دفن جثمان زعيم حزب الجماعة الإسلامية، عبد القادر ملا، الذي أعدمته السلطات البنغالية شنقا بعد إدانته بارتكاب جرائم خلال حرب الاستقلال عام 1971. وشيع جثمان ملا عبد القادر في مسقط رأسه مدينة فريدبور في ساعة مبكرة من صباح الجمعة بحضور المئات من المشيعين. وعلى الرغم من إجراءات الأمن المشددة، سقط أربعة قتلى في أعمال عنف رافقت الاحتجاجات على إعدامه. ويعد ملا أول شخص تدينه محكمة جرائم الحرب في بنغلاديش ويتم إعدامه. وقد أنشأت هذه المحكمة في عام 2010 للتحقيق في انتهاكات ارتكبت خلال نزاع عام 1971، بيد أن جماعات حقوق الإنسان عبرت عن مخاوفها من أن المحكمة لا ترتقي إلى المعايير الدولية. وأدانت المحكمة أربعة قادة بارزين آخرين في الجماعة الإسلامية وسيواجهون عقوبة الإعدام أيضا. وأفادت وسائل إعلام محلية أن ملا دفن في مقبرة العائلة في قرية أمير آباد قبل فجر الجمعة بعد إقامة صلاة الجنازة عليه،بحضور المئات من الناس. "قصابو ميربور" ووصف قائد بارز في حزب الجماعة الإسلامية المحققين في محاكمته ب "قصابي ميربور"، في إشارة إلى اسم حي في العاصمة دكا، حيث يزعم إنه ارتكب جرائمه فيه. عبد القادر ملا نفى تهم ارتكاب جرائم حرب كانت المحكمة وجهتها إليه. وتشمل تلك الجرائم ارتكاب مجزرة قتل مدنيين مسالمين وقتل بعض المثقفين الذين دعموا الاستقلال من باكستان. وظل ملا ينفي باستمرار ارتكابه مثل هذه الجرائم. ويقول محرر القسم البنغالي في بي بي سي صابر مصطفى إن الاعدام يؤشر حمام الدم شهدته البلاد في عمرها القصير والدموي في الغالب. وهذه المرة الأولى التي يحاكم فيها سياسي بارز في محكمة مدنية ويعدم لاعتداءات جرت عام 1971. وثمة مخاوف مطردة من أن يتسبب إعدام ملا في اشعال شرارة عنف في البلاد التي تعاني انقساما قبيل الانتخابات المثيرة للجدل المقررة في 5 يناير/كانون الثاني. وتجمع المئات في مركز دكا للاحتفال بخبر موت ملا الجمعة، بيد أن الجماعة الإسلامية حذرت من أنها ستثأر لموته ودعت إلى إضراب عام الأحد. كما يقول أنصار الجماعة الإسلامية إن الدافع وراء محاكمة ملا كان سياسيا. اشتباكات وشددت الاجراءات الأمنية، وبشكل خاص في العاصمة دكا، بيد أن تقارير أفادت بمقتل أربعة أشخاص، بينهما شخصان على الاقل الجمعة في منطقة خلانا، فضلا عن وقوع مصادمات في مناطق أخرى. ونقلت وكالة فرانس برس عن الشرطة البنغالية قولها إن ناشطين في حزب الجماعة الإسلامية أطلقوا قنابل حارقة على محطات القطارات واشعلوا النار في بعض المحلات التجارية. متظاهرون احتفلوا بالإبقاء على حكم الإعدام على عبد القادر ملا. وأعلن مسؤولون عن أن إعدام عبد القادر ملا تم في سجن دكا المركزي في الساعة 22.01 بالتوقيت المحلي (16.01 بتوقبت غرينتش)من مساء الخميس. وأضافوا أنه سمح لعائلة ملا، البالغ 65 عاما من العمر، بلقاء أخير معه وأنهم وجدوه "هادئا". وقال ولده حسن جميل لوكالة فرانس برس "لقد قال لنا إنه فخور بأن يكون شهيدا من قضية الحكومة الإسلامية في البلاد". وقد شكلت بنغلاديش محكمة خاصة للتعامل مع من اتهموا بالتآمر مع القوات الباكستانية التي سعت إلى وقف باكستانالشرقية - وهو الاسم الذي كانت تعرف به بنغلاديش آنذاك - عن الانفصال وإعلانها بلدا مستقلا. وقد منعت السلطات حزب الجماعة الإسلامية من المشاركة في الانتخابات المقرر إجراؤها في 5 يناير/ كانون الثاني، لكن الحزب، مع ذلك، أدى دورا مهما في حركة المعارضة التي قادها الحزب الوطني البنغالي. وقد انفصلت بنغلاديش عن الباكستان قبل 42 عاما بعد حرب أدت الى مقتل عدد كبير من الناس ونزوح نحو 10 ملايين شخص، فضلا عن تدخل عسكري من دولة الهند المجاورة.