أعلن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالامريكية عقوبات ضد عدد من المسؤولين الروس والاوكرانيين بعيد ساعات من إعلان استقلال القرم وطلب الانضمام إلى روسيا. ووافق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل على فرض عقوبات على 21 مسؤول روسي وأوكراني. وتشمل العقوبات منعهم من دخول دول الاتحاد الاوروبي وتجميد ممتلكاتهم المتواجدة في أراضي الدول الاعضاء ال28. وقال الاتحاد الأوروبي إن هؤلاء المسؤولين لعبوا دورا رئيسيا في الاستفتاء الذي تم في القرم ويعتبره الاتحاد باطلا. وكتب وزير خارجية ليتوانيا ليناس لينكيفيتش على حسابه في تويتر أن المزيد من الإجراءات الأوروبية سيعلن عنها خلال 4 أيام. ويأتي ذلك كرد من جانب الاتحاد الاوروبي على ما قال إنه محاولة روسية لضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. وكانت كاثرين أشتون ممثلة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي قد قالت إن الاستفتاء الذي أجري في القرم باطل طبقا للدستور الأوكراني. وقالت أشتون "لايمكن لأوروبا أن تسكت وتعتبر أن هذا الأمر يمكن أن يحدث". وأعلنت الولاياتالمتحدةالامريكية أنها فرضت عقوبات مالية على 7 من كبار المسؤولين وأعضاء البرلمان الروس بالإضافة إلى 4 من قيادات الانفصال في القرم. وتشمل العقوبات الامريكية سيرغي أكسيونوف الرئيس الانتقالي للقرم وديميتري روغوزين أحد نواب رئيس الحكومة الروسية وفالينتينا ماتفينكو رئيسة مجلس الاتحاد "الغرفة العليا" في البرلمان الروسي. وقبيل ساعات من قرار الاتحاد الاوروبي طلب البرلمان المحلي في شبه جزيرة القرم رسميا الانضمام إلى روسيا. وأعلن البرلمان صباح الإثنين استقلال شبه الجزيرة عن أوكرانيا مؤكدا أن جميع الممتلكات التابعة للحكومة الأوكرانية في شبه الجزيرة ستخضع للتأميم بشكل عاجل. وجاء في وثيقة أقرها أعضاء البرلمان "تناشد جمهورية القرم منظمة الأممالمتحدة وجميع دول العالم الاعتراف بها كدولة مستقلة". وكانت نتائج الاستفتاء الذي أجرى حول الانفصال عن أوكرانيا في شبه جزيرة القرم قد أوضحت أن ما يزيد عن 96.6 في المئة من المصوتين أيدوا الانضمام لروسيا.
حالة الحرب في هذه الأثناء وافق البرلمان الأوكراني في كييف على قرار إعادة انتشار نحو 40 ألف من جنود الاحتياط بالجيش طبقا لما قال إنه "حالة الحرب". وكانت الحكومة الأوكرانية قد اعتبرت الاستفتاء مجرد تمثيلية سياسية ولا تحظى بأي شرعية مؤكدة أنها لن تعترف به. وقال الرئيس الانتقالي في أوكرانيا ألكسندر تورشينوف إن الاستفتاء "مسرحية هزلية" لن تلقى اعترافا من بلاده أو دول العالم المتحضر.
شهدت شبه جزيرة القرم احتفالات بصدور النتائج الأولية للاستفتاء من جانب آخر، تعتبر الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أن هذا الاستفتاء الذي أجري في شبه جزيرة القرم غير قانوني. وهدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما موسكو بفرض "عقوبات موجعة للاقتصاد الروسي". وبالتزامن مع غلق صناديق الاقتراع مساء السبت، أكد البيت الأبيض أن المجتمع الدولي لن يعترف باقتراع تم تحت التهديد معتبرا أن خطوة روسيا "خطيرة وتقوض الاستقرار". وقال مراسل بي بي سي في أوروبا كيفين هاويت إن "السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل سيفرض عقوبات على الأشخاص المشاركين بوضع اليد على شبه جزيرة القرم، أم أنها ستستهدف الدائرة المقربة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وعمت الاحتفالات مساء الأحد شبه جزيرة القرم احتفاء بإلاعلان عن نتائج الاستفتاء. وقال سيرغي أكسيونوف- الذي تم تنصيبه رئيسا للحكومة الاقليمية في القرم الشهر الماضي- لمؤيديه على صدى أصوات النشيد الوطني الروسي إن "شبه جزيرة القرم عائدة إلى موطنها الأم". وقد أعلن البرلمان المحلي في القرم ألغاء القوانين الأوكرانية ووقف التعامل بعملتها مقابل التعامل بالعملة الروسية الروبل علاوة على تقديم التوقيت المحلي ساعتين للتوافق مع التوقيت المحلي في روسيا بدءا من أخر الشهر الجاري. وكانت الرئاسة الروسية "الكرملين" قد نفت قبل ذلك وجود قوات روسية في القرم موضحة أن القوات غير معروفة الهوية التى تسيطر على المنشآت الحيوية هناك "قوات دفاع ذاتي". ومن المنتظر أن يناقش البرلمان الروسي مشروع قانون جديد لضم القرم الجمعة القادم لكن مراسل بي بي سي في روسيا يوضح أنه بعد الاستفتاء الأخير قد تتم عملية الاستحواذ على القرم بموجب القوانين الروسية السارية فعلا.
أعلن أكسيونوف بأنه سيرسل طلباً رسمياً الاثنين للانضمام إلى روسيا التتار وكان الاستفتاء يتضمن اختيار إما الانضمام لروسيا أو الحصول على سلطات محلية أكبر من أوكرانيا ضمن نظام الحكم الذاتي. وكان قطاع من أبناء القرم قد امتنعوا عن المشاركة في التصويت خلال الاستفتاء ومنهم عرقية التتار والذين يشكلون نحو 12 في المئة من إجمالي عدد السكان. وكان التتار قد تم تهجيرهم من القرم بشكل موسع إلى مناطق أخرى ضمن الاتحاد السوفيتي السابق خلال حقبة الأربعينيات من القرن الماضي تحت حكم جوزيف ستالين الذي اتهمهم بالتعاون مع النازيين الغزاة. ولم يتمكن التتار من العودة إلى القرم إلا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بعد ذلك بنحو 50 عاما. في الوقت نفسه امتنع أيضا الأوكرانيون عن المشاركة في الاستفتاء ويشكلون نحو 24 في المئة من إجمالي عدد السكان في شبه جزيرة القرم.