134 قتيلًا و312 مصابًا حصيلة العمليات الإرهابية فى شبه الجزيرة خلال عشرة أعوام «كتائب التوحيد الإسلامية وكتائب عبدالله عزام والتوحيد والجهاد وجند الإسلام وأنصار بيت المقدس» أشهر منفذيها التفجيرات حضرت فى عهد مبارك ومنصور.. وغابت تحت حكم المجلس العسكرى ومرسى واحد وعشرون انتحاريا هم جملة العناصر، الذين تناثرت أشلاؤهم خلال عشر سنوات، بداية من طابا على رأس خليج العقبة، مرورا بمنتجعات جنوبسيناء السياحية، وحول مقرات الأمن بشمال سيناء، قبل أن ترتد الهجمات الإرهابية مرة أخرى نحو جنوبسيناء لتوقع 134 قتيلا و312 مصابا، بينهم مصريون وأجانب. «الشروق» رصدت العمليات الانتحارية خلال العشر سنوات الأخيرة، وتبين أن خمس جماعات، تبنت خمس هجمات أولها جماعة كتائب التوحيد الإسلامية، ثم كتائب عبدالله عزام، ثم جماعة التوحيد والجهاد، ثم جند الإسلام وأنصار بيت المقدس، بينما لم تعلن أى جماعة مسئوليتها عن بقية العمليات، فيما تم رصد استهداف العمليات الانتحارية للقطاع السياحى فى جنوبسيناء قبل 25 يناير، الذى يخدم الوفود الأجنبية ومنهم الإسرائيليون، لتتجه بعدها بوصلة الإرهاب إلى الداخل باستهداف عناصر الجيش والشرطة بعد 30 يونيو، وفى غالبية العمليات، التى تمكنت أجهزة الأمن من فك خيوطها، تبين أن منفذيها من محافظة شمال سيناء، كما تبين أن العمليات وقعت فى عهدين رئاسيين الأول فى فترة حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك، والثانية فى فترة الرئيس الحالى عدلى منصور، بينما خلت فترة حكم المجلس العسكرى، وفترة الرئيس المعزول محمد مرسى من أى عمليات مشابهة. قبل انتصاف ليل الخميس يوم 7 أكتوبر 2004، قرب فندق هيلتون طابا، انفجرت سيارة مفخخة وضعها مجهولون أمام مدخل الفندق، وأسفر الحادث عن إصابة نحو 140 من نزلاء الفندق بينهم مصريون وإسرائيليون، فيما أصيب 40 شخصا فى منطقتى «رأس الشيطان» ونويبع القريبة منها، بعد نحو ساعتين من الانفجار الأول، والتى قتل فيه سبعة أشخاص، معظمهم من المصريين، واثنان آخران يحملان الجنسية الإسرائيلية، وتبين لاحقا أن المنفذين كانوا من شمال سيناء، بينهم فلسطينى يقيم بالعريش. جماعة تطلق على نفسها «كتائب التوحيد الإسلامية»، أعلنت مسئوليتها عن تلك العمليات فى بيان نشرته فى منتدى «الإصلاح» على الإنترنت، وهو منتدى كثيرا ما يستخدمه المتشددون الإسلاميون، وجاء فى نص البيان: «قام أربعة من إخوانكم الاستشهاديين، بتنفيذ هذه العملية البطولية على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة، وقاموا باختراق وكر من أوكار الدعارة والفساد وقتلوا المئات من العلوج». وأضاف البيان، إن الجماعة شنت الهجوم للثأر للشيخ أحمد ياسين زعيم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، الذى اغتالته إسرائيل فى أذار الماضى. مضيفا: «ما حدث ما هو إلا أول طلقة مباشرة فى وجه اليهود، حيث ان ضرباتنا لن تتوقف حتى إخراج هؤلاء الكفار من أرض الإسلام». فى ساعة مبكرة من صباح يوم 23 يوليو 2005. وقعت ثلاثة تفجيرات فى وقت واحد أثناء تواجد عدد من السياح والمقيمين فى المطاعم والمقاهى والحانات المنتشرة فى مدينة شرم الشيخ، فقد وقع التفجير الأول فى منطقة السوق القديم، وأدى إلى مقتل 17 شخصا معظمهم مصريين، حيث وضع إرهابى سيارته المفخخة قرب السوق بسبب وجود حاجز للشرطة، فيما انفجرت القنبلة الثانية بعد وضعها داخل حقيبة ظهر بجوار فندق الموفنبيك، وتسببت فى مقتل 6 سياح، أما التفجير الثالث فكان عبارة عن شاحنة مفخخة قادها إرهابى إلى بهو فندق (غزالة جاردنز أوتيل)، وهو فندق 4 نجوم يتكون من 176 غرفة بمنطقة خليج نعمة، وقتل فيها 45 شخصا. مجموعة أخرى تحمل اسم «كتائب عبدالله عزام»، وتتبع تنظيم القاعدة، أعلنت