قررت نقابات ومنظمات أهلية تونسية، الخميس، تنظيم "أسبوع غضب" بداية من السبت القادم في ولاية قابس، احتجاجًا على استثناء الولاية من مشاريع بناء كليات طب، أعلنتها الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، الأسبوع الماضي. وكانت الولاية شهدت إضرابًا عامًا وتظاهرة كبيرة الأربعاء للسبب نفسه، دعا إليهما المكتب الجهوي للاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية). وأعلن التلفزيون الرسمي أن "عشرات الآلاف" شاركوا في تظاهرة الأربعاء فيما قدر مسؤول أمني رفيع المستوى عددهم بأكثر من 35 ألفًا. وأفاد مراسل فرانس برس في قابس أن ممثلين جهويين عن المركزية النقابية، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة (منظمة أرباب العمل)، والاتحاد الرئيسي للمزارعين، ومنظمات غير حكومية أخرى، قرروا أن يبدأ "أسبوع الغضب" بتنظيم تظاهرة كبيرة السبت، وبتنظيم اعتصام بأسبوع أمام مقر الولاية. وقال توفيق الأمين الممثل الجهوي لمنظمة أرباب العمل في قابس: إنه في حال عدم استجابة الحكومة لمطالب السكان فإنهم سيصعدون من تحركاتهم التي قد تصل حد "غلق" المنطقة الصناعية، و"إيقاف" الإنتاج في "المجمع الكيماوي" الحكومي. ويشغل هذا المجمع حوالي 4000 شخص، ويضم 13 مصنعًا لإنتاج المواد الكيماوية الموجهة إلى التصدير. أوضح أن "غلق" المنطقة الصناعية وإيقاف الإنتاج في المجمع الكيمياوي "سيكون بالتنسيق مع نقابات الصناعات الكيماوية" في المنطقة. وفي حركة رمزية، وضع المتظاهرون يوم أمس حجر الأساس لكلية الطب على قطعة أرض خصصتها البلدية لهذا المشروع منذ سنة 2004. والخميس الماضي أعلنت الحكومة مشاريع تتعلق بإحداث ثلاث كليات للطب في ولايات الكاف (شمال غرب) وسيدي بوزيد (وسط غرب) ومدنين (جنوب شرق) وكلية لطب الأسنان في القصرين (وسط غرب) وكلية صيدلة في جندوبة (شمال غرب). وهي مناطق لا توجد في معظمها كليات أو مدارس وطنية. وفي قابس كلية للعلوم ومدرسة وطنية للمهندسين وتسع معاهد عليا في العديد من الاختصاصات، لكن لا توجد بها كلية طب. وأثار إعلان الحكومة احتجاجات في الولايات التي تم استثناؤها من مشاريع كليات الطب والصيدلة. وأكد رئيس الحكومة علي العريض في تصريح اليوم "لا نستطيع بناء كلية طب في كل ولاية، على الأقل في هذه المرحلة".