كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن أن المعارضة السورية تبدو وكأنها انقلبت على الجهاديين التابعين لتنظيم القاعدة بالقرب من حلب. ورصدت الصحيفة، في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، اندلاع أعنف اشتباكات أمس الجمعة بين فصائل من المعارضة السورية ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المتشدد التابع لتنظيم القاعدة. وقالت: "إن هذه الاشتباكات دارت بالقرب من مدينة حلب شمال سوريا، حيث شنّت فصائل المعارضة هجومين على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بمنطقتي آل الأتارب واندانا، واللتين تمثلان معقلين لمقاتلي الدولة الإسلامية". وأشارت الصحيفة إلى أن هناك معارك اندلعت أيضًا بمنطقة صلاح الدين في حلب، حيث عزز مقاتلو الدولة الإسلامية وجودهم وسيطرتهم على أنحاء حلب، وهو أيضًا ما فعلوه مؤخرا على بُعد مئات الأميال شرقًا، حيث فرضوا سيطرتهم على مدينتي الفلوجة والرمادي بمحافظة الأنبار العراقية، وهو ما أثار استياء فصائل المعارضة السورية بطبيعة الحال. وأوضحت أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يعد بمثابة أحدث تجسيد للجماعات المتشددة التابعة لتنظيم القاعدة والتي سيطرت في السابق على محافظة الأنبار قبل ظهور جماعات المقاتلين التابعين للقبائل، والتي عُرفت باسم حركة الصحوات وتمكنت من الإطاحة بها، لافتة إلى أن حركة الصحوات هذه كان يترأسها شيوخ القبائل المحلية وأنها مدعومة من قبل القوات الأمريكية؛ بحسب الصحيفة. ولفتت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية كان في طليعة الجماعات المتطرفة التي انتشرت في سوريا للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، فضلًا عن أن أعضاءه يتنقلون بكل حرية عبر الحدود بين الأنبار والصحاري الشرقيةلسوريا. ونسبت "الجارديان" إلى بعض الشخصيات القبلية بمحافظة الأنبار القول: "عمدنا إلى شن هجمات مستمرة على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وسعينا بشكل قوي لعرقلة جهود الإسلاميين بالعودة إلى هنا واتخاذ المنطقة معقلًا لهم"، مشيرين إلى أنه ومع تصاعد خطر الجهاديين، ليس هناك من خيار سوى الإطاحة بهم. ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قام بزيارة إلى واشنطن مؤخرًا، وذلك في ظل تزايد الهجمات المسلحة بالأنبار، وطلب الدعم الاستخباراتي من الإدارة الأمريكية، وقد وافقت الإدارة بدورها على إمداده بأسلحة وخبراء تقنيين.