ليس غريبا أن يتواجه الفنانون والرياضيون فى المسابقات والبطولات العالمية على خلفية الصراعات السياسية التى تخوضها بلادهم. فالجميع يتذكر مباراة كرة القدم بين بريطانيا والأرجنتين فى كأس العالم لعام 1986، عقب الحرب بين البلدين حول جزر فوكلاند، التى انتصرت فيها لندن. وهذه الأيام، تواجه فنانو روسياوأوكرانيا فى مسابقة الموسيقى والغناء الأوروربية «يوروفيجن» التى تقام فى عاصمة الدنمارك كوبنهاجن، وفى هذه المسابقة اختارت روسيا أن تظهر بشكل «أنعم» مما تظهره فى إدارة الأزمة السياسية فى أوكرانيا، بحسب صحيفة اندبندنت البريطانية، التى وصفت المعركة بأنها «جولة ناعمة» بين موسكو وكييف. فقد اختارات موسكو فتاتى توءم فى السابعة عشرة من عمرهما، بأغنيتهما العاطفية «شاين» (تعنى شروق). وفور صعودهما على المسرح، قوبلت الفتاتان ماريا وانستازيا بصيحات الاستنكار من جمهور قوامه 10 آلاف شخص. واستغل معارضون آخرون لموسكو الموقف، حيث رفع علم قوس قزح فى إشارة للاستنكار ناشطين أوروبيين لسياسات الكريملين ضد المثليين جنسيا. أما ممثلة أوكرانيا فى المهرجان ماريا ياريمتشوك فقد قوبلت بصيحات استنكار أقل من الروس فى صفوف الجمهور. ونقلت اندبندنت عن بعض من التقتهم فى كوبنهاجن أن هناك من يرى فى كلمات أغنية ممثلة كييف إشارة إلى الصلة التى تربط الأوكرانيين بشبه جزيرة القرم التى أعلنت استقلالها عن أوكرانيا وانضمت لروسيا فى مارس الماضى. وبحسب اندبندنت فقد خرجت من تصفيات نصف النهائى كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، فيما فازت الدنمارك بمسابقة العام الماضى. فيما وصل النصف النهائى كل من مونتنيجرو، والمجر، وأرمينيا، وأذربيجان، وسان مارينو، والسويد، وهولندا، وأيسلندا، إضافة لكل من روسياوأوكرانيا. وتجرى المنافسة الأوروبية سنويا منذ 59 عاما، وتعد أهم الأحداث الفنية فى العالم، وهى فرصة للدول الصغيرة لتنافس سادة الاتحاد الأوروبى. وأمس الأول، أعلن الرئيس الروسى، فيلاديمير بوتين، سحب قواته من الحدود الأوكرانية، ودعا نشطاء موالين لبلاده فى الشرق الأوكرانى لتأجيل استفتاء على انفصال المنطقة، فى بادرة لحل الأزمة المشتعلة منذ عزل البرلمان للرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش فى فبراير الماضى بعد احتجاحات واشعة ضده.