• أطلعنا على كواليس قرار عدم ترشح أبوالفتوح؟ أبوالفتوح استقر على عدم الترشح من فترة طويلة، ورفض الاعلان عن هذا الموقف إلا بعد موافقة الحزب، لأننا نسعى لتقديم تجربة مؤسسية حقيقية، ونعود إلى قواعدنا عند اتخاذ أى قرار. ومنذ أن دعا أبوالفتوح لانتخابات رئاسية مبكرة فى مارس 2013، كان يميل إلى عدم خوض الانتخابات مرة أخرى حتى تكون دعوته صادقة ومنزهة عن أى غرض، وزادت هذه الرغبة بعد 30 يونيو. وفى أول يناير الماضى صرح لأعضاء المكتب السياسى بقراره النهائى بعدم الترشح، لأنه رأى أن المشهد «هزلى»، وان دوره يجب أن ينصب فى جهود إنقاذ الوطن من الأزمة الحالية، ولم يرضخ للضغوط التى تمارس عليه لها من دوائر مقربة لدفعه للترشح. • ما طبيعة هذه الضغوط؟ كان هناك بعض الدوائر المقربة من الحزب وداخله تدفع فى اتجاه ترشح أبوالفتوح حتى يكون هناك وجود لمرشح وسطى يكسر حالة الاستقطاب الحاصلة، ولم يلق قبولا من أبوالفتوح أو داخل الحزب خاصة بعد تعرض عدد من أعضائه للاعتقال أثناء الدعوة للتصويت ب«لا»، فكان القرار بعدم الترشح حرصا على أعضاء الحزب، وأغلبهم من الشباب، ولتجنب أيضا عواقب الصدام مع السلطة الحالية. • ما الآليات التى اتبعها الحزب لاتخاذ القرار؟ منذ ثلاثة أسابيع كان قرار المكتب السياسى مطابقا لرغبة أبوالفتوح، لعدم رغبتنا فى أن نكون جزءا من مسرحية هزلية، بجانب انسداد المسار السياسى، وتم تكليف أعضاء المكتب بالتواصل مع الأعضاء لشرح وجهة النظر بعدم خوض الانتخابات، قبل التصويت داخل الأمانات بالمحافظات. اجتماع الهيئة العليا الجمعة الماضة عرض خلاله قرار المكتب السياسى، وشرح أسبابه وتم التصويت على عدم الترشح بأغلبية كبيرة، وتم الاتفاق على تكتم القرار وإعلانه من خلال مؤتمر صحفى أمس الأول، وللعلم، أبوالفتوح تعمد عدم حضور تصويت الهيئة العليا على قرار خوض الانتخابات من عدمها، حتى لا يؤثر على أعضائها، وانسحب من الاجتماع عند بدء إجراءات التصويت عقب إدلائه برأيه، وهو ما فعله سابقا فى موقف الحزب بشأن الاستفتاء الأخير للدستور لرغبته فى إنجاح تجربة الحزب الشبابية. • ولماذا تأخر إعلان القرار؟ تأجيل إعلان القرار لمدة يوم ونصف، لإعطاء فرصة لأعضاء الهيئة العليا للعودة إلى قواعدها فى المحافظات المختلفة لإبلاغهم بقرار عدم المشاركة. • وهل كان لردود الأفعال السلبية بشأن الترشح تأثير على القرار؟ لقد تعرضنا الفترة الماضية لحملات تشويه متعمدة فى وسائل الإعلام، وتم خلالها الادعاء بأن أبوالفتوح هو مرشح الاخوان الخفى، والهدف من تلك الحملة كان دفعنا للمشاركة فى تلك الانتخابات المزيفة لإعطائها مشروعية. وأيضا لإعطاء مشروعية لنزول المرشح العسكرى للقضاء على البعبع الإخوانى أبوالفتوح (كما يروجون)، حتى يصبح مرشح العسكر هو المنقذ والمخلص من شبح الاخوان، علما بأن من يقف خلف هذه الحملات يعلم أن الخلاف بين أبوالفتوح وبين الاخوان خلاف حقيقى، وبالتالى ما سُرب خلال الاجتماع الأخير للحزب حول حسم ترشح أبوالفتوح لم يكن صحيحا بهدف استبيان ردود الأفعال حول الترشح. • هل كانت هناك تخوفات من التضييقيات الأمنية على الحزب حال ترشحه؟ الأساس أننا آثرنا عدم المشاركة حتى لا نكون ديكورا فى مسرحية محسومة من البداية، ولكن أيضا لا يمكن إغفال أجواء القمع التى نعيشها، فنحن لم نجد قاعة واحدة فى أى فندق تقبل استضافة مؤتمرنا لإعلان قرارنا مما ينذر بصعوبات شديدة خلال الحملة الانتخابية فى حال الترشح. وأيضا سيكون هناك قلق من عمل توكيلات الترشح من جانب المواطنين، خاصة أن بياناتهم ستكون فى يد جهاز الأمن الوطنى، بجانب ذلك لن تتوافر له المساحات ذاتها فى وسائل الإعلام لانحياز أغلبها إن لم يكن جميعها لمرشح المؤسسة العسكرية فى هذه الفترة. • وماذا عن تحركات الحزب بعد قرار المقاطعة؟ نحن لدينا عدة مشاريع سنتحرك من خلالها الفترة المقبلة، منها مشروعا للتنمية المحلية يحاول معالجة مشكلات الناس على أرض الواقع، ومشروع آخر لإعداد كوادر شبابية من الحزب للبرلمان القادم الذى لن نقاطع انتخاباته إذا توافرت ضمانات نزاهتها والمشاركة ستكون مشروطة بتخفيف حدة الاستقطاب الحاصلة فى الفترة الحالية. • كيف تقيم موقف حمدين صباحى من الترشح للرئاسة؟ قراره يسأل عنه، وهو حر فى اختياره، ولا أستبعد أن إعلانه الترشح السبت بسبب التسريبات حول ترشح أبوالفتوح. وأستغرب اعتقاده بأنه سيخوض انتخابات حقيقية، فى ظل عدم ضمان نزاهتها، وستكون حظوظه ضعيفة فى ظل المناخ الحالى، لأن مؤسسات الدولة جميعها تقف وراء مرشح الجيش، ولا احد يستطيع مواجهة الدولة بأجهزتها.