طالب الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب بدعم الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى مواجهة جماعات الضغط التى تستعد للمواجهة، وجدد رفضه لتولى قبطى لرئاسة الجهورية لأنها «تخضع لشخصية الدولة وتحكمها الأغلبية». وقال الفقى فى تصريحات خاصة ل«الشروق»، والذى كان على رأس وفد برلمانى زار العاصمة الأمريكيةواشنطن الأسبوع الماضى: إن الزيارة جاءت بناء على دعوة من الكونجرس الأمريكى لحضور مؤتمر أقامته لجنة هلسنكى، وضم الوفد البرلمانى السفير محمد بسيونى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى، والدكتور مصطفى علوى، عضو مجلس الشورى ومدير مركز أبحاث مجلس الشعب، ومحمد مصطفى شردى عضو مجلس الشعب عن حزب الوفد، واللواء طيار أمين راضى، عضو مجلس الشعب ووكيل لجنة الأمن القومى. وأوضح أن موضوع المؤتمر كان مناقشه العلاقة بين دول الأمن والتعاون الأوروبى والدول الأورمتوسطية وهو موضوع يهدف إلى تحسين العلاقات بين ضفتى المتوسط، ولا يخلو من الاتجاه نحو التطبيع. وكانت الدول المدعوة هى مصر والجزائر وتونس والمغرب والأردن وإسرائيل. وحول رفضه تولى قبطى رئاسة الجمهورية قال: «قلت إنه لا مشكلة من تولى القبطى رئاسة الوزارة، وأنا متحمس لذلك، أما رئاسة الجمهورية فهى تخضع لشخصية الدولة وتحكمها الأغلبية. فى الولاياتالمتحدةالأمريكية لم يأت رئيس جمهورية يهوديا، وفى الهند تولى مسلم رئاسة الجمهورية لأنه منصب شرفى، ويأتى فى المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد منصب رئيس الوزراء. فقضية رئاسة الدولة هى تعبير عن شخصية الدولة هذا الأمر لا يضايق أحدا ولا يزعج أحدا، إنما منصب رئيس الوزارة فمرحبا بالكفاءات أن تأتى. فمنصب رئاسة الدولة فى العالم كله يخضع للأغلبية. هذه ليست بدعة هذه حقيقة ثابتة فى الغرب والشرق. وحول انتقاد البعض لهذا الموقف وأنه لا يختلف عن موقف الإخوان المسلمين قال: «إذا كان حديثى بكنيسة فيرجينيا لم يعجب الأقباط فلا فائدة لأننى أمثل عنصر الاعتدال المناصر لقضايا الأقباط وهذا ما قاله راعى الكنيسة وآخرون. أنا الذى أطالب ببناء الكنائس وبالقانون الموحد لدور العبادة أسوة بالمساجد، أنا الذى أطالب بوجود الأقباط بالوظائف العامة كرؤساء جماعات ومحافظين ووزراء بمعدل أعلى وفى القوات المسلحة وفى القضاء بمعدل أعلى. أنا الذى أدعو دائما وبكل وضوح بأن الأقباط ليسوا جالية وأنهم أصحاب وطن شركاء معنا فى الحياة». وأضاف أن الذين يطالبون بحقوق الأقباط فى مصر الآن هم المسلمون وهذه نقله نوعية كبيرة. وأكد الفقى أنه لا توجد علاقة بين زيارة الوفد البرلمانى وزيارة الرئيس المرتقبة. وقال «سمعنا أن الرئيس سيزور الولاياتالمتحدة منتصف أغسطس المقبل. ولكن زيارتنا لم تكن مقدمة له ولا بالتنسيق مع أحد إنما هى مبادرة من بعض أعضاء البرلمان المصرى لإيضاح الصورة والحقيقة أمام الطرف الآخر». وأشار إلى أن الوفد قام بعقد عدد من اللقاءات على هامش الزيارة بترتيب من السفارة المصرية، فى مقدمتها لقاء فى كنيسة سان مارك وهى الكنيسة الكبرى بواشنطن بترتيب من الأنبا موسى هنا بالكاتدرائية المصرية والأب بيشوى أندراوس راعى الكنيسة بالتسيق مع السفارة المصرية بواشنطن. وأضاف «لاقت المحاضرة استحسانا طيبا للغاية لأننى كنت فيها واضحا وأوضحت فيها السلبيات والإيجابيات وقلت إن الصورة ليست وردية ولكنها أيضا ليست بالسوء الذى يصل إليكم، نعم يحدث كل يوم حادث طائفى صغير سببه بعض الأمور التى يجب أن تحسم». وأشار الفقى إلى أنه ركز على ضرورة إصدار القانون الموحد لدور العبادة الذى طال انتظاره والذى تأخر بسبب الحديث الدائم عن موضوع المواءمة فتحدث انفجارات كتلك التى نراها، علما بأن بعض الكنائس غير مرخصة حتى الآن وبالتالى لابد من حل هذه المشكلة. وقال: «أشدت بشخصية البابا شنودة باعتباره عنصر توازن للوحدة الوطنية والاستقرار السياسى فى مصر بسبب حكمته وحصافته وهدوئه وفهمه للواقع فهما طيبا، وأشرت أيضا إلى أن الرئيس مبارك أفضل رئيس بعد ثورة يوليو فى العلاقة مع الأقباط، لأنه كما كان يحكى لى دائما وأنا أعمل معه، أنه عايش الأقباط وكانوا معه فى الدراسة وكان له أصدقاء منهم ثم إنه هو الذى جعل 7 يناير عيد الميلاد القبطى الأرثوذكسى عطلة رسمية