قلوب تتسارع نبضها وعيون تترقب الساعات المتبقية من موعد الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى القدامى، حيث لم يبق على موعد إطلاق سراح هذه الدفعة الأخيرة من الأسرى سوى ساعات قليلة فيما تماطل إسرائيل حتى اللحظة وتربط الافراج عن 30 أسيرا بموضوع تمديد المفاوضات أو تأجيلها أو بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة جوناثان بولارد. وينتظر الفلسطينيون يوم غد 29 مارس 2014 بترقب وقلق شديد، خشية من تنصل إسرائيل من اتفاقها مع السلطة الفلسطينية وعدم التزامها بوعودها بالافراج عن هذه الدفعة من الأسرى والذى يبلغ عددهم 30 أسيرا من أصل 104 أسرى قضى أقلهم 20 عاما وراء القضبان. ففى الفترة الأخيرة، انهالت التصريحات الإعلامية الإسرائيلية الرافضة لإطلاق سراح هذه الدفعة بل وصل الأمر إلى أن إسرائيل وضعت شرطا جديدا لاطلاق سراح الدفعة الرابعة إلا وهو ضمان تمديد المفاوضات واستمرارها. وحيال ذلك، رفضت القيادة الفلسطينية رفضا قاطعا ربط إطلاق سراح الأسرى بتمديد مفاوضات السلام الجارية والتى شارفت على الانتهاء مؤكدة أن هذا الاستحقاق منفصل عن العملية التفاوضية الجارية. وبالأمس صرح وزير شؤون الاسري والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع ، بأن الاسري بالسجون الإسرائيلية سيقوموا بخطوات الاحتجاج السياسي إذا لم تلتزم إسرائيل بالإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الاسري. وقال قراقع :"إسرائيل تمارس لعبة الابتزاز البشع تحت عنوان الاسري وتستخدمهم أداة للضغط والحصول على مكاسب سياسية على حساب الحقوق المصيرية للشعب الفلسطيني وهذا ما نرفضه تماما". وكشف قراقع أنه في حال تنصل إسرائيل من الإفراج عن الدفعة الرابعة حسب الأسماء والموعد فإنه لا خيار أمام القيادة الفلسطينية سوى التوجه للانضمام بشكل رسمي للهيئات والمؤسسات والاتفاقيات الدولية. فقد وافقت إسرائيل ، في أواخر يوليو من العام الماضي على الإفراج عن 104 أسير معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو عام 1993 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية - على أربعة دفعات مقابل أن تجمد القيادة الفلسطينية توجهها للمؤسسات الدولية كالأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية وغيرهما، خلال فترة المفاوضات بين الطرفين. وفي إطار هذا الاتفاق ، تم الإفراج عن 3 دفعات، الأولى شملت 25 أسيرا، والثانية 26، والثالثة 26 أسيرا أيضا، بينهم 5 أسرى من سكان القدسالشرقية. وجاء موعد الافراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى والتى يعتبرها فلسطينيون ومسؤولون الأكثر أهمية في الدفعات الأربعة كونها تشمل أسرى من القدس وفلسطينيى 48. فقد استبعدت إسرائيل أسرى الداخل (من حاملي الهوية الإسرائيلية) من الثلاث دفعات السابقة وتحاول اليوم التلاعب في قائمة أسماء الأسرى والمماطلة في موعد إطلاق سراحهم. وأكد قدورة فارس، رئيس نادى الأسير الفلسطيني "إسرائيل تحاول أن تذكرنا بأنها لا تريد أن تطلق سراحهم لأنهم مواطنون في إسرائيل، لذلك هم يريدون أن يدخلوا الجغرافيا السياسية في قضية جرى الاتفاق عليها". وأعرب عن اعتقاده بإتمام الصفقة فى نهاية المطاف ولكن ليس فى موعدها المحدد، قائلا "الصفقة لن تتم في موعدها، عادة إسرائيل ترغب في إذلال الفلسطينيين واللعب بأعصابهم والضغط نفسيا عليهم وعندما توافق، توافق على مضض". ما نشر في الصحافة الإسرائيلية مؤخرا وما صدر من تصريحات رسمية عن بعض القيادات الإسرائيلية وفى مقدمتها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لا سيما فيما يتعلق بفلسطينيي الداخل ( أسرى ال48 )، إنما يثير الخشية والقلق لدى كافة الفلسطينيين . فقد تكتسب هذه الدفعة أيضا أهمية كبيرة كونها تشمل في قائمتها أقدم الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال وهو عميد الأسرى كريم يونس المعتقل منذ عام 1983.