«عمر السجن ما غير فكرة.. عمر القهر ما أخر بكرة».. هتاف تردده الحناجر مع خروج «المعتقلين»، ظن البعض أن يتوقف الثائرون عن ترديده بمجرد اندلاع ثورة فى البلاد تسقط رأس النظام، إلا أن الهتاف واصل مسيرته من المجلس العسكري إلى حكم الإخوان وحتى أمس الأول، مع احتفاء رفاق الدرب بخروج عدد من معتقلي الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، وعلى رأسهم الناشطان السياسيان خالد السيد وناجى كامل، اللذين شهدا باستمرار التعذيب في السجون والأقسام. والتقت صحيفة «الشروق» الورقية، ناجي كامل، ليروي تفاصيل 38 يومًا، قضاها على ذمة الحبس الاحتياطي، بين جنبات قسم الأزبكية وسجن أبوزعبل، أو كما يصفهما ب«سلخانتى التعذيب». بدأ كامل الحديث عن فترة احتجازه، قائلا: تم اعتقالنا أنا وخالد السيد بطريقة عشوائية، من داخل سيارتي بالقرب من تظاهرات الذكرى الثالثة للثورة، واقتادونا إلى قسم الأزبكية، لنقضي 15 ساعة متواصلة فى الحجز الذى كان يعج بالمحتجزين، وقد وصل عددهم إلى 120 محتجزًا، بعضهم تعرض للاعتداء البدني ووصلات السباب والشتائم، على حد قوله. «أمن الدولة سألوا عليكم».. هكذا قالوا لهنا أثناء التحقيق وحفلات «الإيذاء والتعذيب»، موضحًا: «جرت التحقيقات معنا تحت إشراف أمن الدولة، الذى اتهمنا بالدعوة إلى المظاهرات». وأضاف: «حتى عندما رحلونا إلى قسم قصر النيل تعرضنا للإيذاء رغم أنه كان أقل من قسم الأزبكية، ثم دخلنا إلى حفلات التعذيب الأكثر بشاعة، فى سجن أبو زعبل»، موضحا: بدأت إدارة السجن إيذاءنا بسلب مستلزماتنا من البطاطين والملابس الاحتياطية، ولم تخلُ ساحة أبوزعبل من وصلات الشتائم والإهانة»، بحسب وصفه. واستطرد: «فوجئت بسحب متعلقاتنا الشخصية أيضا، وإهانتنا بسبب الاحتفاظ بعدد من الروايات وكتب صلاح جاهين، وسامر سليمان، حينها تم تجريدي من ملابسي وتلقيت «تشريفة مياه ساقعة»، فضلا عن تشويه رأسي أثناء حلاقة الشعر. واسترجع كامل يوميات «السلخانة»، قائلا: وجدت شباب مصابون بحالة بكاء هستيري، «ما يعني أن الاعتداءات فاقت وصلات السباب إلى الاعتداءات الجنسية، ولكني لا أجزم أنهم تعرضوا لانتهاكات جنسية». وعن زيارات وفود المجلس القومي لحقوق الإنسان، قال كامل، إنه «تحدث مع الوفد الذي ترأسه جورج إسحاق، لكن الأمر أصبح اعتياديًا ولا يحرك له ساكنًا»، مشيرًا إلى أن «الفكرة ليست فقط فى «التعذيب» وهى جريمة لا تسقط بالقادم، إنما فى «الاعتقال» التعسفي والحبس الاحتياطي»، على حد قوله. واتهم كامل النظام القائم ب«استنساخ» نظام حسني مبارك، وقال: «لقد عادت دولة الظلم بأشخاصها وممارساتها وحصلت على شرعية بالقمع من خلال الإخوان، ولكنها استمدت الشرعية من التفويض الشعبي»، لافتا إلى أن الشباب سيلجأون للميادين مرة أخرى لتعديل الأوضاع، إذا تعمدت الشرطة «تصفية النشطاء»، انتقاما من المشاركين فى 25 يناير وإجهاض أي تحركات شبابية معارضة، بحسب تصريحاته.