علمت «الشروق» أن مناشدات وسائل الإعلام للجنة الانتخابات الرئاسية لم تكن الدافع الوحيد لإصدار قرارها بمد التصويت يوما ثالثا، بل ربما تلقيها مطالبات من جهات رسمية بذلك. وقالت مصادر مطلعة إن تلك الجهات أرسلت للجنة تقارير عن انخفاض نسبة المشاركة ومظاهرات الوافدين أمام اللجان، وطالبتها بإيجاد حل لهذه الأزمة سواء من خلال تخصيص لجان للوافدين أو مد التصويت يوما إضافيا. وأضافت المصادر أن رئيس الوزراء إبراهيم محلب رفع إلى اللجنة تقريرا مرفقا به عدة شكاوى ومطالبات باتخاذ حل من هذين الحلين أو كليهما «مد التصويت أو تخصيص لجان للوافدين»، للتغلب على مشكلة نسبة المشاركة. اللجنة بحسب نفس المصادر استبعدت حتى حلول عصر يوم الاقتراع الثانى مد التصويت ليوم ثالث، حتى بعد التقارير التى وصلتها من غرف العمليات تفيد بأن يوم العطلة الرسمية تسبب فى ضعف الإقبال بصورة ملحوظة، لا سيما فى القاهرة الكبرى والأقاليم الحضرية. وكانت بعض الأحزاب المؤيدة للمرشح عبدالفتاح السيسى ارسلت طلبات رسمية للجنة بمد الاقتراع إلى منتصف الليل ثم إلى يوم ثالث، مبررة ذلك بأن قواعدها فى الشوارع لم تتمكن من نزول اللجان بسبب الموجة الحارة التى تجتاح مصر حاليا. وجاء رد اللجنة على تلك المطالبات فى بيان شديد اللهجة عصر أمس الأول، ترفض فيه بشكل قاطع تصويت الوافدين. ويؤكد المصدر: ما حسم مسألة مد التصويت لليوم الثالث هما عاملان استجدا أثناء انعقاد اللجنة بكامل أعضائها برئاسة المستشار أنور العاصى، حيث تلقت اللجنة تقريرا من قيادة سياسية رفيعة المستوى تمنت فيها أن تقوم اللجنة بإيجاد حل لتمكين أكبر نسبة من الناخبين من التصويت، طالما رأت اللجنة استحالة تنفيذ مقترح تخصيص لجان للوافدين وتعريض الانتخابات بكاملها للبطلان. أما العامل الثانى فهو ورود تقارير للجنة بأن هناك تكدسا للناخبين فى عشرات اللجان بعد انكسار الموجة الحارة فى الرابعة من مساء أمس الأول، وتقدير بعض القضاة أن الأعداد ستتزايد فى ساعات الليل، لا سيما فى الصعيد والمناطق الريفية، قياسا بيوم الاقتراع الأول. واتخذت اللجنة قرار مد التصويت يوما ثالثا بالإجماع نظرا للاعتبارين السابقين، بالإضافة إلى المناشدات المستمرة عبر القنوات الفضائية للجنة بمد الاقتراع أو إنشاء لجان للوافدين. وقال المستشار عصام الدين عبدالعزيز، عضو اللجنة، فى تصريحات خاصة ل«الشروق» إنهم اتخذوا قرار المد دون أى ضغوط من أى جهة، نافيا بشدة ما تردد فى هذا السياق من الاستجابة مباشرة لمطالبات الأحزاب والأفراد دون مراجعة الموقف على الأرض. وأضاف عبدالعزيز أن الكثافة التصويتية العالية التى رصدتها اللجنة مساء يوم الاقتراع الثانى أكدت بما لا يدع مجالاً للشك العامل السلبى الذى لعبته حرارة الطقس على نسبة تصويت الناخبين.