• لا شك فى أن حادثة الاستيلاء على السفينة الإيرانية «كلوز سى» فى عرض البحر الأحمر من طرف قوة كوماندوس تابعة لسلاح البحر الإسرائيلى بحجة أنها كانت تحمل شحنة أسلحة إيرانية إلى قطاع غزة، تثبت أن إيران هى العدو الرئيسى لإسرائيل فى الوقت الحالى. ويشكل الكفاح ضد إيران من أجل كبح برنامجها النووى بالنسبة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أحد أهم الأهداف التى يسعى إلى تحقيقها خلال حياته وتوليه مهمات منصبه الرسمى. •ويستثمر نتنياهو الكثير من الطاقة والجهد فى الكفاح ضد إيران، ويكرّر صباح مساء تحذيراته من مغبة تحولها إلى دولة نووية أو حتى إلى دولة عتبة نووية. كما أنه يلقى الكثير من الخطابات فى هذا الشأن سواء داخل إسرائيل أو فى أنحاء العالم. •ومع ذلك، بات من الواضح أن العالم يرفض تبنى مقاربة نتنياهو إزاء إيران. ويمكن القول إن سبب رفض العالم تبنى مقاربة رئيس الحكومة يعود إلى كونه عالما انتهازيا وأنانيا ومتعبا. وجميع هذه الصفات تنطبق على زعماء العالم أيضا. وفى واقع الأمر، فإن العالم سلّم بتحوّل إيران إلى دولة عتبة نووية. وليس من المبالغة القول إن هذا هو الواقع القائم فى الوقت الحالى، وإن رئيس الحكومة عاجز عن تغييره على الرغم من كل البلاغة الخطابية التى يمتلكها. •فى الوقت عينه، لابُد من أن نشير إلى أن جزءا من المسئولية عن نشوء هذا الواقع يقع على عاتق رئيس الحكومة نفسه، وذلك جراء السياسة التى يتبعها إزاء الموضوع الفلسطينى والقائمة على أساس التسويف والمماطلة. •لعل الأمر الجديد الذى لاحظناه فى الكلمة التى ألقاها رئيس الحكومة أمس فى مستهل المؤتمر الصحفى الذى عُقد فى قاعدة تابعة لسلاح البحر الإسرائيلى فى إيلات عُرضت فيها الصواريخ والأسلحة والوسائل القتالية التى تم ضبطها على متن السفينة الإيرانية أن نتنياهو شن هجوما على أوروبا أيضا متهما إياها بخداع النفس فى كل ما يتعلق بسياسة إيران الحقيقية، ومحذرا من احتمال إقدام نظام طهران على تمويه عمليات تهريب أسلحة نووية. •كذلك يجب أن نشير إلى أن حضور مندوبى وسائل الإعلام الأجنبية فى هذا المؤتمر كان ضئيلا للغاية. وإن دلّ هذا على شىء، فإنه يدل على تراجع اهتمام العالم ووسائل الإعلام الأجنبية بموضوع إيران.