أطلق مسلح يركب دراجة نارية النار على ضابط استخبارات يمني وولده فقتلهما في مدينة مكلا الجنوبيةالشرقية، بحسب ما ذكره مصدر أمني. ووقع الهجوم الخميس في وضح النهار في وسط عاصمة محافظة حضرموت، وهي معقل قوي للقاعدة. ويعد هذا الهجوم، الذي قتل فيه العقيد سالمين العبثاني وولده، أحدث الهجمات التي تعرض لها ضباط الجيش والاستخبارات في حضرموت، والتي تتم بواسطة إطلاق النار ثم الفرار. وشهدت المكلا أيضا عددا من الهجمات المريعة التي أعلنت القاعدة مسؤوليتها عنها. ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي اقتحم متشددون مقرا عسكريا في المدينة، واحتجزوا بعض حراسه رهائن عدة أيام قبل تغلب قوات الجيش عليهم في معركة قتل فيها 10 أشخاص على الأقل. وفي فبراير/شباط 2012، فجر انتحاري سيارة خارج القصر الرئاسي في المكلا، فقتل 26 من أفراد القوات الخاصة، معكرا بذلك صفو مراسم أداء اليمين للرئيس عبد ربه منصور هادي، كأول رئيس جديد لليمن منذ عام 1978. كما وقعت هجمات أخرى مروعة داخل المحافظة. فقد هاجم عشرات من تنظيم القاعدة السبت، من بينهم انتحاريون، معسكرات للجيش، ومباني عامة في بلدة سيئون الرئيسية في وادي حضرموت، وقتلوا 15 جنديا وشرطيا على الأقل، بحسب ما ذكره مسؤولون أمنيون. فترة الانتفاضة واستغل تنظيم القاعدة الشهور ال11 لانتفاضة 2011 التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس علي عبدالله صالح للسيطرة على جنوب وشرق اليمن. ثم استعاد الجيش السيطرة على عدة مدن كبيرة في أبين وشبوة باتجاه الغرب في عام 2012، لكنه قاوم للسيطرة على المناطق الريفية، بالرغم من توظيف مليشيات حليفة من رجال القبائل المحلية. وشنت قوات الجيش هجوما جديدا في المحافظتين في 29 أبريل/نيسان، وتمكنت من دخول سلسلة من البلدات الصغيرة. ولكن المحللين يقولون إن مكاسب الجيش قد تكون بسبب التراجع المخطط له الذي اتبعه تنظيم القاعدة بالتنسيق مع القبائل. وتعُد واشنطن جهاديي اليمن - المعروفين باسم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب - من أخطر تنظيمات القاعدة، وقد صعدت هجماتها بالطائرات بدون طيار على قادته في الأشهر القليلة الماضية.