بقوام متناسق، وعيون عسلية فاتحة، وبشرة صافية، ورغم ذلك استطاعت بصدق تمثيلها إقناع الجميع بأنها القبيحة العانس. جمالات زايد
الشبه الكبير بينها وبين أختها الفنانة آمال زايد، ظلمها في البداية، لكن مع السير في طريقها الفني، أصبح الفرق واضحًا بينهما، فلكل واحدة منهن طابعًا ومذاقًا مختلفًا، فآمال زايد اشتهرت بأداء دور الأم، أما أختها (جمالات) فكان لخفة ظلها الملحوظة أثر بشكل كبير على ترشيحات المخرجين لها. بدأت التمثيل في الإذاعة بدور (أم بندق) في حلقات ساعة لقلبك، وفي دور أم علي في المسلسل الإذاعي عيلة مرزوق أفندي، ثم بدأت التمثيل في السينما عام 1945 في فيلم "كازينو اللطافة" مع سامية جمال ومحمد عبد المطلب. واشتهرت في السينما المصرية بدور الخادمة الثرثارة التي لا يستطيع أحدهم منعها من الكلام أو إيقاف سيل كلماتها، وكذلك (العانس، الخاطبة، الداية)، وكل أنماط المرأة الشعبية، كلها أدوار أجادتها جمالات زايد بجدارة أهلتها لأن تكون أشهر خاطبة في تاريخ السينما المصرية. زكية إبراهيم حماة علي الكسار الشهيرة، التي لا تتوقف عن مشاكسته، قيل إن السبب في براعة أدائها لأدوار الحماة المؤذية التي لا تتوقف عن السباب هو حبها للكسار الذي لم تطاله، فوجدت بتلك الطريقة مخرجًا لمشاعرها. مشوار زكية إبراهيم الفني بدأ قبل بداية السينما الناطقة في مصر، فكانت بطلة فرقة علي الكسار المسرحية، وتركتها بسبب غيرتها من الوجه الجديد ،آنذاك (ماري منيب). وعلى مدار 35 عامًا ظلت (زكية) بين السينما والمسرح، وأهم أفلامها "سلَّفني 3 جنيه، علي بابا والأربعين حرامي، نور الدين والبحارة التلاتة"، وفيلم "العزيمة" مع حسين صدقي، وفيلم "ليلة الدخلة" مع الراحل إسماعيل يس. ثم اعتزلت زكية إبراهيم الوسط الفني لتبقى بجوار صديقتها "حكمت فهمي"، التي تم اتهامها بالعمالة مع الألمان، فمرضت بعدها وظلت زكية ترعاها حتى رحلت الأولى، وفي 8 أبريل عام 1970 لحقت زكية إبراهيم بصديقتها في هدوء. ليلى حمدي "رفيعة هانم" التي اختارها فنان الكاريكاتير "رخا" لتكون إحدى شخصياته الكارتونية؛ نظرًا لتميز شكل جسدها البدين وجمال وبراءة ملامح وجهها. ليلى حمدي، اسمها الفني، أما اسمها الحقيقي هو إقبال أحمد خليل، شاركت خلال مشوارها الفني في 27 فيلماً، تنوعت فيهم أدوارها ما بين الخادمة كفيلم "سكر هانم"، والزوجة الشعبية التي يخشاها زوجها محمود المليجي كثيرًا في "إسماعيل يس في الأسطول"، والجارة العانس في "علموني الحب" مع سعد عبدالوهاب وأحمد رمزي، والتلميذة المشاكسة في "شارع الحب" مع عبدالحليم حافظ وصباح، والعمّة التي تغير على زوجها بشدة في "لوكاندة المفاجآت" مع سهير البابلي وعبدالمنعم إبراهيم. قبل وفاتها عام 1973، ظهرت في عدة أفلام بمساحات صغيرة، قد تصل إلى مشهد واحد، لعل أبرز تلك الأعمال مشهد في فيلم "الستات ميعرفوش يكدبوا" أثناء تواجد شادية وإسماعيل يس بالسينما. ومشهد آخر في "صغيرة على الحب" في دور أم لبنتين شاركا في استعراض غنائي أثناء بحث رشدي أباظة عن طفلة لعمله التليفزيوني. عائشة الكيلاني كريمة أو"جريمة" كما كان يفضل محمود عبد العزيز مناداتها في فيلم "سيداتي آنساتي"، ببساطة، يمكن أن نختصر كل أدوار عائشة الكيلاني في دورها في هذا الفيلم، السيدة الطيبة، خفيفة الظل التى تقبل كل شئ بصدر رحب، ولا تتمتع بقدر كبير من الجمال، ورغم ذلك هي شخصية لا تُنسى في أي فيلم مهما صغر حجم الدور أو مدة ظهورها على الشاشة. اسمها عائشة الكيلاني محمد ، حصلت على بكالوريوس في المعهد العالي للفنون المسرحية (قسم التمثيل) عام 1987، عملت فى مسرحيات عديدة منها: البرنسيسة، ومن المسلسلات عصفور النار، ومطلوب عروسة. كما شاركت في التمثيل ب18 فيلما من بينهم سمك لبن تمر هندي عام 1988، كما مثلت في 6 أفلام خلال العام نفسه، وهم الشيطانة التى أحبتنى، والمطب ، وثلاثة على واحد، وجريمة إلا 1/4، وسيداتى آنساتى ، شوادر فى عام 1990، وكيد العوالم عام 1991، أى أى عام 1992. وتعددت أدوار عائشة فى عدة أفلام أخرى والتى منها فيلم لولاكى والمنسى عام 1993، ولصوص خمس نجوم وليلة القتل والراية حمرا عام 1994، ووداعا للعزوبية عام 1995، والإرهاب والكباب عام 1996، والأنثى والدبور عام 1998، وكونشرتو فى درب سعادة عام 2000. وتابعت عائشة مشوارها الفني في تمثيل المسلسلات، والتي من أهمها العطار والسبع بنات، وحد السكين، وحكايات مجنونة، ولن أمشي طريق الأمس، واليقين، وفوازير ألف ليله وليله، والفرسان. وفي 2009 شاركت في بطولة مسلسل "إسماعيل ياسين – أبو ضحكة جنان" بدور جدة إسماعيل ياسين، ومنذ ذلك الحين اختفت عائشة الكيلاني عن الأضواء لكن في نهاية 2014، عادت بصوتها فقط من خلال مسلسل إذاعي بعنوان "يوميات حنان وكمال".