ربما لأنه مقل جدا في ظهورة الاعلامي كان لابد أن يطول الحوار وربما لأنه قادم إلينا بتجربة مختلفة وجديدة في فيلم أمريكى يقوم ببطولته كان لابد أن نتحدث معه وربما لأنه مهموم بالوطن ومن قبله المواطن ولدية نظريات مهمة ويدعو دائما إلى التسامح والعيش والكرامة والحرية.. كان هذا الحوار مع الفنان خالد النبوى عن مصر وأمريكا وفيلمه الجديد الذى بدأ عرضه في مصر منذ أمس. • المواطن هو اول اعمالك خارج مصر تحصل فيه على البطولة المطلقة.. كيف تصف هذه التجربة؟ انا عادة لا اقيس الاعمال التى تعرض على وفقا لنظرية الحجم ولكن دائما انظر إلى الدور وإلى الفيلم، فهل الدور الذى سأقدمه يعجبنى ام لا وهل الفيلم نفسه يقدم رسالة ما وتسلية للجماهير فى نفس الوقت ام لا والحقيقة وجدت كل ذلك فى فيلم «المواطن» والحقيقة ايضا اننى بذلت فيه مجهودا كبيرا لأنه فيلم مختلف والعمل مع فريق العمل الامريكى كان ممتعا. •الفيلم يطرح قضية اضطهاد شاب عربى يحلم بالحصول على الجنسية الامريكية بعد احداث سبتمبر الشهيرة وما حدث للأقليات المختلفة هناك.. وهى حقائق حدثت بالفعل لكن بعد مرور اكثر من عشر سنوات لا تزال هذه النزعة العدائية موجودة عند الامريكان تجاه الاقليات؟ يعجبنى فى الفيلم أنه يتحدث عن مواطن وفى نفس الوقت يتحدث عن وطن بأكمله، هذا المواطن يهاجر من بلده بحثا عن فرصة حرة حقيقية فى بلد اخر ورغم ما يحدث له فى امريكا الا ان هناك نقطة ضوء فى النهاية وهناك امل يمكن ان يحقق من خلاله ما يحلم وهنا ندرك ان المواطن محتاج إلى وطن فيه مناخ يسمح له بعد مجهود وصبر وتعب ان ينجح ويحقق احلامه وهذا كان واضحا فى الفيلم وارجو ان يفهم وطننا العربى ذلك ويعى القائمون على هذا الوطن ان المواطن العربى يحتاج إلى امل فى ان ما نتعب من اجله يمكن ان يتحقق. •فى رأيك لماذا لا يعطونا الأمل ويعطونا اشياء اخرى؟ بسبب حالة «الرغى» اللى احنا عايشينها، ففى مصر مثلا نعيش فى حالة من الرغى ونحن امام فريقين كل فريق يهزم الفريق الآخر فى يوم وللأسف مصر مهزومة معهما ولذلك اتمنى ان يكف الجميع عن الرغى والمشاحنات وان نبعد عن دائرة التخلف والجهل ونبدأ فى مرحلة العلم هو الذى يتحدث وان نبدأ العمل والانتاج والا سوف نجد مزيدا من المواطنين وقد هاجروا وتركوا البلد. •الفيلم يطرح نوعا من التسامح الذى يتوافق مع تغريدة دائما ما تبدأ بها يومك على شبكة التواصل الاجتماعى تويتر وهى «صباح الخير يا سامعين ابناء بلد واحدة تحت السما الواحدة.. هل تظن انه يمكن ان يحدث هذا النوع من التسامح فى مصر الآن؟ الإنسانية يجب ان تفهم ان نجاحها فى اتحادها والنجاح الحقيقى هو الذى يحدث بشكل جماعى وهذا ما يتحقق فى الامم الناجحة اما الامم المتخلفة فالنجاح فيها فردى فأنت يمكن ان يكون لديك افراد ناجحون لكن يظل المجتمع متخلفا واول بنود النجاح هو ان نعى تماما ان الاوطان تصنع بالبشر ولابد من الالتفات إلى المواطن. • هل يعنى ذلك وقياسا بالحالة المصرية انك من أنصار التصالح؟ لن ينجح هذا الوطن الا اذا تسامح الجميع واتحد ولكن قبل المصالحة لابد من المصارحة فنحن نتحدث كثيرا عن المصالحة ولكن المصارحة غائبة من كل الاطراف والدنيا سوف تظل «ملخبطة» لفترة من الوقت فنحن لدينا عشرات الآلاف من المدارس لكن ليس لدينا تعليم والشباب الذى قام بالثورة غير موجود وهذا ما سيجعل الثورة مستمرة. • ولكن منهم من كتب دستورنا وشارك فى لجنة الخمسين ومنهم من تبوأ مقاعد وزارية كنواب وتمكينهم واضح؟ كل الكلام ظاهرى وفى حقيقة الامر كل مؤسسة فيها شاب ناجح يتم استبعاده بحجة انه مازال حديث السن وهنا تكمن الازمة، لابد ان يأخذ الشباب حقهم وان نعطيهم الفرصة. • فى بداية الفيلم هناك مشهد يوضح ان الغرب مازال يجهل الكثير عن العرب فهل مازلنا فى نظرهم بلد الجمال والصحراء والاهرامات فقط؟ طبعا هناك عدد كبير لا يعرف شيئا عن الوطن العربى ومصر وهناك ناس ترانا عالة على المجتمعات المتقدمة اصلا. • العيب فى من؟ نحن الذين لا نعرف كيف نطرح صورتنا ام هم الذين لا يريدون ان يفهموا حقيقتنا؟ فى رأيى ان الدور الكبير علينا نحن فعلينا ان نعمل ونجتهد دون النظر إلى وجهة نظرهم ولا احد يمنعك من ذلك ولا من ان تعطى الامل إلى الناس، لابد ان يكون هناك حلم مصرى مثلما يوجد الحلم الامريكى، فكما قلت لك المواطن يحتاج إلى وطن فيه فرصة حرة لينجح فيه، يحتاج إلى العدل والى المساواة والى الادارة الحقيقية وهذا ما تعطيه امريكا ويجب ان نعطيه نحن ايضا. • الفيلم يقول هذه الرؤية لكن ألا يمكن ان نعتبر ذلك دعوة للهجرة خارج بلادنا بحثا عن هذا الامل؟ هى دعوة لأن يصنع القائمون على هذا البلد الأمل لأبنائه فالحياة بدون امل لا تساوى شيئا وانت عندما لا تجد احلامك تتحقق مؤكد سوف تحلم بها فى مكان آخر ولذلك علينا ان نصنع هذا الأمل فى اوطاننا التى نحبها ألم تسأل نفسك لماذا احبطت الناس خلال الثلاث سنوات الماضية؟ ببساطة لأنها قامت بثورات مهمة وللأسف لم تر شيئا تحقق من طموحاتها وآمالها وهذا ما يجب ان يفعله الوطن. • وكيف نصنع الأمل؟ نؤمن بالعلم ايمانا حقيقيا وان هذا وطن ملك لكل مواطن، وكل واحد فى هذا الوطن يفهم انه لن ينجح الا اذا نجح المجموع. • بعض النشطاء يرفضون ان يحكم واحد من العسكر أو من فصيل معين مصر ألا يعد هذا خرقا لقانون المساواة والحرية التى تتحدث عنها؟ أشعر ان الحكمة غائبة عن الجميع واتمنى ان يتحلى الجميع بالحكمة والتى تتعلق بسلوك وقرارات وتوقيت ومن يريد النجاح ل30 يونيو يجب ألا يدمر ثورة 25يناير والحقيقة نحن صنعنا ثورتين ولهذا لا يجب ان ننحاز لأى منهما نحن لدينا سعاد حسنى وفاتن حمامة فلماذا ندمر احداهما لدينا فاروق الباز واحمد زويل لماذا نهاجم احدهما لابد وان نتعامل بحكمة وبساطة؟ • بمناسبة البساطة بدا ان الفيلم حدوتة بسيطة؟ هذا كان مقصودا فنحن فى احوج لأن نتحدث بساطة ونحن نفتقد لهذه البساطة ولو تحدثنا ببساطة فسوف نحقق الكثير نحن نتحدث عن الانسان بعيدا عن أى شىء باعتباره مواطنا. • صورة العربى هذه المرة فى الفيلم ملائكية، فى رأيك هل ذلك لأن صناع الفيلم من اصل عربى؟ الغرب متطرف فى الحكم علينا وكان لابد وان نصحح الصورة فأنت اذا قلت علينا ارهابيين سوف نقول نحن اننا ملائكة ولأنه من حقنا ان نتحدث عن النموذج الذى نريده وهو نموذج موجود وحقيقى انت فى النهاية تقدم فيلما برسالة ما وانا احب ان اقول ان المواطن العربى شاطر ولديه عقلية جيدة ومتعلم وفاهم ولكنه يحتاج إلى امل وهو نموذج لمواطنين عرب بالملايين فى امريكا. • الفيلم نال تقديرا كبيرا من نقاد السينما الأمريكان، فهل حدث ذلك مع المواطن الامريكى أيضا؟ الفيلم نال اعجاب النقاد وانا احببت طريقتهم فى التعامل معه وهو انهم تعاملوا مع كل عنصر فى الفيلم على حدة ويعطون آراءهم والفيلم عرض فى عدد من المهرجانات ونال جوائز مهمة والحمد لله ورغم انه تم عرضه اولا فى ولاية امريكية واحدة الا انه وبعد فترة قصيرة من عرضه استطعنا ان نعرضه فى 14 ولاية امريكية ومازال يعرض هناك حتى الآن. • ما الفرق بين عملك فى انتاج ضخم مثل مملكة الجنة وبين عملك فى فيلم بسيط مثل المواطن؟ الحقيقة اننى اتعلم الكثير من الجميع، تعلمت من سام مخرج الفيلم الذى اهتم بكل شىء فى عمله، كنت مع نجوم كبار فى السينما الامريكية واستمتعت بالعمل معهم. • ماذا تتوقع للفيلم فى دور العرض المصرية؟ أتمنى أن يحبوا الفيلم وأن يعطيهم املا وهذا يكون تسلية حقيقية. • هناك محاولات من ابناء جيلك للخروج للسينما العالمية على عكس اجيال كثيرة سبقتكم فى رأيك لماذا؟ الحقيقة انا لم افكر فى الامر ولم احلل، لماذا يحدث ذلك وكل ما اعرفه انه جاءنى عرض بالاشتراك فى الافلام التى قدمتها فى الخارج ووجدتها مناسبة فقررت الاشتراك فيها وهناك عروض اخرى وصلتنى لكنها لم تعجبنى فرفضتها. • هل اضرك العمل فى السينما الامريكية فى سوق العمل المصرية؟ لا اعتقد فأنا بعد كل فيلم قدمته خارج مصر كنت اعمل فى اعمال اخرى داخلها ولا اظن انه اضرنى على مستوى السوق المصرية. • متى تقدم دورا لشخصية غير عربية فى السينما الامريكية؟ إذا كنت ترى ان الشخصيات العربية اقل فهذه مشكلة فأنا ارى ان العربى كجنسية تحتاج من يعبر عنها والمهم فى النهاية الحكاية والحقيقة. اننا احيانا نفكر فى اشياء بعيدة تماما عن تفكير صناعة السينما الامريكية: الذين يرون فلانا فى دور معين فيسندون له هذا الدور بعيدا عن أى حسابات اخرى. • ما الفرق بين نمط الحياة السينمائية فى مصر عنه فى أمريكا؟ هو نفسه الفارق بين مصر وامريكا فهم يعملون بشكل جماعى ولذلك فالسينما الامريكية بأكملها ناجحة وهذا ما ينقصنا فنحن مازال نجاحنا نجاح افراد لكن نجاح الصناعة نفسها ليس حقيقيا، كل شىء هناك يتم بعمل جماعى. • بالأمس القريب انتهت لجنة اعداد الدستور من التصويت على الدستور الجديد وهو بداية تحقيق خارطة الطريق هل تتوقع أن نستكمل هذا الطريق؟ إذا بدأنا العمل .. وانا نفسى بالفعل الا نهدم شيئا جميلا حتى لو كان لصالح شىء آخر جميل وأن نؤمن بالشباب وأن نعطى لأنفسنا فرصا حقيقية وفى رأيى ان الإنسانية غائبة والرغى حاضر بقوة ونحن فى حاجة إلى عكس ذلك، نحن فى حاجة إلى العمل والعلم. • بمناسبة العمل والعلم أنت مقبل على مسلسل لسيرة مصطفى محمود كيف ترى التجربة؟ أتمنى ان يخرج العمل بصورة رائعة وأتمنى ان اظهر للناس الجوانب التى لا يعرفها الناس عن مصطفى محمود إلى جانب الجوانب التى يعرفونها عنه فهناك اشياء جميلة فى حياته وانا سعيد جدا ان هناك شابا اسمه احمد عبدالعاطى اشترى قصة مصطفى محمود وقرر ان ينتجها وهو شىء مهم.