تحتفل كوسوفا يوم الثلاثاء بالذكرى الأولى لإعلان استقلاله في 17 فبراير 2008 والتي تترافق خصوصا مع انعقاد اجتماع خاص للبرلمان وبعض الأحداث الاحتفالية. ودعا رامي مناج نائب رئيس الوزراء الكوسوفي مواطنيه إلى "احتفال لائق رسمي وبطبيعة الحال سلمي". وقال : "حكومة كوسوفا والمؤسسات الكوسوفية اتخذت كافة التدابير اللازمة لضمان أمن جميع الاحتفالات المرتقبة". واعترفت 54 دولة في العالم في مقدمتها الولاياتالمتحدة , و22 من الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي باستقلال كوسوفا ، لكن صربيا المدعومة من روسيا في المؤسسات الدولية ما زالت ترفض الاستقلال وتعتبر كوسوفو إقليمها الجنوبي. وسيجتمع البرلمان الكوسوفي في جلسة خاصة , كما ستجري تجمعات في الشوارع , ثم إحياء حفلة موسيقية في المساء في حضور مسئولين كوسوفيين يتبعها ألعاب نارية. وتم تزيين شوارع العاصمة بريشتينا باعلام كوسوفا والاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة. وبعد سنة على إعلان استقلال كوسوفا تواجه بريشتينا تحديات كثيرة مثل تخطي الانقسام الإثني العميق , وتنمية الاقتصاد المنهك , إلا أن مسئولي كوسوفا يؤكدون تفاؤلهم. وأكد هاشم تاجي رئيس وزراء كوسوفا في مقابلة مع الوكالة الفرنسية مؤخرا أن السنة التي انقضت منذ إعلان الاستقلال في 17 فبراير 2008 كانت سنة ناجحة تماما. وشدد تاجي على إلتزامه بناء كوسوفا ديمقراطية ومجتمعا متعدد الإثنيات , مذكرا بأنه تم إقرار دستور وبأن 54 دولة اعترفت بالاستقلال. وبعد مرور عام ، لا تزال بلجراد ترفض رفضا قاطعا إعلان الاستقلال , وتعقد آمالا كبيرة على قرار محكمة العدل الدولية حول شرعية هذا الاستقلال , فبالنسبة لبلجراد يبقى كوسوفا إقليمها الجنوبي. وهناك حوالى 100 ألف صربي في كوسوفا التي يبلغ عدد سكانه مليوني شخص نحو 90% منهم من الألبان , ويعيش الصرب بمعظمهم في شمال كوسوفو وكذلك في جيوب متفرقة على أراضيه. ومن جهتهم , قال نواب صرب إنهم يعتزمون التوجه يوم الثلاثاء إلى زفيكان بشمال كوسوفو لعقد اجتماع برلماني خاص إعرابا عن دعمهم للصرب في القطاع. وأكد رامي مناج انه تم اتخاذ كافة التدابير لتفادي أي استفزازات محتملة. ويشكل الاقتصاد في هذا البلد الذي يعد من الأشد فقرا في أوروبا , إذ تتراوح نسبة بطالة بين 45 و50% من القوى العاملة تحديا كبيرا آخر لبريشتينا. وبحسب البنك الدولي فإن قرابة 50% من السكان يعيشون في ظروف من الفقر بأجر قدره 6.4 دولار يوميا , ويلتحق 30 ألف شاب سنويا بسوق العمل. ويأسف راموش طاهري وهو محلل كوسوفي شهير لعدم اتخاذ السلطات التدابير الكافية لتنمية الاقتصاد. ويقول : "يتحتم البدء بإصلاحات اقتصادية تأتي بنتائج وتجذب المستثمرين الأجانب". إلى جانب ذلك أعلن مرسوم رئاسي أن كوسوفا ستفتتح ثماني سفارات وتسع قنصليات , وستفتح هذه السفارات في سلوفينيا وكرواتيا وهولندا والسويد وجمهورية تشيكيا والمجر وبلغاريا واليابان. ويتمثل كوسوفا حتى الآن على مستوى قائم بالأعمال في ألبانيا والنمسا وبلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والولاياتالمتحدة. وسيفتح كوسوفو أيضا قنصليات في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا والنمسا وبلجيكا والسويد. ووعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدعم الولاياتالمتحدة لكوسوفا متعدد الإثنيات ، مستقل وديمقراطي في رسالة تهنئة بالذكرى الأولى لإعلان استقلال الإقليم. وكتب أوباما في هذه الرسالة الموجهة إلى الرئيس الكوسوفي فاطمير سيدو وأعلنتها أجهزته : "أود التأكيد على أن الولاياتالمتحدة ستستمر في دعم كوسوفا متعدد الإثنيات ، مستقل وديمقراطي في جهوده ليكون له كل المكانة التي يستحقها كعضو كامل في أسرة الدول".