الذبحة الصدرية أو ذلك الألم الذى يعلن به القلب عن حاجته الملحة لمدد من الدم يأتيه عبر الشرايين التاجية. عادة ما تمتلئ الشرايين بالدم المتدفق إليها من شريان الأورطى خلال فترة انبساط عضلة القلب الأمر الذى يتيح تدفق الدم للبطينين الأيسر والأيمن. تحصل عضلة القلب على الدم الطازج المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية مثل الدهون والطاقة فى السكر بصورة دائمة ومستمرة مع كل نبض الأمر الذى يحدث عادة فى سلاسة مادامت الشرايين التاجية سليمة قادرة على تلقى الدم وتوصيله. إذا ما ضاقت الشرايين عادة لترسب الكوليستيرول وما تبعه من ذرات الكالسيوم أو بقايا الخلايا الميتة فإنها بالطبع تستقبل الدم بصعوبة الأمر الذى يؤدى إلى نقصان الوارد منه فيما يوصف بنقص تروية عضلة القلب Myocardiol ischaemia. الذبحة الصدرية هى أول إشارة إلى نقص تروية القلب الأمر الذى يمكن بالطبع تقدير مدى خطورته وأهمية علاجه عند إجراء رسم تخطيطى للقلب أو رسم للقلب مع المجهود ثم قسطرة قلبية تتيح رؤية الشرايين فى دورة القلب الكاملة أثناء انبساط عضلة القلب وانقباضها. الذبحة الصدرية المستقرة هى التى تستجيب للعلاج بالنيتروجلسرين Nitroglycrin فهو عقار موسع قوى للشرايين التاجية خاصة، ويبدأ مفعوله بعد لحظات من تناوله كأقراص تستحلب تحت اللسان مع بداية الإحساس بالألم ومنه أيضا مستحضرات ذات أثر طويل المفعول تستخدم فى الوقاية. الذبحة الصدرية غير المستقرة هى الأكثر خطورة إذ لا تستجيب للعلاجات التقليدية وتفوق فى حدة آلامها الذبحة الصدرية المستقرة وتباغت الإنسان خصوصا فى الليل ولا يرتبط حدوثها ببذل الجهد البدنى إذ إنها اتخذت اسمها من تقلبات أحوالها التى لا تخضع لما هو معروف عن الذبحة المستقرة. علاج الذبحة الصدرية سواء كانت مستقرة أو غير مستقرة يرجع إلى دقة تشخيصها فهناك حالات يمكن متابعتها لفترة وحالات أخرى تستوجب تدخلا سريعا وحاسما إما بالقسطرة التداخلية واستخدام البالون لتوسيع الشرايين وإما باستخدام الدعامات بأنواعها. جراحات القلب المفتوح أو النابض لاستبدال الشرايين التالفة أو المسدودة خيار يفرض نفسه بقوة أيضا نظرا لنتائجه الباهرة فى إعادة تروية عضلة القلب وارتفاع نسبة نجاح العمليات بلا مشكلات تذكر فى أغلب الحالات.