اعتبر السفير معصوم مرزوق، المتحدث باسم حملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي، أن مؤسس «التيار الشعبي» هو الأقرب للفوز في انتخابات الرئاسة المُرجح أن تنحصر المنافسة فيها بين وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي وصباحي.
ورأى مرزوق في حوار مع «الحياة» أن هناك عناصر عدة «تُرجح كفة صباحي للفوز، وبفارق كبير»، وأن الترويج لمعادلة «نحن أو الفوضى» التي يسوقها البعض «مناورة لن تنجح».
وعبّر مرزوق عن ثقته بفوز صباحي، إذ إن مناصريه يتعاملون مع الشعب بشكل يومي ويصلون إلى «استنتاجات صحيحة» على رغم ما يثيره بعض الوسائل من غبار يُخفي حقيقة مصالح لأصحابها. وقال: «الشعب لن يعيد تحت ستار هذا الغبار مَن أفسدوا الحياة السياسية المصرية ونهبوا مقدرات هذا الشعب وأفقروه وقزموا قامة مصر». وأكد أن «الخط البياني للتأييد الشعبي لصباحي كل يوم في تصاعد مستمر، بينما يشهد الخط البياني لمنافسينا تراجعاً مستمراً... نرصد ذلك من خلال الاتصال المباشر بالجمهور وليس من خلال منصات عالية أو غرف مغلقة، ولدينا إلى حد كبير صورة أقرب إلى الواقع تمنحنا هذا التفاؤل». وقلل مرزوق من دعم ناله السيسي من قوى وشخصيات طالما اعتُبرت من الحلفاء الاستراتيجيين لصباحي. وقال: «نحترم وجهات النظر، سواء ممن كان في الخندق نفسه ذات يوم أم من ظننا أنهم في الخندق نفسه، ولكن في كل الأحوال لا نفقد الأمل ولا تزال الحملة في بدايتها ونثق بالوصول إلى أغلب هؤلاء مرة أخرى». ورفض ما يتردد عن أن صباحي يخوض الانتخابات من دون أمل بالفوز، أو من أجل منحها شكلاً ديموقراطياً تنافسياً، وقال: «المناضل حمدين صباحي أكبر من أن يخوض الانتخابات كديكور... نخوضها من أجل تحقيق أهداف الشعب المصري التي نرى أنها لن تتحقق إلا إن وصلت الثورة إلى السلطة»، مضيفاً: «لا نصادر رأي أحد أو مواقفه. كل ما نطلبه هو أن ينظر كل إنسان على أرض مصر إلى برامج المرشحين بشكل دقيق ويبحث فيها عن البرنامج الذي يشبه صاحبه، من حيث مدى اتساقه مع تاريخه، وهي مسألة يمكن التوصل إليها بسهولة، وأيضاً لمواقف كل مرشح خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو وما بينهما، وكل هذه العناصر ترجح كفة صباحي بفارق كبير». واعتبر أن الشباب يمثل «رصيداً عظيماً» لصباحي، وأيضاً الفقراء والمعدمين والطبقة المتوسطة التي جرفت خلال العقود الماضية، والتي تضم ملايين الموظفين والعمال والمهنيين، ونعول أيضاً على القطاع المهم من الرأسمالية الوطنية التي تضررت من الفساد، وما زالت. كل أولئك يمثلون رصيداً حقيقياً لانتخاب صباحي. لكن قطاعاً ليس قليلاً، خصوصاً في الإعلام، يتعامل مع فوز السيسي باعتباره «حتمياً»، وهو أمر يستنكره مرزوق، ويرى أن «ما يقال عن أن المعركة محسومة هالة يحاول البعض أن يخيف الناس بها ويرعبهم من عدم التصويت لمرشح بعينه... الشعب لم يعد يصدق هذه المناورات لأنها المعادلة القديمة