شنت القوات النظامية السورية الجمعة حملة عسكرية في ريف درعا جنوبًا، لاستعادة تلال سيطر عليها مقاتلو المعارضة في الأسابيع الماضية، تتيح لهم ربط مناطق سيطرتهم بين درعا والقنيطرة على الحدود مع الأردن وهضبة الجولان، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. في غضون ذلك، تواصلت أعمال العنف، فقتل 13 شخصًا في سقوط قذائف أطلقها مقاتلون معارضون على حي يسيطر عليه النظام في مدينة حلب شمال. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: أطلقت القوات النظامية اليوم حملة عسكرية في مدينة نوى ومحيطها في محافظة درعا؛ لاستعادة السيطرة على تلال سيطر عليها مقاتلون معارضون في الأسابيع الماضية. أضاف أن النظام يشن هجومًا معاكسًا ضد المقاتلين لمنع التواصل الجغرافي بين المناطق التي سيطروا عليها في ريف درعا الغربي، وريف القنيطرةالجنوبي والأوسط. وسيطر المقاتلون في الأسابيع الماضية على تلال عدة أبرزها تل الجابية وتل جموع في ريف نوى، بعد أيام من سيطرتهم على تل الأحمر الغربي وتل الأحمر الشرقي في ريف القنيطرة، قرب الحدود مع الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان. وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية سانا الجمعة: إن القوات النظامية نفذت عمليات واسعة في مدينة نوى تستهدف خلالها تجمعات المجموعات «الإرهابية» في المدينة والتلال المحيطة، وإن العملية لا تزال مستمرة. وبحسب المرصد، شن الطيران الحربي 15 غارة على الأقل على نوى ومحيطها، تزامنًا مع الاشتباكات. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد إلكتروني عن سقوط عشرات الصواريخ خلال لحظات على نوى. وبث مركز نوى الإعلامي شريطًا مصورًا على موقع يوتيوب، يظهر 20 تفجيرًا متتاليًا على الأقل في نحو دقيقة، في مسافات جغرافية قريبة. ويسمع المصور يقول النظام يرجم مدينة نوى بالصواريخ. وأدت المعارك العنيفة للسيطرة على التلال في محيط نوى نهاية أبريل، إلى مقتل نحو 90 عنصرًا من القوات النظامية ومقاتلي المعارضة خلال يومين، بحسب المرصد. وقتل ستة أشخاص الجمعة بينهم طفلان في قصف للنظام على مدينة درعا، بحسب المرصد. في حلب، قالت سانا: إن «إرهابيين» - في إشارة إلى مقاتلي المعارضة - أطلقوا قذائف صاروخية على حي الأشرفية صباح اليوم، ما أدى إلى استشهاد 13 مواطنًا وإصابة 17 آخرين بجروح. وأفاد المرصد أن 16 شخصًا على الأقل بينهم ستة أطفال قتلوا وأصيب 60 آخرين، بسبب قذائف أطلقها لواء إسلامي مقاتل على الأشرفية وحي السريان المجاور له، بين ليل الخميس وصباح الجمعة. وتشهد حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل اندلاع النزاع منتصف مارس 2011، معارك يومية منذ صيف العام 2012. وتنقسم السيطرة على المدينة بين النظام والمعارضة. وتعرضت أحياء المعارضة في المدينة وريفها، لقصف مكثف من سلاح الجو منذ منتصف ديسمبر، ما أدى إلى مقتل المئات. وقطع مقاتلو المعارضة في الأيام الماضية المياه عن كامل أحياء المدينة، كوسيلة للضغط على النظام للحد من هذه الهجمات، بحسب المرصد. والخميس، أفاد فرع الهلال الأحمر السوري أن محطة ضخ المياه عاودت العمل، من دون أن يتضح ما إذا كانت عودة المياه كاملة. وقتل خمسة أشخاص الجمعة بينهم طفلة وسيدتان، في قصف جوي على بلدة حريتان في ريف حلب، بحسب المرصد. وفي محافظة إدلب شمال غرب، قتل ستة أشخاص بينهم طفل في تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد في بلدة بنش، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق، شن الطيران عشر غارات على الأقل على بلدة المليحة جنوب شرق دمشق، والتي تحاول القوات النظامية وحزب الله اللبناني السيطرة عليها منذ مطلع أبريل.