في صباح اليوم، هاتفنا سارة أحمد، إحدى قريبات محمد سلطان، المسجون احتياطيًا والمضرب عن الطعام منذ أكثر من 130 يوما، وقالت أن حالته حرجة وأنه تم نقله للرعاية المركزة بالقصر العيني الفرنساوي، وأنها ستذهب للاطمئنان عليه ولكنها «متأكدة» إنها لن تتمكن من الدخول. «سارة» قريبة سلطان لأبيه، هي المتبقية من عائلته في مصر «والدته عندها سرطان وسافرت أمريكا مع أخواته، ووالده في السجن» ذهبنا للقصر العيني الفرنساوي الساعة الرابعة عصرا، سألنا في الاستقبال عن المريض محمد صلاح الدين سلطان فكان الرد «مفيش حد بالاسم ده هنا» لم يمنعنا ذلك من الدخول والسؤال في أقسام الرعاية المركزة عنه فلم نجده. «عصام العريان جوه».. بعد قليل هاتفتنا سارة وقالت أنه ليس بالقصر العيني الفرنساوي ولكنه في القصر العيني القديم، قالت أنه يمكننا الذهاب إلى هناك وأنها ستلحق بنا. في ردهة الدور الأرضي بمستشفي القصر العيني، كان هناك عائلات يفترشون الأرض في انتظار ذويهم من المرض.. وكانت الأحاديث الجانبية بينهم تدور حول التواجد الأمني المكثف بالمستشفي على غير العادة فيقول أحدهم «بيقولوا في واحد إرهابي في العناية المركزة». بعد قليل نسأل أحدهم عن كيفية دخول قسم طوارىء الجراحة، والذي يتواجد به محمد سلطان، فيكون الرد«لأ أصل الشرطة بتمنع حد يدخل بيقولوا أن عصام العريان جوه». بدا أن الكل يحاول أن يعرف سببا للتواجد الأمني غير في المستشفى. كان يكفي النظر على مدخل قسم (5) طوارىء قسم الجراحة، بالقصر العيني، لرؤية خمسة رجال أمن يحملون أسلحة بعضهم في يديه «رشاش». أينما تذهب هناك رشاش تحدثنا مع أحد حراس باب قسم الجراحة، للدخول للاطمئنان على أحد المرضى بالداخل لم نخبره عن اسمه، فإذا بضابط يستوقفنا حتى ينهي حديثه في اللاسلكي «الحالة خطيرة وسيستمر حجزه هنا" يقول:«رايحين فين» يتوجه إلينا بالقول لنرد «لنطمئن على أحد المرضى» لم نخبره أيضا بالاسم، فيقول: ممنوع. . نخرج ونحاول أن نتحدث مع أحد الأطباء من المارة"لو سمحت ممكن تدخل تقولنا أخبار الحالة الصحية للمريض «محمد سلطان». يتعاون معنا الطبيب ويدخل في سرية محاولا الاستقصاء عن حالته ثم يخرج ليقول لنا «هو موجود جوه في الرعاية المركزة وحالته حرجة للغاية لأن هذه الغرفة لا يدخلها الا الحالات شديدة الخطورة» قبل أن يضيف: «لكنني لم استطع دخول الرعاية والأطباء المشرفين على حالته لا يمكنهم الخروج هناك أكثر من سبعة ضباط بالداخل ويمنعون أي أحد من الدخول أو الخروج». لم نستطع الوصول لتقرير عن حالته الصحية بشكل غير رسمي، كل الأطباء الذين حاولنا منهم الاطلاع على حالته وإخبارنا بها، قالوا لنا أنه من المستحيل هناك تشديد أمني ولا بيانات تخرج من هناك. قال لنا أحد الأطباء: «حاولوا الحصول على تصريح من إدارة المستشفى» ولكنه كان قد غادر المستشفى. لم يكن هناك حل غير إبراز بطاقات هويتنا والدخول بشكل رسمي، تجمع مجموعة من الضباط على باب قسم الجراحة فور ذكر كلمة «صحفيين» ودار الحوار التالي: - لازم تروحوا قسم مصر القديمة وتجيبوا تصريح علشان تخدوا تقرير بحالته الصحية - يعني ما ينفعش تصريح من مدير المستشفى - لا لازم القسم. وقفنا لخمس دقايق أمام قسم الجراجة قبل أن يخرج لنا نائب مأمور قسم مصر القديمة قال أن اسمه العقيد"محمد حسين" . -ممكن الكارنيهات أعطية الكارنية -فين كارنيه نقابة الصحفيين - ألا يكفي كارنية "الشروق" -لأ كده انتي صحفية "هاوية" - أزاي يعني - هي الشروق دي جورنال؟ - انت شايف أيه! يذهب ليتحدث إلى أحدهم في الهاتف ثم يأتي -لازم تجيبي تصريح من نيابة أمن الدولة - كانوا بيقولوا من شوية من نيابة قسم مصر القديمة اللي حضرتك تابع ليها - لأ نيابة أمن الدولة العليا. ألو: نائب قسم الجراحة ؟ .. لأ الظابط اضطررنا للخروج، و في محاولة أخيرة قررنا الاتصال بنائب قسم الجراحة من «سويتش» القصر العيني. اتصل لنا الموظف بالهاتف الداخلي. - ألو، نائب قسم الجراحة؟ - لأ أنا الظابط (كان العقيد محمد حسين) - أنا عايزة النائب يا فندم لو سمحت ده تليفونه وأنا عايزة أسأله عن حالة في الرعاية النائب بعد ثواني ويبدو أن العقيد كان إلى جانبه «أنا مقدرش أديكي أي بيانات الإ بعد تصريح من النيابة» يغلق الهاتف. ونغادر القصر العيني بعد أربع ساعات حاولنا فيها الوصول فقط لتقرير عن حالة محمد سلطان الصحية، وهو التقرير الذي لم تستطع قريبته «سارة» الوصول إليه على الرغم أنه لها حق الاطلاع على حالته. ليبقى آخر تسريب من أطباء القصر العيني قبل نقله لغرفة الرعاية المركزة والذي يشير إلى أنه :«في حالة صحية سيئة وعلاماته الحيوية غير مستقرة، نبضه 110 والطبيعي أقل من 90، وسكره العشوائي 28، والطبيعي من 70 إلى 110... وتم إعطاؤه محلول ملح فقط، والمريض يعاني من جلطات على الرئة، ثم أخذ علاجًا لزيادة السيولة، وهو الآن يعاني من تسمم نتيجة ارتفاع نسبة الدواء بالدم، ما أدى إلى زيادة السيولة وقد يؤدي إلى نزيف». الداخلية: أدعى الإضراب عن الطعام الساعة الثامنة من مساء اليوم أصدرت الداخلية بيانا جاء فيه: «في إطار الرعاية المتكاملة التي توليها وزارة الداخلية لنزلاء السجون، وانطلاقًا من سياساتها الهادفة في أحد محاورها، احترام حقوق الإنسان والالتزام بالمعايير الدولية للسياسة العقابية، وفي ظل ادعاء النزيل محمد صلاح الدين عبدالحليم سلطان، المودع بمستشفى ليمان طرة، الإضراب عن الطعام دون الشراب، وما انتهى إليه تقرير لجنة الطب الشرعي المُشكّلة بناء على قرار النيابة العامة من متابعة نتائج التحاليل الطبية الخاصة به ورفضه إجراء أي تحاليل أو إجراء الكشف الطبي الدوري عليه رغم إسداء النصح والإرشاد له، فقد بادر قطاع مصلحة السجون بنقل المذكور لمستشفى المنيل الجامعي»- وفقا للبيان.