تحدى الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني يوم الأحد انتقادات كبار رجال الدين في البلاد وواصل إصراره على المطالبة بالإفراج عن كل السجناء السياسيين. وقال رافسنجاني في اجتماع مع أساتذة الجامعات في طهران : "وجهة نظري هي نفس التي أشرت إليها في خطبة الجمعة". وكان رافسنجاني قد قال في خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها إن إيران في أزمة وطالب بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين كخطوة أولى للخروج من الأزمة. وشجب رجال الدين المحافظون تصريحاته ووصفوها بأنها محاولة لتقويض النظام الإسلامي في إيران تمشيا مع أهداف المعارضة في البلاد بزعامة مير حسين موسوي. وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء أن 65 من بين 88 رجل دين يمثلون إجمالي عدد الأعضاء في مجلس الخبراء - أكبر هيئة دينية في إيران- دعوا رفسنجاني إلى تقديم إيضاحات بشأن ولائه للمجلس ، كما دعوه إلى تأكيد ولائه للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. وقال رافسنجاني إن "المرشد وأنا صديقان منذ أكثر من 50 عاما ومررنا بفترات صعود وهبوط للثورة معا"، مشيرا إلى أنه لا يجب أن يقلق رجال الدين من علاقته مع القيادة. ونظرا لدعم خامنئي للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ودعم رفسنجاني للحركة الإصلاحية بوجه عام - وموسوي بوجه خاص- ظهرت تكهنات عن وجود خلافات بين أكبر رجلين من رجال الدين في إيران. وحذر رافسنجاني قائلا إنه "يمكن تعويض أي خطأ من حزب أو شخص أو جماعة ، ولكن إذا كان النظام برمته موضع تشكيك ، فسيكون من الصعب إصلاح الضرر". وأضاف : "مازال بإمكاننا أن نظهر للعالم نموذجا عمليا للإسلام ، ولكن هذا يحتاج إلى إدارة صحيحة". وأعرب رافسنجاني، الذي يرأس مجلس الخبراء ، عن أمله في أن يستفيد خامنئي من خبرته ويمضي قدما نحو تسوية المشكلات الحالية. وتشير الإحصاءات الرسمية الإيرانية إلى أنه ما زال هناك أكثر من 100 معتقل داخل السجن من بين أكثر من 1000 شخص اعتقلوا خلال مظاهرات الاحتجاج على نتيجة الانتخابات. يذكر أن هؤلاء المعتقلين ليسوا من المتظاهرين والصحفيين والمعارضين فحسب وإنما من الوزراء السابقين ونواب البرلمان أيضا.