نفسها التي سوقت على مدار 40 عاماً: إما نحن أو الفوضى». وأضاف: «التخويف من الإرهاب أو الانفلات الأمني وأن شخصاً واحداً هو الذي يستطيع أن يواجه ذلك، ادعاءات بدأ الناس تدريجياً يدركون زيفها ويتذكرون ما كان يقوله مبارك: إما أنا أو الفوضى، وهو لا يختلف عن تلك المعادلة». ويفند مرزوق ما يروج له بعض الساسة من أن فوز السيسي سيُجنب مصر مشكلات الصدام بين مؤسسات الدولة، باعتباره قادماً منها. وقال: «من دون شك، فإن ممانعة مؤسسات الدولة العميقة سيكون أحد التحديات التي سيواجهها أي رئيس مقبل، حتى السيسي نفسه، إن أراد أن يتقدم بالدولة... الفساد أصبح كالسرطان في مؤسسات الدولة، والأسلوب الوحيد لتفادي الأثر السلبي لهذه المعركة التي يجب أن يخوضها أي رئيس، هو التماشي مع الفساد، لكن الثمن سيكون ثورة أخرى». وأضاف: «قرارنا وبرنامجنا استئصال الفساد من الجهاز الإداري ومن التشريعات التي استأسد بسبها الفساد... سنخوض معركة قوية ضد الفساد، لكنها حتمية إذا أردنا للشعب التقدم، وسنشرك معنا القوى السياسية والشعب من خلال الشفافية في كل خطوة، فضلاً عن إنشاء مفوضية لمكافحة الفساد». وقال إن «الممانعة المتوقعة» تحدٍّ لا ننكره ومعركة عنيفة سنخوضها» مع أطراف هي الآن جزء من الحملة ضد صباحي، لأنها تعلم أن التصدي لفسادها جزء من برنامجه.
وبخصوص رؤية صباحي للتعامل مع جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفائهم من التيار الإسلامي، وكيفية الخروج من حال الانقسام المتنامي في المجتمع المصري، أوضح مرزوق أن «كلمة المصالحة ابتُذلت خلال الفترة الماضية وحُرفت عن معناها لأغراض في نفس مَن شوَّهوها، لكن لا شك في أن أي رئيس قادم ينبغي أن يكون رئيساً لكل المصريين، الصالح منهم والطالح، ويجب أن تكون أولى مهماته العمل فوراً على رأب الصدع وإعادة التئام شعب مصر، حتى يتوقف هذا الاحتقان الذي يهدد النسيج الاجتماعي المصري، بما نلحظه من تزايد مستمر لهذا الاحتقان حتى على مستوى الأسرة الواحدة». وقال إن هذه المهمة يجب أن يوليها أي رئيس مقبل أهمية قصوى،لأنه لا يمكن إحداث تنمية دون توافر السلام الاجتماعي.
وأشار إلى أن لصباحي رؤية واستراتيجية كاملة «لرأب الصدع» لن يكون الأمن هو العنصر الوحيد فيها، وإنما الإقدام فوراً على تنمية القطاعات المهمشة في المجتمع المصري باعتبارها التربة الخصبة للعنف، وأيضاً بدء مواجهة فكرية سلمية تتضمن تبادل الأفكار بدلاً من تبادل الرصاص، مع وجود إطار سياسي يحقق أكبر قدر من التوافق بين القوى المختلفة للخروج من هذا المأزق. وقال: «نثق في نجاعة هذه الاستراتيجية التي قد تتطلب بعض الوقت، ولكننا نظن أنها أفضل من البدائل الأخرى المطروحة الآن»، مضيفاً أن الأمر لا ينبغي النظر إليه من زاوية أمنية فقط، لأن جزءاً من الأزمة ناتج من مشكلات اقتصادية حادة وشعور بالإحباط، وانسداد كل قنوات الحوار، وذلك ما سنسعى بالتأكيد إلى تفاديه بشكل جدي وعملي.