وجهت ثلاث عشرة مؤسسة إعلامية، من بينها البي بي سي، رسالة مفتوحة إلى فصائل المعارضة في سوريا تحثها على وقف عمليات الاختطاف التي تطال الصحفيين وإطلاق سراح من اختطف منهم. وحذرت هذه المؤسسات من أن المخاوف بشأن سلامة موظفيها يهدد تغطية الصراع في سوريا. وجاءت هذه الخطوة ردا على الزيادة الكبيرة في الاختطافات التي تطال الصحفيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وبلغت هذه الظاهرة حجما غير مسبوق، الا ان المؤسسات الاعلامية لم تتطرق اليها بشكل مكثف املا منها التكتم على الموضوع قد يساعد جهود اطلاق سراح الصحفيين المختطفين. ولكن العدد الكبير من الصحفيين المختطفين (يعتقد ان اكثر من 30 رهن الاختطاف حاليا) والتجاوب الضعيف مع جهود الوساطة اجبر اسر الرهائن والمؤسسات التي يعملون لديها على الخروج الى العلن. الصحفي العراقي ياسر الجميلي قتل شمالي سوريا في نوفمبر ومن الواضح ان معظم عمليات الاختطاف التي طالت الصحفيين والتي وقعت منذ الصيف الماضي تركزت في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة السورية وخصوصا في المناطق الشرقية والشمالية المضطربة التي الواقعة تحت سيطرة المجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة. الصحفي العراقي ياسر الجميلي قتل شمالي سوريا في نوفمبر وتعتبر مدينة الرقة وجوارها شمال شرقي سوريا من اخطر المناطق بالنسبة للصحفيين. وكانت الرقة اولى المدن السورية التي سقطت في ايدي مسلحي القاعدة. كما تتميز محافظة دير الزور الشرقية وبلدة اعزاز الحدودية والممر المؤدي الى حلب من المناطق الخطر بالنسبة للصحفيين. وجاء في الرسالة "طالما يسمح للاختطافات بالاستمرار دون وازع، لن يرغب الصحفيون بالتوجه للعمل في سوريا ولن يكون بوسعهم ان يكونوا شهودا لما يحصل داخل حدود البلاد." ووقعت الرسالة كل من الاسوشييتيدبرس وفرانس برس ورويترز وبي بي سي والنيويورك تايمز والواشنطن بوست والوول ستريت جورنال واتلانتك ميديا والايكونومست وغيتي والغارديان واللوس انجليس تايمز والتلغراف والموندو. وسيتم ايصال الرسالة الى قيادة الجيش السوري الحر اضافة الى مجموعات مسلحة اخرى منها الجبهة الاسلامية التي شكلت حديثا من ستة من اكبر الكتائب المسلحة في سوريا. وفيما يعتقد ان المجموعات الجهادية هي المسؤولة عن معظم عمليات الاختطاف التي وقعت منذ الصيف الماضي، فإن الميليشيات المحسوبة على الحكومة السورية والعصابات الاجرامية وبعض المجموعات المسلحة المحسوبة على الجيش السوري الحر ضالعة هي الاخرى في هذه النشاطات لدوافع شتى منها الطمع في فدى ومبادلة الرهائن باسرى. وادان الائتلاف الوطني السوري المعارض، الذي يعتبر الجناح السياسي للجيش السوري الحر، في بيان اصدره امس الاربعاء اختطاف الصحفيين في سوريا. وجاء في البيان "إذ يحمل الائتلاف الوطني السوري الجهات التي أقدمت على هذا الفعل كامل المسؤولية عن سلامة المختطفين فإنه يدين عمليات الخطف بشكل عام ويخص تلك التي تستهدف الصحفيين والنشطاء الحقوقيين، مؤكداً سعيه الحثيث بالتنسيق مع كتائب الجيش الحر لتوفير ما يلزم لإطلاق سراح المختطفين منهم، وضمان سلامة من لا زالوا ينشطون على أرض سورية." وتقول لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك إن 30 صحفيا سوريا واجنبيا تقريبا مفقودون، فيما قتل 55 منذ اندلاع الحرب في سوريا اوائل عام 2011.