فيما يتصاعد الاستقطاب العسكرى والشعبى بين طرفى الأزمة الليبية، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، عن «القلق العميق» إزاء «الحشود العسكرية المتزايدة داخل وحول العاصمة طرابلس». بان كى مون حذر، فى بيان مساء أمس الأول، من تداعيات المواجهة المسلحة التى يمكن أن «تقضى على التضحيات التى قدمها الشعب الليبى خلال نضاله من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، داعيا جميع الأطراف وقادة التشكيلات العسكرية إلى «استئناف الحوار (...) والامتناع عن الأعمال التى تقوض التحول الديمقراطى». ومنذ يوم 16 من الشهر الجارى، تشهد الأوضاع الميدانية تصعيدا خطيرا، إثر وقوع اشتباكات مسلحة بين قوات اللواء متقاعد خليفة حفتر، وبين كتائب «إسلامية» تتبع رئاسة أركان الجيش النظامى، فى محاولة للسيطرة على مدينة بنغازى (شرق)، تلتها محاولة مسلحين اقتحام مبنى المؤتمر الوطنى العام (البرلمان المؤقت، أعلى سلطة) بالعاصمة طرابلس، ما أسقط إجمالا ما لا يقل عن 80 قتيلا و150 جريحا. وبينما يردد حفتر أن تحركاته تهدف إلى تطهير ليبيا من «المتطرفين، والتكفيريين، والإخوان المسلمين»، تقول الحكومة إنها «محاولة انقلاب على السلطة». وفى وقت متأخر أمس الأول، أصيب مدنيان بجروح، جراء تفجير سيارة مفخخة أمام مقر القيادة العسكرية لمدينة طبرق (شرق)، وفقا لمسئول بالقاعدة. برلمانيا، أعلن 40 من أصل 182 نائبا، فى بيان تليفزيونى مساء أمس الأول، دعمهم للجيش والشرطة وتأييدهم لحفتر، ودعوا إلى إلغاء تكليف الحكومة الجديدة، برئاسة أحمد معيتيق، الذى يتردد أنه مدعوم من الإخوان المسلمين. بينما تظاهر، مساء أمس الأول، وسط العاصمة، عدد من المؤيدين للبرلمان، معربين عن رفضهم للعمليات العسكرية، بقيادة حفتر، معتبرينها «محاولات انقلاب عسكرية». وردا على سؤال بشأن عدم تحرك قوات حفتر منذ الأسبوع الماضى، اكتفى المتحدث باسمها، العقيد محمد الحجازى، بالقول إن «القوات جاهزة بشكل كامل، وتنتظر الأوامر، للتحرك ضد قوى الإرهاب»، داعيا، فى تصريحات ل«الشروق» عبر الهاتف، العالم إلى «دعم ليبيا فى هذه الحرب الكونية على الإرهاب»، بحسب تقديره. فى المقابل، اتهم تنظيم «أنصار الشريعة» الليبى، مساء أمس الأول، قوات الصاعقة، التى انشقت عن الجيش النظامى وانضمت إلى حفتر، بإطلاق صواريخ هاون على أحياء سكنية فى بنغازى (شرق)، نافيا تورطهم فى ذلك. فيما حذرت المخابرات البريطانية من احتمال وصول آلاف الأطنان من السلاح الليبى إلى جماعة «بوكو حرام» النيجيرية وجماعات متطرفة أخرى، وفقا لصحيفة «صنداى تايمز» أمس. الصحيفة نقلت عن مصادر مخابراتية أن «بوكو حرام» استطاعت تأمين طريق لتهريب السلاح من ليبيا إلى نيجيريا عبر تشاد، موضحة أن نوعية السلاح تتضمن مدافع مضادة للطائرات وقذائف هاون، وربما تشمل أيضا صواريخ أرض جو. ومؤخرا، كشف تقرير للأمم المتحدة، وفقا للصحيفة، أنه جرى تهريب السلاح من ليبيا إلى 14 دولة على الأقل، حيث ذهبت كميات كبيرة منه إلى سوريا ومصر ونيجيريا والنيجر ومالى وتشاد، وذلك منذ الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافى عام 2011.