يعيش مجلس إدارة النادى الأهلى أزمات فى مختلف الاتجاهات خلال الفترة الماضية ما بين صدام مع وزارة الرياضة، وأزمة مع لجنة البث، واتخاذ قرار بالانسحاب منها، وصولا إلى اعتزال محمد أبوتريكة، والعديد من الملفات الأخرى، كان يجب الاستفسار عنها، فكان هذا الحوار مع خالد مرتجى عضو مجلس إدارة النادى ورئيس بعثة الأهلى فى فندق إقامة الفريق بمدينة مراكش. • بداية.. ما تقييمك لمشاركة الأهلى فى المونديال.. وخصوصا الخسارة بخماسية أمام مونتيرى؟ لابد أن نلتمس العذر للاعبين، والجهاز الفنى، فليس من المنطقى أن نلوم اللاعبين فى ظل مشاركتهم ببطولة عالمية، وسط أندية تلعب فى دورى منتظم، وتخوض 8 مباريات رسمية على الأقل شهريا، وإذا كنا قد حققنا البطولة الإفريقية فى ظل هذه الظروف، فليس من المعقول أن تكون هذه هى القاعدة المسلم بها، وإنما فوز الأهلى باللقب كان هو الاستثناء، ومن الطبيعى الظهور بهذا الشكل، فى ظل عدم وجود نشاط كروى فى مصر منذ فترة طويلة، وأعتبر أن الخسارة فى المونديال بهذا الشكل جرس إنذار للكرة المصرية، فالكرة المصرية على حافة الانهيار. • هل تهديد وزارة الرياضة بحل المجلس يقلق إدارة النادى؟ التهديد بهذا الشكل عدم تقدير للموقف الحالى، ووزارة الرياضة تصر على وضع قيود على الجمعيات العمومية صاحبة الحق الأصيل فى تحديد مصير أنديتها، وكنا أول من قدم قانونا للرياضة فى التسعينيات، أى ان الأمر مطروح منذ فترة طويلة، وليس لوزير بعينه، فنحن لا نصطدم بأشخاص، وإنما نصطدم بقوانين قديمة، لا ينبغى أن تطبق فى الأندية الكبرى، والميثاق الأوليمبى الذى يحظر التدخل الحكومى فى شئون الأندية، خصوصا أننا لسنا جهة مملوكة للدولة كما يردد البعض، وإنما الأندية ملك لجمعياتها العمومية، فلا يمكن أن تكون اللوائح جميعها موحدة على الأندية فهناك أندية جمعيتها العمومية تتخطى 100 ألف عضو، وناد لا تتعدى اعضاء الجمعية العمومية به 500 عضو. • ما الخطوات المنتظر اتباعها فى حالة صدور قرار بحل المجلس؟ هذا الأمر سيكون قرار مجلس إدارة النادى، لكن فى النهاية لا أعتقد أن الجمعية العمومية للنادى الأهلى ستقبل بهذا الأمر، فعلى مدى التاريخ لم يستطع أحد حل مجلس إدارة الأهلى، الا الجمعية العمومية نفسها، حيث فعلت ذلك فى التسعينيات، بسحب الثقة من مجلس الكابتن عبده صالح الوحش، ولا أعتقد أن الكابتن طاهر أبوزيد وزير الرياضة أحد أبناء النادى الأهلى، وكان مرشحا لرئاسة النادى، وسعى للحصول على ثقة الجمعية العمومية - يقدم على اتخاذ قرار بحل المجلس. • وماذا عن دعم وزارة الرياضة؟ النادى الأهلى لم يحصل من وزارة الرياضة فى السنوات الخمس الأخيرة سوى على ثلاثة ملايين جنيه، منها جزء خاص بمصاريف السفريات للمشاركة فى بطولة افريقيا، النادى الأهلى هو من يقدم الدعم للدولة، بتجهيز 80% من العناصر الاساسية فى تشكيل المنتخبات الوطنية فى جميع الألعاب، دون أن تتحمل الدولة أى مقابل. • أثير فى الفترة الأخيرة أن قرار حل المجلس نظرا للمخالفات المالية والإدارية؟ لا توجد مخالفات مالية بمعنى الكلمة، والنادى يرحب بالرقابة المالية فى أى وقت، والجهاز المركزى للمحاسبات هو الجهة الرقابية الوحيدة التى لها حق مراجعة المستندات المالية وأوجه الصرف، ولكن فى حدود معينة، أن يسألنى عن الأموال التى أحصل عليها من الدولة، باستثناء ذلك، الجهة الرقابية الوحيدة التى تملك محاسبتى هى الجمعية العمومية للنادى الأهلى، التى توافق على الميزانية فى اجتماعها. • وماذا عن لائحة النادى الجديدة؟ بداية، الأهلى رائد فى كل شىء على مر العصور، فنحن اول ناد ينشئ مجلة، وقناة، استعنا فى ذلك بخبرات من الخارج من اجل التعرف على قوانين البث، فالنادى دائما ما يسعى للتطوير، لأن رسالته هى أن يكون قدوة لباقى الأندية، وبالنسبة للائحة الجديدة فقد انتهت اللجنة القانونية برئاسة المستشار محمود فهمى من إعدادها، ولقد استخلصنا أهم بنودها من لائحة نادى برشلونة الإسبانى لتشابهه مع النادى الأهلى لكونه هيئة غير هادفة للربح وإدارته منتخبة من الجمعية العمومية. • يقال إن مجلس الإدارة يحارب للبقاء فى منصبه؟ من يقول ذلك لا يعلم شيئا، فللعلم بند ال8 سنوات موجود فى اللائحة الجديدة أى نحن من وضعناه فى هذه اللائحة، وإنما الهدف من هذا الأمر هو تحقيق الاستقلالية للجمعية العمومية التى ستصوت على هذا البند. • متى يدعو مجلس الإدارة للانتخابات؟ سنخاطب الجهة الإدارية من أجل دعوة الجمعية العمومية للانعقاد والتصويت على اللائحة الجديدة، لإجراء الانتخابات على أساسها. • وهل تعتقد أن وزارة الرياضة ستعتمد اللائحة الجديدة؟ ولماذا لا توافق، فالوزارة وافقت على عقد جمعية عمومية لاتحاد الكرة لإقرار لائحة تختلف عن لائحة وزارة الرياضة، وتتوافق مع لائحة الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، فالموقف متشابه، وفى حالة رفض الوزارة اعتماد اللائحة الجديدة سيكون هناك تفرقة، وكيل بمكيالين. • ولكن وزارة الرياضة تصر على رفض ما جاء فى خطاب اللجنة الأوليمبية الدولية؟ خطاب اللجنة الاوليمبية الدولية كان واضحا، ومحاولة وزارة الرياضة الالتفاف حوله ستعرض الرياضة المصرية لكارثة قد تصل إلى حد تجميد النشاط الرياضى فى مصر. فالخطاب يمنحنا الحق فى إعداد لوائحنا واعتمادها من الجمعية العمومية دون تدخل حكومى. • هل ستترشح فى الانتخابات المقبلة؟ حتى فى حالة تطبيق بند ال8 سنوات على المناصب فقط، فلن أترشح لمجلس إدارة النادى، لكننى تحت أمر الجمعية العمومية فى أى وقت، وفى أى موقع، لأننى ابن من أبناء النادى الأهلى، وللعلم المجلس بالكامل لن يترشح للانتخابات حتى لو سمحت الظروف بترشيحهم. • كم تبلغ مديونية النادى الأهلى؟ هناك فهم خاطئ للأمور، النادى الأهلى له مستحقات مالية لدى العديد من الجهات، مثل وكالة الأهرام للإعلان، والتليفزيون، لو حصل عليها سينهى جزءا كبيرا من هذه الأزمة، التى نعتبرها أزمة سيولة، وليست مديونيات ضخمة، وكنا نتمنى الحصول على مركز متقدم فى مونديال الأندية لزيادة قيمة الجائزة، لكن الظروف كانت ضد الفريق، وأتحدى أى شخص يستطيع أن يدير النادى الأهلى فى ظل هذه الظروف، مثلما فعل مجلس حسن حمدى. • وماذا عن أزمة البث؟ النادى الأهلى يتعرض ل«مؤامرة» لإقصاء رموزه، وهو ما لن تقبل به الجمعية العمومية، ولا مجلس إدارة النادى الأهلى، وما حدث فى انتخابات لجنة البث الجميع يعرف أسبابه، لكننا وجدنا بأن هذا الموقف لا يليق بما قدمه حسن حمدى للجنة، حيث رفضنا على مدى عامين التسويق المنفرد، حفاظا على الأندية، لكن الموقف الأخير دفعنا للتفكير فى البث المنفرد. • وهل هناك نية للتراجع عن قرار بيع مباريات الفريق بشكل منفرد؟ لا أستطيع أن أتخذ قرارا فى هذا الشأن، وإنما هو قرار مجلس ادارة النادى وينبغى احترامه، وفى حالة وجود أى مفاوضات فمن المؤكد سيتم مناقشتها داخل المجلس. • ما هى آخر تطورات اعتزال محمد أبوتريكة؟ أبوتريكة اتخذ قراره النهائى بالاعتزال، ونحن مازلنا نرغب فى عدوله عن هذا القرار لأنه قيمة كبيرة، يقدرها الجميع خارج وداخل مصر، وأنتم تابعتم كم الاحتفاء به فى المغرب، وأتمنى أن يستمر فى النادى حتى نهاية عقده. • هل يمكن أن يتراجع المجلس عن موقفه من احمد عبدالظاهر؟ النادى يتعامل مع هذا الأمر باحترافية، فاللاعب يحصل على مستحقاته بانتظام، ويتدرب مع الفريق الأول، لحين وصول عرض مالى مناسب يليق باللاعب وبالنادى الأهلى، لكن فى النهاية فإن التراجع صعب للغاية، لأننا اتخذنا قرارا بناء على الموقف الذى أقدم عليه، بعد تحذيرات متكررة من جانب لجنة الكرة بعدم خلط السياسة بالرياضة، لكنه لم يستجب، فكان هذا القرار، لأنه كان من الممكن أن تحدث كارثة فى الاستاد خلال المباراة، إذا تنبهت الجماهير لهذا الأمر. كلمة أخيرة.. أتشرف بوجودى وسط كوكبة من النجوم كل فى مجاله فى مجلس الادارة، وما حدث من إنجازات خلال السنوات الماضية يؤكد أن الجمعية العمومية للنادى، على يقين تام بمن هو أصلح لقيادة النادى الأهلى، ومن يمثلهم فى المحافل الدولية.