أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الخميس عن ترحيلها اثنين من أقدم معتقلي غوانتانامو إلى حكومة السودان، وذلك في إطار خططٍ لتصفية وإغلاق المعتقل. والمعتقلان هم إبراهيم عثمان إبراهيم إدريس، ونور عثمان محمد، وقد وصلا إلى مطار الخرطوم في الساعات الأولى من صباح اليوم على متن طائرة عسكرية أمريكية، حيث جرى تسليمهما إلى السلطات السودانية. وقال مراسل بي بي سي في البنتاغون إنه تم الإعلان عن عملية الترحيل يوم الأربعاء، حيث أصدر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بياناً قال فيه إن السلطات الأمريكية قد نسقت مع الحكومة السودانية بشأن نقل السجينين "بما يتوافق مع المعايير الإنسانية لمعاملة السجناء". ويعتبر المعتقل الأول إدريس، البالغ من العمر 52 عاماً، من أقدم سجناء غوانتانامو، حيث نُقل إلى المعتقل يوم افتتاحه في 11 يناير/كانون الثاني عام 2002. واعتقل إدريس في باكستان في ديسمبر/كانون الأول 2001 مع 31 فردا من تنظيم القاعدة. وأطلقت عليهم أجهزة الاستخبارات الأمريكية اسم "الثلاثين القذرين" وذلك لقربهم من أسامة بن لادن. ولم توجه له أي اتهامات طوال فترة اعتقاله. ويأتي تسليم إدريس عقب صدور حكم محكمة كولومبيا في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول بإطلاق سراحه، بعد أن أكد محاموه أنه غير لائق ذهنياً وجسدياً ليشكل مصدراً لأي خطر. المعتقل الثاني محمد، والبالغ من 51 العمر عاماً، أمضى حوالي تسعة أعوام في جوانتانامو. ووجهت له محكمة عسكرية أمريكية، في عام 2011، تهمة الإرهاب وحكمت عليه بالسجن لمدة 14 عاماً. إلا أنه تم تخفيف مدة الاعتقال إلى 34 شهراً وفق اتفاق مسبق مع المحكمة، وذلك لتعاونه مع المحققين. مساعٍ لإغلاق المعتقل أصدر أوباما قراراً في 2009 بإغلاق غوانتانامو خلال عام وتم نقل السجينين على الرغم من قرار الكونغرس بمنع تسليم سجناء غوانتانامو للدول المدرجة في قائمة الولاياتالمتحدة للدول الراعية للإرهاب، ومن بينها السودان. ويأتي قرار النقل ضمن مساع الرئيس أوباما لإغلاق المعتقل، حيث كان قد أصدر قراراً في 2009 بإغلاق غوانتانامو في غضون عام. إلا أن المعتقل مازال يضم 158 سجيناً، صدرت قرارات بإطلاق سراح الكثيرين منهم منذ سنوات. كما أثنت منظمة العفو الدولية على نقل السجينين، وإن كانت قد تحفظت على التقدم البطيء نحو إغلاق غوانتانامو. وقال زيكي جونسون، رئيس برنامج الأمن وحقوق الإنسان بالمنظمة، إن حكومة أوباما "لديها السلطة القانونية الكافية للقيام بذلك (إغلاق المعتقل)، صدرت تصريحات بإطلاق نصف المحتجزين الحاليين." ونقلت الولاياتالمتحدة سجينين للمملكة العربية السعودية، واثنين آخرين للجزائر مطلع هذا الشهر. وكان محمد وإدريس آخر السجناء السودانيين في غوانتانامو. هناك خطط أمريكية لتصفية وإغلاق المعتقل