مسئوليتها عن الهجوم الإرهابى عبر شبكة الإنترنت. فى 24 أبريل 2006، وقعت ثلاثة تفجيرات إرهابية متزامنة بمنتجع دهب على خليج العقبة، أودت بحياة 23 شخصا، وأصابت 62 آخرين معظمهم مصريون، وقال بيان لوزارة الداخلية المصرية حينها: «إن عناصر من جماعة التوحيد والجهاد التى وجهت إليها أصابع الاتهام فى هجمات سيناء نفذت العملية بعد تلقيها تدريبات فى قطاع غزة». بعدها بأيام قليلة، وتحديدا فى 27 أبريل 2006، شهدت منطقة الجورة بالشيخ زويد فى شمال سيناء، انفجارين نفذهما انتحاريان، حيث استهدف الأول سيارة للقوات متعددة الجنسيات قرب مطار الجورة، إلا أن الانتحارى فجر نفسه قبل الاقتراب من السيارة مما أدى لإصابتها بتلفيات جسيمة، بينما لم يصب أحد من مستقلى سيارة القوات متعددة الجنسيات بأذى. واستهدف الانفجار الثانى، الذى نفذه انتحارى آخر، سيارة شرطة يستقلها مأمور قسم الشيخ زويد وبعض أفراد الشرطة، وكانوا فى طريقهم لمعاينة الحادث الأول، ما أسفر عن إصابة أحد أفراد الشرطة، وقامت أجهزة الأمن بمعاينة موقع الحادث وجمع أشلاء الانتحاريين، والذين عثر على أجزائهما العلوية سليمة لعرضهم على شيوخ القبائل للتعرف على هويتهم. وبعد توقف للعمليات الانتحارية دام لنحو سبع سنوات، نفذ انتحارى يستقل سيارة مفخخة عملية ارهابية جديدة، يوم الثلاثاء 27 أغسطس 2013، أمام بوابة قسم الشيخ زويد، حيث عثر على بقايا سيارة محترقة وأشلاء آدمية، وتبين أن انتحارى مجهول الهوية اقتحم بوابة القسم فى محاولة لتفجيره، إلا أن قوة السور الخارجى والموانع الحديدية أجهضت المحاولة، وانفجرت السيارة به قبل أن تطال مقر قسم الشرطة، ما أسفر عن إصابة أربعة من المارة، فيما لم تتبنَ أية جماعة العملية الانتحارية، وإن كانت قد نفذت بنمط هجمات جماعة «أنصار بيت المقدس». كما وقع هجوم آخر فى رفح يوم 11 سبتمبر 2013، حيث دمر انتحاريان يستقلون سيارتين مفخختين مبنى المخابرات الحربية برفح، ومبنى آخر قريب منه، وبلغ عدد قتلى الهجوم 11 قتيلا، و17 مصابا، وتبنت جماعة «جند الإسلام» الحادث من خلال بيان أصدرته وجاء فيه: «بارك الله فى الجهود، التى تكللت بتنفيذ عمليتين استشهاديتين كرد سريع وعاجل على هذه الجرائم، باستهداف مباشر للعقول المدبرة لهذه الجرائم، والتى تلوثت أيديها بدماء الأبرياء والخيانة مع العدو، ونعاهد الله ثم نعاهد القبائل، بأنه لن تكل سواعدنا عن الثأر للأعراض المنتهكة والدماء المسالة حتى يعم الإسلام وتحكم الشريعة ويسود العدل فى أرض الكنانة». ومرة أخرى، عادت التفجيرات الانتحارية إلى جنوبسيناء فى 7 أكتوبر 2013، بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحارى فى مبنى مديرية أمن جنوبسيناء، حيث قتل 4 أشخاص، من بينهم مقدم شرطة، وأصيب 25 من بينهم 7 مجندين، بينما تبنت جماعة «أنصار بيت المقدس» الهجوم، معلنة لأول مرة عن هوية المنفذ، وهو شاب حديث السن من مدينة العريش بشمال سيناء. فى 10 أكتوبر 2013، اقتحمت سيارة مفخخة كمين الريسة بشمال سيناء، وأدى انفجارها إلى استشهاد 4 أشخاص وإصابة 5 آخرين من قوات الجيش والشرطة الموجودة بالكمين، ولم تعلن أى جماعة مسئوليتها عن الحادث. وفى 13 فبراير 2014، فجر انتحارى نفسه أمام حافلة تقل سياح قرب معبر طابا، حيث لقى ثلاثة سياح كوريين مصرعهم، وأصيب 14 آخرون دون أن تعلن أية جماعة مسئوليتها عن الهجوم. ووقعت أحدث العمليات الانتحارية يوم 2 مايو الجارى، بهجوم انتحارى استهدف كمين الطور، ما أسفر عن مقتل مجند وإصابة أربعة آخرين، فقد فجر انتحارى عبوة ناسفة كان يحملها أثناء مرور إحدى حافلات نقل الركاب على طريق الطور، ما أدى إلى اشتعال النار فيها وإصابة أربعة من عمال أحد المصانع بإصابات طفيفة، ولم تعلن أية جهة مسئوليتها عن الحادث.