«قولوا للجيل القادم أننا كنا نحب البلد»، هى آخر مشاركة كتبها سيد عبدالله، الشهير بسيد وزة، عضو حركة 6 أبريل على حسابه بموقع «فيس بوك»، قبل أن يسقط ضحية الاشتباكات الدامية بين قوات الأمن والمتظاهرين فى منطقة وسط القاهرة، خلال إحياء الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، السبت الماضى. عاون وزة حملة تمرد فى جمع توقيعات المواطنين لسحب الثقة من الرئيس المعزول محمد مرسى، قبل 30 يونيو، وبعد أشهر قليلة من نجاح الحملة، وإسقاط حكم الإخوان، سقط قتيلا وسط أصدقائه، الذى خرجوا للاحتفال بمرور 3 سنوات على الثورة ليفقدوه برصاص وزارة الداخلية، على حد قولهم. منذ 3 سنوات بالضبط، انضم الطالب فى كلية آداب عين شمس، سيد وزة، إلى الجبهة الديمقراطية لحركة 6 أبريل، وطوال هذه السنوات لم يذكر زملاؤه له أى مواقف تدينه، وعندما تحدث عدد من أصدقائه عنه ل«الشروق»، كان الإجماع فى الإشارة إلى «روحه الخفيفة، ونفسه العفيفة، وكثرة مزاحه». تقول والدته وسط بكاء متواصل، أثناء تشييع جثمانه من مسجد محمد بخيت فى منطقة حلمية الزيتون بالقاهرة، أمس الأول، «كان يقول لى: «نفسى البلد تنضف يا أمى»، ثم رددت عدد من العبارات التى استنكرت فيها قتله على يد رجال الداخلية. أما صديقه عبدالرحمن عفيفى، فيقول: «وزة معروف بالفدائية والإقدام، فلم تكن تفوته المشاركة فى أية فعالية احتجاجية، بداية من 25 يناير 2011، وحتى الذكرى الثالثة لها، مرورا بأحداث محمد محمود، وماسبيرو، ومجلس الوزراء»، مضيفا: «كان من النشطاء الذين يمتلكون قلبا ميتا، يجعله فى مقدمة الصفوف والاشتباكات، وكان يقول دائما إننا قبل أن نفكر فى الزواج يجب أن نطهر البلاد أولا، ليعرف أولادنا كيف يعيشون». ويروى عبدالرحمن تفاصيل لحظة سقوط وزة، قائلا: «بعد مطالبة منظمى المظاهرات للأعضاء بالتوجه إلى منطقة البورصة فى شارع شريف بوسط البلد، سمعنا أصوات طلقات نارية، وقنابل غاز من جانب قوات الأمن، فقال لى وزة إنه سيذهب ليرى ما يحدث، إلا أنه عاد مقتولا برصاصة فى الصدر، نقلناه بعدها إلى مستشفى أحمد ماهر، لكنه توفى هناك».