وتجرى إذاعة الصلوات ويكون هناك اهتمام بالوجود القبطى وفى مناهج التعليم بالحقبة القبطية وما إلى ذلك.. فهناك إيجابيات كثيرة حدثت». وأضاف «قلت صراحة إن عصر الرئيس مبارك هو العصر الذهبى الثانى للوحدة الوطنية بعد ثورة 19 وإن الأمين على منزله هو ضابط طيار قبطى اسمه فوزى شامخ، هل يوجد ثقة أكثر من ائتمان شخص على مفاتيح البيت؟». وأكد أن الحوار فى الكنيسة جرى بطريقة ودية وكان التركيز على بعض المنغصات التى تحدث. وتحدث عن الخلاف الذى حدث بينه وبين الناشطة دينا جرجس وقال «تحدثت فتاة لا أتذكر اسمها الآن بهجوم شديد على مصر وغلب على لهجتها عداؤها لمصر أكثر من كراهيتها للنظام. وهنا كان لابد من القلق من هذا النوع من التعبيرات ولفت نظرها إلى أن ما تقوله هو جزء من أجندة معادية للوطن لأن كلامها كان فيه تحريض، تحريض الأقباط وتحريض البهائيين والنوبيين والتحريض على قطع المعونة. وهذه لهجة من الصعب أن يتحملها أحد». وأضاف أن ما جاء على لسان جرجس ونشر بجريدة «الشروق» لا يعبر عن الحقيقة فما جرى أنها تحاملت على مصر فى حديثها وقالت إن حديثك عن الأقباط مضلل رغم أننى كنت شديد التوازن والعدالة. مشيرا إلى أنه رد عليها بالقول إن حديثك يضعك تحت طائلة القانون. وذكر أن موقفها لاقى لوما من الحضور ووجه الأب بيشوى اعتذارا له، مشيدا بموقفه تجاه قضايا الأقباط. وأشار إلى أن قيادات الكنيسة وقفت إلى جانب موقفه ضد محاولات العبث بروح المحاضرة. وقال الفقى إن الوفد لاحظ أن الصورة التى تصل إلى المصريين فى الخارج عن مصر صورة غير صحيحة أحيانا فيها إقلال من الإيجابيات وزيادة فى السلبيات وقد يحدث العكس أيضا بينما الصورة وسط بين الاثنين لأن مصر لديها مشكلات حقيقة يجب أن تواجهها بشجاعة من ضمنها الشأن القبطى وما يجرى فيه. وقال الفقى إن الوفد عقد على هامش المؤتمر العديد من اللقاءات الأخرى، منها لقاء مع رئيس مجلس النواب الأمريكى نانسى بلوسى، التى نصحت أوباما بزيارة الأهرام وأبوالهول. وقال إن الوفد التقى أيضا رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى الكونجرس، وتركز الحديث معه عن الأقباط وسأل ايضا عن موضوع البهائيين. مشيرا إلى أنه شرح له الأمر قائلا: «شرحت له أننا لا نستطيع ان نقول إن لدينا ديمقراطية بنسبة مائة بمائة أو أن الصورة وردية بالكامل ولكنها أيضا ليست بالصورة السيئة التى تصله وفيها الكثير من روح الإحباط ومحاولة الإساءة إلى مصر بغير سبب أو معرفة» وأكد أن الوفد لمس من خلال حديثه مع أعضاء الكونجرس والمعنيين بالسياسة الأمريكية أن شهر العسل من الرئيس أوباما قد لا يطول كثيرا، وقد بدأت الانتقادات توجه له برغم انشغاله بالسياسة الداخلية تماما خصوصا بموضوع الرعاية الصحية. ورأى البعض أن أوباما قد طرح سقفا عاليا لسياساته قد لا يستطيع الوفاء به. ويضربون مثلا على ذلك بموقفه من المستوطنات، حيث أخذ موقفا مضادا للموقف الإسرائيلى، ثم بدأ يتراجع رويدا رويدا فى محاولة للوصول لموقف توافقى لا تصطدم فيه واشنطن بإسرائيل. وقال إنه لمس أن هناك مناخا مختلفا فى واشطن عما كان موجودا العام الماضى عندما زارها، فطريقة الاستقبال وفهم المنطقة وما يجرى فيها مختلف تماما. وأضاف «نحن بالتأكيد أمام إدارة جديدة ولكن لها أعداءها ولا يجب أن نتصور أنها مطلقة اليد فجماعات الضغط والقوى السياسية الأخرى بدأت تنتهى من شهر العسل مع الرئيس الأمريكى الجديد وتفكر فى أمكانية المواجهة فى المرحلة المقبلة. ولذلك نحن نرى أن ضرورة دعم الرئيس أوباما من قبل الدول المختلفة فى مواجهة الضغوط التى يواجهها بالتأكيد على سياساته والتعامل معها بما ما لا يتعارض مع المصالح الإقليمية لهذه الدول». وحول موقف الوفد من الحضور الإسرائيلى فى المؤتمر قال: «كان موقفنا واضحا وهو لا تطبيع قبل التسوية. لأن هذا هو الكارت الوحيد الذى أمامنا» وأضاف «الإسرائيليون يرددون دائما: لماذا لا تهبط طائرات شركة العال فى العواصم العربية؟. فى رأيهم هذا إجراء شكلى، وأن الشعب الإسرائيلى والرأى العام الإسرائيلى لن يتجه نحو التسوية السلمية إلا إذا شعر بالاطمئنان من خلال التطبيع. قلنا لهم إن هذا موضوع مستهلك لقد أعطى العرب كل ما لديهم وأصبح الآن الدور على إسرائيل وليس المزيد من التنازلات العربية أوالفلسطينية.