فجر مجهولون الأربعاء ضريح مراد آغا الواقع في تاجوراء بالضاحية الشرقية للعاصمة الليبية طرابلس، بعد عدة أشهر من الهدوء في حملة الهجمات التي شنها متطرفون إسلاميون ضد الأضرحة التي يعتبرون أنها بدع تخالف تعاليم الإسلام. وتم تفجير ضريح مراد آغا الواقع بجانب مسجد يحمل الاسم نفسه تكريما لأول والي عثماني لطرابلس، بمتفجرات زرعها مجهولون في الضريح، بحسب ما أفاد مصور وكالة فرانس برس. وأفاد شهود في المكان، أن التفجير وقع في الساعة الرابعة صباحا من اليوم الأربعاء. ومراد أغا هو أول والي عثماني تسلم الحكم في ليبيا خلال الفترة من 1551 إلى 1553 م بعد تحرير طرابلس من فرسان القديس يوحنا (اسبانيا)، وكان من أهم أعماله بناء المسجد الكبير في تاجوراء الذي سمي باسمه ودفن بالقرب منه. ويعتبر المسجد وضريح مراد آغا الذي يضم تمثالا له من اهم معالم طرابلس واقدمها ويتميز المسجد والضريح بجمال عمارتهما الإسلامية. وندد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان بالاعتداء مؤكدا الطابع التاريخي للمعلم المستهدف ومتعهدا بالقبض على المعتدين واحالتهم الى القضاء. وقال في تصريحات "ابدي شديد الاسف والاستهجان والاستنكار والادانة لما حدث في مسجد مراد اغا بتاجوراء وأود ان اعبر عن شديد الأسف وشديد الاستنكار لأهالي تاجوراء ولدولة تركيا الصديقة والشقيقة على هذا الحدث المشين". واضاف "ايدي التخلف وايدي الإرهاب وايدي الهمجية تمتد يوماً بعد يوم لهدم ذاكرة الوطن وللعبث بما حفظته سنوات التاريخ الذي يعبر عن تاريخ ليبيا". وفي مارس تم تدمير ضريح الصوفي سيدي محمد الاندلسي (القرن الخامس عشر) في تاجوراء بتفجير. ومنذ الاطاحة بنظام معمر القذافي تم تدمير العديد من الاضرحة في ليبيا من قبل اسلاميين متطرفين بجرافات او متفجرات. ويعتبر هؤلاء المتطرفون ان هذه الاضرحة التي شيدت تكريما لارواح اولياء اعتبروا صالحين وقدوة، تشكل "نوعا من الشرك" بالله.