قال باحثون إن ميكروبًا نشر كمية هائلة من غاز الميثان في المجال الجوي للأرض، هو الذي فجر كارثة حدثت قبل 252 مليون عام تعرف باسم "الموت العظيم"، تسببت في القضاء على 90% من الأنواع البحرية و70% من الحيوانات الفقرية التي تعيش على الأرض. وقدم الباحثون هذه النظرية الافتراضية، أمس الاثنين، في مسعى لحل واحد من الألغاز العلمية القديمة المستعصية؛ لمعرفة ما حدث في نهاية العصر البرمي التي شهدت أسوأ انقراض جماعي أو ما يعرف باسم "الموت العظيم"، الذي كان من بين خمس موجات انقراض في تاريخ المعمورة. ويتضاءل أمام حجم هذه الكارثة تلك التي انقرضت فيها الديناصورات قبل 65 مليون عام، حين اصطدم بالأرض كويكب قطره عشرة كيلومترات. والميكروب المتهم هو (ميثانوسارسينا) الذي ينتمي إلى مملكة الكائنات ذات الخلية الواحدة والذي يختلف تمامًا عن بكتيريا تعرف باسم «اركيا»، وهي بلا نواة، وعن تركيبات الخلية المعتادة. وقال جريج فورنيار أحد الباحثين الذين عرضوا هذه النظرية، أمس الاثنين: "يمكنني القول أن الانقراض الذي حدث في نهاية العصر البرمي كان أقرب نقطة للانقراض الكامل للمملكة الحيوانية." وأضاف "الكثير إن لم يكن غالبية المجموعات الحية من الكائنات لم تتمكن من الاستمرار وأنواع قليلة فقط هي التي نجت وكان ذلك بالصدفة في أحيان كثيرة." وتحدثت نظريات أخرى من قبل بشأن الانقراض في العصر البرمي عن اصطدام كويكب وعن بركان هائل. ويقول الباحثون، إن هناك حاجة للبحث عن المذنب الحقيقي. ويضيفون أن هذا الميكروب (ميثانوسارسينا) يتواجد في البحار، وأنه يطلق كميات هائلة من غاز الميثان في المجال الجوي للأرض، والذي تسبب في ارتفاع درجة الحرارة وغير طبيعة المحيطات ورفع مستويات الحموضة، مما جعل الأحوال المعيشية غير مواتية تمامًا لعدد كبير من الأنواع. واختفت من الكون تمامًا كائنات ثلاثية الفص تنتمي إلى طائفة المفصليات المنقرضة منذ مئات الملايين من السنين. بينما تفادت كائنات بحرية أخرى خطر الانقراض من خلال العيش داخل القواقع والأصداف. أما على الأرض فقد نفقت كل الزواحف التي تشبه الثدييات، باستثناء حفنة من الذريات من بينها أسلاف الثدييات المعاصرة ومنها الإنسان.