حالة من الجدل سيطرت على الساحة الإعلامية بعد تخوفات خبراء الإعلام من مستقبل الصحافة الورقية فى مصر، ففى الوقت الذى أكد فيه الخبراء على أن الصحافة الورقية ستنقرض خلال 10 سنوات، رأى آخرون أنها ستستمر، ووضع الخبراء روشتة لتطوير الصحافة الورقية تضمنت تعديل قانون الصحافة وقانون تداول المعلومات وإنشاء المجلس الوطنى للإعلام. يقول الدكتور محمود علم الدين، رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الصحافة الورقية فى مصر تواجه عدة تحديات منها مواكبة التطورات التكنولوجية، وهو ما أدى لاحتلال المواقع الإلكترونية المركز الأول فى السبق الصحفى وتفوقها على الصحافة الورقية، التى أصبحت تنشر أخبارا وقعت «أمس» والقارئ اطلع عليها لحظة وقوعها، مضيفا أن ما يحدث فى العالم الآن هو تحول من صحافة الخبر لصحافة المعلومات وليس أمام الصحافة الورقية سوى البحث عن مزيد من العمق. وأضاف علم الدين فى تصريحاته ل«الشروق» أن التمويل هو تحدٍ آخر يواجه الصحافة الورقية، مما أدى لإغلاق الكثير من الصحف لتراجع أرقام التوزيع وضعف إيرادات الإعلان، مشيرا إلى أنه يجب على الصحف الورقية أن تبحث عن بدائل أخرى للتمويل منها إنشاء مؤسسات معلوماتية تركز على مجال النشر الإلكترونى، وتابع «أخطر تحد يواجه الصحافة الورقية هو التحدى المهنى والأخلاقى، فهناك تراجع مهنى بالصحف يتعلق بانخفاض جهد المحررين فى التغطية الخبرية، فضلا عن كيفية التوازن بين الحق فى النشر والحق فى الحصول على المعلومات دون الإخلال بالقيم المهنية للتغطية الخبرية». وفيما يتعلق بمستقبل الصحافة الورقية، قال علم الدين: «أتوقع فى المستقبل إغلاق العديد من الصحف القومية والخاصة واندماج بعضها، وتحول معظم المؤسسات الصحفية لمؤسسات تقديم معلومات إلكترونية وتليفزيونية، فضلا عن إنشاء كيانات جديدة من الصحفيين الإلكترونيين، مضيفا أن الصحافة الورقية مهددة بالانقراض خلال فترة من 10 إلى 15 سنة. فيما قال الدكتور محمود خليل أستاذ التحرير الصحفى بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن الصحافة المطبوعة تعيش الآن امتحانا عسيرا نتيجة ظهور المواقع الإلكترونية، ولكن هذا لا يعنى انقراض الصحافة الورقية كما يتصور البعض، مضيفا «من يرى أن الصحافة المطبوعة ظاهرة خاضعة للانقراض فهو يبالغ، فالصحافة مهنة لديها نفس طويل لاستمرارها، ومازالت هناك أجيال تعتمد عليها كمصدر للمعلومات، وهناك مؤشرات تؤكد وجود ارتفاعات فى نسبة الإقبال على قراءة الصحف». واقترح خليل عدة حلول لتطوير الصحافة الورقية، قائلا: «بالنسبة للصحف القومية يجب أن تستقل عن الدولة وتضع خطة مستقلة لتطوير أدائها، وبالنسبة للصحف الخاصة فيجب على رؤساء مجالس إداراتها عدم التدخل فى المنتج الإخبارى للصحيفة».