قدم الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي، اليوم السبت، رسميا أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 23 نوفمبر المقبل، في آخر خطوة لإرساء ديمقراطية مستقرة في مهد الربيع العربي. وتستعد تونس، لإجراء انتخابات حاسمة، في طريق إرساء مؤسسات ديمقراطية مستقرة بعد ثلاثة أعوام ونصف العام، من انتفاضة شعبية أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وستجري تونس انتخابات تشريعية يوم 26 أكتوبرالمقبل، تليها الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية يوم 23 نوفمبر. وقال المرزوقي، للصحفيين، عقب تسليم أوراق ترشحه للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، "قررت تقديم ترشحي بالأساس للدفاع عن القيم والمشاريع التي دافعت عنها طوال حياتي.. أولا استقلالية القرار الوطني.. الاستقلال..الاستقلال..الاستقلال". وأضاف المرزوقى، "والقضية الثانية هي الدفاع عن الحقوق والحريات للتوانسة وهي الأهداف السياسية للثورة ثم الأهداف الاقتصادية والاجتماعية خاصة التنمية الشاملة في المناطق المحرومة". وتابع" ترشحي سيكون مثالا في النزاهة وفي الشفافية. أخشى ما أخشاه على هذه الانتخابات ليس الإرهاب رغم ما يمكن أن يسدده من ضربات لأني أعرف أن الشعب التونسي قادر على تحملها وسيواصل ولكن هو دخول المال الفاسد بقوة لإفساد هذه الانتخابات". واستطرد المرزوقى قائلا، "أنبه الشعب التونسي إلى ضرورة محاربة هذه الآفة وأحمل كل الأطراف السياسية والشخصية مسؤوليتها التاريخية ومسؤوليتها أمام ضمائرها وأمام القضاء لأننا لن نسمح بإفساد أول تجربة ديمقراطية بالمال الفاسد". وانتخب المرزوقي رئيسا في إطار اتفاق لتقاسم السلطة بين حركة النهضة الإسلامية المعتدلة وشريكيها العلمانيين الأصغر في الائتلاف التكتل من أجل العمل والحريات وحزب المؤتمر من أجل الجمهوري عقب انتخابات المجلس الوطني التأسيسي قبل ثلاثة أعوام. والمرزوقي (69 عاما) طبيب ونشط في الدفاع عن حقوق الإنسان وسجن عام 1994 بعدما تحدى بن علي في انتخابات رئاسية، وأفرج عنه بعد نحو أربعة أشهر بعدما أصبحت قضيته محور حملة دولية لكنه أجبر على الخروج إلى المنفى في فرنسا.