كتبت شيلا كارابيكو مقالا على الموقع الإلكترونى Middle East Research and Information Project عن علاقة السعودية بقطر. حيث هددت المملكة العربية السعودية قبيل زيارة الدولة المزمعة من الرئيس باراك أوباما، بفرض الحصار البرى والبحرى على قطر، جارتها ورفيقتها فى عضوية مجلس التعاون الخليجى. وهدد وزير الخارجية السعودى سعود بن فيصل بمثل هذا العمل العسكرى ما لم تغلق الدوحة شبكة أخبار الجزيرة، وتحظر جماعة الإخوان المسلمين، وتطرد الفرعين المحليين التابعين لاثنتين من المؤسسات البحثية الأمريكية، مركز الدوحة لمعهد بروكينجز ومعهد قطر السياسى التابع لمؤسسة راند. ••• وأشارت الكاتبة إلى أنه من أجل التعليق على الخلاف داخل التحالف الوثيق تقليديا لدول مجلس التعاون الخليجى، لجأت إيان ماسترز من إذاعة KPFK فى لوس انجلوس إلى توبى جونز، عضو هيئة تحرير تقرير الشرق الأوسط، وأستاذ التاريخ فى جامعة روتجرز، ومؤلف كتاب «مملكة الصحراء: كيف شكل البترول والمياه المملكة العربية السعودية الحديثة». حيث أوضح جونز أن المملكة العربية السعودية تستشعر قوتها إزاء تفوقها الإقليمى، على الرغم من استياء آل سعود من النفوذ الأيديولوجى الإسلامى للإخوان المسلمين، المعادين للأسرة المالكة، الذين تم اعتبارهم أخيرا أعضاء «منظمة إرهابية». ودائما ما يتهم الحكم العسكرى الحالى فى مصر، قطر بدعم الفرع المصرى للإخوان، كما سحب السفيرالمصرى من الدوحة. ويعكس الخلاف السعودى مع قطر دعم الرياض القوى للمشير عبدالفتاح السيسى، الذى يبدو أكثر فأكثر كما لو أنه دكتاتور القاهرة الجديد. وألقى كل من الجيش المصرى والعائلة المالكة فى السعودية مسئولية الانتفاضات فى مصر وغيرها عام 2011 على تحريض قناة الجزيرة، التى يخضع صحفيوها للمحاكمة فى مصر، حاليا. ••• وأضافت كارابيكو، من ناحية أخرى، يعكس الإصرار على طرد المؤسسات البحثية الأمريكية، نفورا شديدا تجاه أى ذكر للديمقراطية وحقوق الإنسان، من جانب ما وصفه جونز بنظام قمعى عنيف يصعب التعبير عن طابعه الوحشى، يسحق الأقليات ويفرض نظاما صارما للفصل العنصرى بين الجنسين. وقال إن الأمريكيين الذين يرون فى المملكة العربية السعودية، نظاما ليبراليا معتدلا، مخطئون. كما أنه من الخطأ بنفس القدر، تصوير المملكة العربية السعودية على أنها «ناضجة» على نحو ما فى سياستها الخارجية، لمجرد أنك تتفق مع آل سعود فى كراهية الإخوان المسلمين، مثلما يفعل المعلق جيفرى جولدبرج. فالسعوديون، بطبيعة الحال، متواطئون، مثلهم مثل القطريين (إن لم يزيدوا عنهم) فى دعم «الجماعات السنية المتطرفة فى سوريا»، وإتاحة المنابر للخطباء المتطرفين من أجل بث آرائهم. وعلى الرغم من أن اهتمام جولدبرج بالعمال الأجانب فى قطر، مؤثر، إلا أنه لا يطبق نفس الإهتمام على العمال الأجانب فى السعودية: فخلال العام الماضى، طرد السعوديون 800 ألف شخص من العمالة الإثيوبية، واليمنية والصومالية وغيرها. وكان الطرد تعسفيا تماما وحاز جزءا من التغطية الإعلامية للعمال الذين يعانون، بينما تتنافس قطر على التحضير لكأس العالم 2022. وفى نهاية المقال ترى الكاتبة أنه ربما يتعين على الرئيس أوباما أن يعيد النظر فى خطط سفره. وربما ينبغى على وسائل الإعلام الغربية أن تتمتع بذاكرة أقوى قليلا حول مغامرات حلفاء الولاياتالمتحدة فى الخليج.