يعقد رئيس جنوب السودان سيلفاكير ونائبه السابق رياك مشار اللذين تتحارب قواتهما منذ ديسمبر 2013، اجتماعًا الخميس في أديس أبابا في محاولة لإنهاء الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد، بحسب ما أفاد مسؤولون. وسيتباحث الرجلان بعد أن سبق ووقعا العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار التي بقيت حبرًا على ورق، وجهًا لوجه بحضور وسطاء من منظمة السلطة الحكومية لشرق أفريقيا (إيجاد). وقال اتيني ويك اتيني، المتحدث باسم رئيس جنوب السودان: إن كير "يقوم بواجبه في محاولة استعادة السلام" نافيًا شائعات أفادت بإدخال كير المستشفى صباحًا في العاصمة الإثيوبية. وأضاف أن الاجتماع "يهدف إلى ردم الهوة في المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة السياسية". وأكد مسؤول في إيجاد لقاء كير ومشار، موضحًا أنه من المقرر أن يلتقيا لاحقًا بقادة دول إيجاد، عشية قمة الاتحاد الأفريقي المقررة الجمعة والسبت في أديس أبابا، مقر الاتحاد. وسبق أن التقى الرجلان الأربعاء في أديس أبابا. وكانا وقعا في 22 يناير في أروشا (تنزانيا) اتفاقًا يهدف إلى المصالحة بين الفصائل المتنافسة داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان التمرد الجنوبي السابق الذي قاتل النظام السوداني بين 1983 و2005 وأصبح يحكم جنوب السودان منذ استقلالها في يوليو 2011. وأدت المنافسة بين كير ومشار اللذين يتحدران من أهم إتنيتين في البلد، في ديسمبر 2013 في جوبا إلى معارك بين وحدات موالية لهذا الطرف وذاك داخل جيش جنوب السودان الذي شهد انقسامات سياسية وإتنية. والمواجهات التي شاركت فيها ميليشيات قبلية امتدت لاحقًا إلى مناطق أخرى من البلاد ما أدى إلى حرب أهلية رافقتها مجازر وفظاعات ضد المدنيين على أسس إتنية أوصلت البلاد إلى حافة المجاعة. ولم يمنع اتفاق أروشا استمرار المعارك ما أثار قلق وغضب دبلوماسيين أشاروا إلى أن الوفود تجري محادثات منذ عام في فنادق فخمة، في حين تستمر معاناة السكان. وتعهد كير ومشار بموجب اتفاق أروشا ب "تقديم اعتذارات علنية لشعب جنوب السودان على ما حدث" منذ ديسمبر 2013.