صرحت منظمة العفو الدولية أنه يجب على الرئيس باراك أوباما أن يبادر خلال الزيارة التي يقوم بها هذا الأسبوع إلى وضع حد لصمت الإدارة الأمريكية حيال سجل السعودية على صعيد حقوق الإنسان، وعليه أن يتخذ موقفا علنيا صارما إزاء الانتهاكات المنتظمة التي تُرتكب في المملكة. ومن المتوقع أن يصل الرئيس الأمريكي إلى السعودية اليوم. ويتصادف موعد زيارته مع حملة محلية تدعو إلى وقف الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة في المملكة. وتطالب منظمة العفو الدولية الرئيس أوباما أن يعبر عن امتعاضه من التمييز ضد المرأة من خلال طلب تعيين امرأة كسائقة رسمية له أثناء زيارته. وفي معرض تعليقها على الموضوع، قالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية، حسيبة حاج صحراوي: "من الجوهري أن يرسل الرئيس أوباما برسالة قوية إلى الحكومة السعودية مفادها أن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها على صعيد حقوق الإنسان والتمييز المنتظم الذي تمارسه هي أمور غير مقبولة. وإن تقاعسه عن القيام بذلك من شأنه أن يقوّض من مبادئ حقوق الإنسان التي تزعم الولاياتالمتحدة أنها تدافع عنها". وأضافت حاج صحراوي قائلة: "لقد نأت الولاياتالمتحدة بنفسها لأمد طويل عن مواجهة السعودية علنا على صعيد سجلها في حقوق الإنسان، وأشاحت ببصرها عن طائفة واسعة من الانتهاكات وأشكال الإساءة المرتكبة. وتشكل الزيارة فرصة للرئيس الأمريكي كي يبرهن على عزمه وقف التضحية باحترام حقوق الإنسان، لا سيما المساواة وعدم التمييز، لحساب المصالح الاقتصادية والمنفعة السياسية". كما تأتي زيارة الرئيس أوباما تزامنا مع تصعيد السعودية لحملة القمع التي تشنها على ناشطي حقوق الإنسان وقيامها بسن قانون جديد لمكافحة الإرهاب يجرّم جميع أشكال المعارضة السلمية تقريبا. فلقد تعرض المدافعون عن حقوق الإنسان في السعودية للمضايقات والاعتقال والسجن في سياق حملة وحشية تهدف إلى سحق النشاط السلمي. وتستمر السلطات في حظر التجمعات العامة السلمية ودأبت على رفض سن قانون يسمح بتشكيل منظمات مستقلة تُعنى بحقوق الإنسان. كما سعت السلطات إلى السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي وحجبها. وتضيف حاج صحراوي القول أن "الحكومة السعودية لن تتورع عن سحق كل من تسول له نفسه بانتقاد أساليبها دون أن تشعر بتأنيب الضمير. فلقد سبق لها وأن لجأت على نحو متكرر إلى سبل قمعية من أجل القضاء على جميع أشكال المعارضة". وتطالب منظمة العفو الدولية الرئيس أوباما بأن يلتقي بناشطين محليين ويطرح مع السلطات محنة النساء بالإضافة إلى طائفة من المسائل الأخرى على صعيد حقوق الإنسان. ولا زالت السعودية البلد الوحيد في العالم الذي يحظر على المرأة قيادة السيارة. كما تواجه النساء في هذا البلد التمييز ضدهن على العديد من الصعد الأخرى. فوفق نظام الولاية الصارم، تحتاج المرأة إلى إذن وليها للزواج والسفر والخضوع لأنواع معينة من العمليات الجراحية وقبول وظيفة مدفوعة الأجر أو حتى الالتحاق بالتعليم العالي. وقالت حسيبة حاج صحراوي: "وبالإضافة إلى قيامه بتعيين سائقة رسمية له أثناء زيارته، ينبغي على الرئيس أوباما أن يحاول اللقاء بالنساء السعوديات اللائي تحدين الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة". كما يواجه العمال المهاجرون وأفراد الأقلية الشيعية في المملكة تمييزا ممنهجا على نطاق واسع. ويشيع استعمال التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة في الحجز، تزامنا مع إفلات متركبيه من العقاب. وتلجأ المحاكم بشكل معتاد إلى الاعتماد على "الاعترافات" المنتزعة تحت التعذيب، وتُستخدم على نطاق واسع العقوبة البدنية من قبيل الجلد وبتر الأطراف. وأضافت حاج صحراوي: "ينبغي على الرئيس أوباما عدم الذهاب قبل أن يمارس ضغوطا على السلطات السعودية بحيث تنهي قمعها لحريات التعبير عن الرأي وتشكيل الجمعيات والتجمع، وتضع حدا للتمييز الذي تمارسه ضد المرأة والأقليات، وتوقف جميع أشكال التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة". واختتمت حاج صحراوي تعليقها قائلة: "إن الانتقائية في انتقاد انتهاكات حقوق الإنسان التي يتركبها البعض بينما يتم تجاهل تلك التي يرتكبها حلفاء أمريكا من شأنها أن تخذل الضحايا وتقوض من النظام الدولي لحقوق الإنسان".