في حوارين أقرب للمناظرة بين ممثلي المرشحين المحتملين للرئاسة، قال عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين وأحد قيادات حملة المرشح المحتمل المشير عبد الفتاح السيسي، «أتوقع فوز السيسي من الجولة الأولى مهما كان عدد المنافسين له، فشعبيته طاغية، وتأييدي له لم يكن لأسباب عاطفية، وإنما على أسس موضوعية». وأوضح موسى خلال حوار له بجريدة الحياة اللندنية، اليوم الأربعاء، أن السيسي سيواجه مهمة شاقة، إذ تعاني مصر خللاً كاملاً، ليس في الاقتصاد فقط، وإنما في التعليم والبنية الأساسية والمجتمعية والأحوال المعيشية، وعلى الرئيس التعامل مع تلك الملفات التي تعقدت أكثر خلال السنة التي حكم فيها الإخوان. وأضاف: «المنافسة بين المرشحين حرة تماماً.. انتهى وقت وزمن التزوير، وبغض النظر عن الرقابة الداخلية أو الخارجية من منظمات وجهات حقوقية، فإن الشعب المصري لم يعد يقبل أي انتخابات غير نزيهة ونحن أمام شارع منتبه، وشعب يصر على أن يُحكم بواسطة من انتخبه». وأكد أن تأييده للسيسي «جاء بناء على قناعة كاملة ومدروسة لرجل وقف مع الناس وتماهى معهم وأصبح واحداً منهم، وحقق خطوة لو لم ينفذها لدخلت البلاد في حرب أهلية». وقال موسى: «الشعب سيصبر على السيسي، إذا شعر بأنه رئيس جاد وسيقف الناس معه وسيتعاونون معه لإخراج مصر من الحال التي وصلت لها، وأعتقد أن السيسي لديه برنامج طموح يحقق أماني الناس وينقذ البلد، ولديه آليات سيستخدمها لتحقيق برنامجه، وهو يدرك أن مشكلة مصر كانت دائماً مع سوء إدارة الحكم، ولو رأى الشعب أن الرئيس يحسن إدارة الحكم سيصبر وسيتحمل». ومن المعسكر المنافس، اعتبر السفير معصوم مرزوق، المتحدث باسم حملة المرشح المحتمل حمدين صباحي، أن مؤسس «التيار الشعبي» هو الأقرب للفوز في انتخابات الرئاسة المُرجح أن تنحصر المنافسة فيها بين وزير الدفاع السابق، المشير عبد الفتاح السيسي، وصباحي. وقال خلال حوار مقابل لممثل المرشح المنافس بجريدة الحياة اللندنية: «المناضل حمدين صباحي أكبر من أن يخوض الانتخابات كديكور... نخوضها من أجل تحقيق أهداف الشعب المصري، التي نرى أنها لن تتحقق إلا إن وصلت الثورة إلى السلطة». وأضاف: «لا نصادر رأي أحد أو مواقفه. كل ما نطلبه هو أن ينظر كل إنسان على أرض مصر إلى برامج المرشحين بشكل دقيق، ويبحث فيها عن البرنامج الذي يشبه صاحبه، من حيث مدى اتساقه مع تاريخه، وهي مسألة يمكن التوصل إليها بسهولة، وأيضاً لمواقف كل مرشح خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو وما بينهما، وكل هذه العناصر ترجح كفة صباحي بفارق كبير». واعتبر أن الشباب يمثل «رصيداً عظيماً» لصباحي، وأيضاً الفقراء والمعدمين والطبقة المتوسطة التي جرفت خلال العقود الماضية. ويرى مرزوق أن «ما يقال عن أن المعركة محسومة هالة يحاول البعض أن يخيف الناس بها ويرعبهم من عدم التصويت لمرشح بعينه... الشعب لم يعد يصدق هذه المناورات، لأنها المعادلة القديمة نفسها التي سوقت على مدار 40 عاماً: إما نحن أو الفوضى». وأضاف: «التخويف من الإرهاب أو الانفلات الأمني وأن شخصاً واحداً هو الذي يستطيع أن يواجه ذلك، ادعاءات بدأ الناس تدريجياً يدركون زيفها، ويتذكرون ما كان يقوله مبارك: إما أنا أو الفوضى، وهو لا يختلف عن تلك المعادلة». ويفند مرزوق ما يروج له بعض الساسة من أن فوز السيسي سيُجنب مصر مشكلات الصدام بين مؤسسات الدولة، باعتباره قادماً منها. وقال: «من دون شك، فإن ممانعة مؤسسات الدولة العميقة سيكون أحد التحديات التي سيواجهها أي رئيس مقبل، حتى السيسي نفسه، إن أراد أن يتقدم بالدولة... الفساد أصبح كالسرطان في مؤسسات الدولة، والأسلوب الوحيد لتفادي الأثر السلبي لهذه المعركة، التي يجب أن يخوضها أي رئيس، هو التماشي مع الفساد، لكن الثمن سيكون ثورة أخرى».