قالت وزارة الخارجية الروسية ، إن اليابان لا ترغب في التعلم من دروس التاريخ ، وذلك تعقيبا على تصريحات لوزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا ، قارن فيها بين الوضع في أوكرانيا وبين سيطرة روسيا على جزر "الكوريل" المتنازع عليها بين الجانبين ، وقال "إن كلا منهما محاولة روسية لتغيير شكل الوضع الراهن". ودافعت الخارجية الروسية اليوم الخميس، في بيان بثته وكالة أنباء "كيودو" اليابانية، عن شرعية سيادة روسيا على هذه الجزر التي استولى عليها الاتحاد السوفيتي في أعقاب استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية. وأضاف البيان أن "اليابان المشربة بروح العسكرية ، إلى جانب ألمانيا النازية، دمرتا شكل الوضع الراهن قبل الحرب من خلال استخدامهما قواتهما العسكرية وباحتلالهما العديد من الدول". تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين روسياواليابان شهدت توترا كبيرا بسبب نزاع حدودي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عندما احتلت القوات السوفيتية أربع جزر عند الطرف الجنوبي لسلسلة جزر كوريل..ومنع النزاع البلدين من توقيع اتفاقية سلام رسمية بينهما. وبالرغم من صغر مساحة هذه الجزر، إلا أن لها وزنا اقتصاديا وعسكريا استراتيجيا.. والمياه المحيطة بالجزر غنية بالثروة السمكية، حيث يتم فيها اصطياد نحو 6ر1 مليون طن من الأسماك والمواد البحرية سنويا ، مما يشكل ثلث كمية السمك المصطاد في بحار الشرق الأقصى. ويتصف مضيق الكوريل الجنوبي بوجود أنواع نادرة من السمك، ناهيك عن وجود الموارد المعدنية المستكشفة ، ومن بينها التيتانيوم والمغنيسيوم والكوبالت والنحاس والرصاص والزنك والبلاتين والذهب والكبريت، كما يوجد في جزيرة "ايتوروب" حقل وحيد في العالم من معدن الريني النادر. وتحظى جزر الكوريل بأهمية استراتيجية فائقة بالنسبة لروسيا ، إذ أنها عبارة عن خط وحيد من جهة المحيط الهادئ يسمح بالدخول في بحر أوخوتسك ومنطقة اقصى الشرق الروسي المطلة على المحيط الهادئ، كما أنها تزيد إلى حد كبير من منطقة الدفاع القاري وتضمن أمن طرق المواصلات المؤدية إلى القواعد العسكرية الروسية الواقعة في شبه جزيرة "كامتشاتكا كراي".