بحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الجمعة، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مدينة العقبة الساحلية جنوبالأردن مستجدات عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ووفقًا لبيان صادر عن الديوان الملكي الأردني فإن كيري بحث مع العاهل الأردني في مدينة العقبة «325 كلم جنوبعمان»، والتي وصلها في زيارة قصيرة غير معلن عنها مسبقًا، «مستجدات المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية الجارية، والخطوات التي تمر بها». وأكد الملك خلال اللقاء على «أهمية دعم جميع الأطراف والمجتمع الدولي لجهود تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة استنادًا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية»، موضحًا «ضرورة أن يكون ذلك بما يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويقود إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعلى أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل». وأشار العاهل الأردني إلى أن «المصالح الأردنية العليا، خصوصًا فيما يتعلق بقضايا الوضع النهائي، تتصدر سلم الأولويات الأردنية». وكان كيري وصل ظهر الجمعة على متن طائرته التي أقلته وبرفقته وزير الخارجية الأردني ناصر جودة من روما إلى مدينة العقبة التي غادرها عقب لقائه العاهل الأردني، على ما أفاد مراسل فرانس برس. وشارك كيري وجودة في روما الخميس في مؤتمر دولي حول ليبيا. ويعتبر الأردن حليفًا أساسيًّا لواشنطن في المنطقة وثاني دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994، بعد مصر، تحظى بموجبها المملكة بالوصاية على المقدسات في القدسالشرقية. وحذرت المملكة الشهر الماضي «من أنها قد تعيد النظر بمعاهدة السلام مع الدولة العبرية بعد أن شرع الكنيست الإسرائيلي بمناقشة «بسط السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى». ويسعى كيري منذ أشهر إلى إقناع الإسرائيليين والفلسطينيين ب«اتفاق إطار» يمهد للتوصل إلى تسوية نهائية للنزاع ولكن من دون جدوى. وكان كيري قد أعلن الشهر الماضي أن مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي من المقرر في الأصل أن تستمر تسعة أشهر، ستتواصل إلى ما بعد الموعد النهائي المقرر بنهاية أبريل القادم. ومن المفترض «أن تؤدي محادثات السلام التي استؤنفت في يوليو 2013 بعد توقف استمر ثلاث سنوات تقريبًا، بحلول 29 أبريل إلى «اتفاق إطار» حول قضايا «الوضع النهائي»: مثل الحدود والمستوطنات ووضع القدس واللاجئين الفلسطينيين. وقد التقى كيري الشهر الماضي في باريس الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اعتبر أن أفكار كيري بشأن التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين «غير مقبولة». وأعلن مسؤول فلسطيني عقب اللقاء أن الأفكار التي قدمها كيري لعباس «غير مقبولة» ولا يمكن أن «تكون قاعدة لاتفاق إطار» مع إسرائيل، خصوصًا فيما يتعلق ب«الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية كدولة قومية لليهود». وجعل نتانياهو من هذا الاعتراف ب«يهودية الدولة الإسرائيلية» عنصرًا أساسيًّا لأي اتفاق سلام.