ولد إرييل شارون رئيس وزراء الكيان الصهيوني في 24 فبراير 1928 لأبوين من اليهود الأشكيناز القادمين من شرق أوروبا هاجرا إلى فلسطين إبان الانتداب البريطانب عقب وعد بلفور. درس الزراعة، ثم شرع في دراسةَ التاريخ والقانون بدلا من الزراعة، والتحق بالجامعة العبرية بالقدس، ودرس التاريخ والعلوم الشرقية عام 1953م، ثم درس الحقوق، وأتقن العبرية، والإنجليزية، والروسية. شارون مع دراسته كان منخرطا في الحياة العسكرية فلم يتعدَ بعد 14 عاما حتى انضم إلى صفوف منظمة أو (عصابات) الهاجاناه في عام 1942 والتي ارتكبت مجازر عديدة في حق الشعب الفلسطيني لتهجيره من أراضيه. ثم انتقل للعمل في جيش الاحتلال عقب تأسيس جيش دولته عقب تأسيسها. شارك في معركة القدس ضد الجيش الأردني ووقع أسيرا بيد الجيش العربي الأردني في معارك اللطرون عام 1948 وقد أسره يومها النقيب حابس المجالي، وتم تبديله بأسير عربي عندما جرى تبادل الأسرى بعد الهدنة الثانية. شارك في عام 1967 وتم اتهامه بقتل وتعذيب الأسرى المصريين عقب نكسة يونيو في عام 1971 ترأس شارون عملية مطاردة مقاتلي جيش التحرير آنذاك وقام بهدم نحو ألفي منزل فلسطيني وبعد أن اعتزل شارون الحياة السياسية تم استدعاءه ليحارب ضد المصريين في 1973، وخلد ذاته في الحرب بصورته الشهيرة ذات الضمادة الملفوفة حول رأسه، وقرر السفاح أن يثبت أنه تحول من قاتل إلى بطل قومي، فقاد قوة مكونة من سبع دبابات وثلاث مدرعات و250 فرد مشاة، ليشن هجوما بين صفوف الجيش المصري وصنع بالفعل «ثغرة الدفرسوار»، التي انتقل من خلالها إلى الضفة الغربية، ليُصبح «جنرال الثغرة» بطلًا قوميًا في عيون الشعب الإسرائيلي فعليا، وفي العام ذاته انخرط جنرال «الثغرة» في العمل السياسي وانتخب عضوا في الكنيست، قبل أن تمر الأعوام ليكون وزيرا للزراعة في عام 1977. ويبدو أن «السفاح» الذي عُرف بقدرته على القتل فضلا عن حجمه الضخم الذي عُرف به منذ زمن، فتولى في عام 1981 في حكومة مناحم بيجن وزيرا للدفاع وعاد من جديد لما يجيده «القتل والمجازر»، وفي 1982 شن حربا ضد لبنان بذريعة طرد منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت، وسمح شارون لميليشيات حزب الكتائب اللبناني المسيحي بدخول مخيم صابرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين، وقتل من فيه حتى وصل عدد الشهداء في المخيم لأكثر من3297 شهيدا وفيها أدين شارون سياسيا وتم إجباره على الاستقالة. لكنه لم يختف للنهاية بل واصل لعبة السياسة وتقلد رئاسة حزب الليكود عام 1999، ثم في 2000 قرر زيارة المسجد الأقصى بحراسة ضخمة، وكان هذا شرارة الانتفاضة الثانية، التي أعقبها فوز شارون برئاسة الحكومة ليكون الرئيس الحادي عشر للحكومة الإسرائيلية، ولم ينس مجازره فقرر إجراء مجزرة جديدة في 2002 وعرفت ب «مذبحة جنين. في 2005 رأى شارون أن ينسحب من جزء صغير بالضفة وغزة لكن هذا أثار السخط ضده وتم الانقلاب عليه في حزب الليكود، فخرج مؤسسا حزب «كاديما»، وقبل مرور عام واحد أصيب «شارون» بجلطة دماغية في 2006. دخل شارون على إثر الجلطةعلى إثرها في غيبوبة، منعته من ممارسة مهامه كرئيس للوزراء، ليتولاه بالنيابة، إيهود أولمرت، ورقد «شارون» في غيبوبته بمستشفى «شيبا»، بالقرب من تل الربيع المحتلة، حتى انهارت وظائف عدد من أعضائه بينها الكلى؛ لتودعه أسرته بعد وفاته عن عمر يناهز 85 عاما لٌقب خلالها بألقاب عدة كان أشهرها «السفاح» و«البلدوزر».