أعادت البوابة الحديدية التى أقامتها القوات المسلحة بديلا للجدار الخرسانى، بشارع قصر العينى، إلى الأذهان بوابات النصر، وزويلة والمتولى، التى بناها حكام مصر فى السابق لترد عنهم كيد المعتدين، ويدق عليها الزائرون فتفتح لهم مصاريعها، والتى اختلف علماء الآثار حول عددها، ولم يتبق منها سوى عدد محدود للغاية. وفيما أبدى كثير من المواطنين تخوفهم من أن تحد بوابة قصر العينى من تحركاتهم، قال أستاذ التاريخ الحديث بآداب حلوان، وعميدها الأسبق، عاصم الدسوقى، إن تاريخ البوابات فى مصر يرجع إلى عصر الفاطميين، عندما انشأوا فى السور الشمالى للقاهرة، باب النصر وباب الفتوح، وفى السور الشرقى، باب البرقية وباب القراطين، وفى السور الجنوبى باب زويلة وباب الفرج، وفى السور الغربى باب سعادة وباب القنطرة، موضحا أن فكرة البوابات ترجع لرغبة الفاطميين فى الشعور بالأمان، لافتا إلى أن عددها كان 4 فى بادئ الأمر، حتى انتقلت إلى داخل القاهرة، فكانت كل حارة يسكنها أصحاب حرفه معينة يغلقونها عليهم فى الليل، وفى النهار يتم تعيين حارس عليها لتحصينها من التجار المرفوضين من عِلية القوم آنذاك. واستطرد الدسوقى أنه مع قدوم الحملة الفرنسية كان المصريون يهجمون على جنود الحملة ويختبئون فى الحارات ويغلقون خلفهم تلك البوابات، فجاء نابليون ودمرها، ليقتصر ظهورها بعد ذلك على قصور الحكام ومساكن الأغنياء أو ما يعرف حاليا بالفيللات. وعن رأيه فى البوابات بشارع قصر العينى أبدى الدسوقى اعتراضه عليها قائلا: «لن تحل المشكلة وستزيد من الانسداد المرورى، علاوة على أنها تشوه الشارع، وكان يمكن الاستعاضة عنها بمدرعة تلزم مداخل القصر العينى وتقف فى وسط الشارع فى حالة توافد أى مظاهرات لمنعها بدلا من تلك البوابات التى تجاوزها الزمن. يذكر أن باب النصر كانت تدخل منه جيوش مصر العائدة من الانتصارات ومر منه سلاطين مثل الظاهر بيبرس وقلاوون والأشرف خليل والناصر محمد بن قلاوون، وبناه جوهر الصقلى، باب زويلة أكبر أبواب القاهرة فى جهة السور القبلى بناه بدر الجمالى.
البرديسى: فتح البوابة اليوم نشطاء «تويتر» يسخرون من بوابة قصر العينى محافظة القاهرة: البوابات ضرورية ..والداخلية ستديرها