لطيفه تعد إحدى حبات آخر عنقود فى الزمن الجميل فى عالم الغناء، ولم لا وهى آخر من تغنى بكلمات الراحل الكبير عبدالوهاب محمد، أحد الذين تغنت بأشعارهم السيدة أم كلثوم. لذلك عندما تغنى لطيفة تشعر مع صوتها بأن هناك نسمات تهب عليك من الماضى، حتى عندما ابتعدت عن العمل مع جيل الرواد مثل محمد الموجى وبليغ حمد وسيد مكاوى وعمارالشريعى وجمال سلامة وعمر خيرت وكما قلنا عبدالوهاب محمد اختارت الانحياز لمن ساروا على دربهم من الشعراء والملحنين. لطيفة بقدر ابتعادها عن الكبار فى آخر أعمالها إلا أن لديها مخزونا كبيرا من أعمال الكبار لم تر النور، هناك أعمال للشريعى والرحبانية تنتظر الوقت المناسب لكى تطرحها فى ألبوماتها القادمة وهى أيضا لا تنسى جملة الموسيقار عبدالوهاب عندما استمع لصوتها عندما كانت طالبة وقال لها «بخرى صوتك». حوار مصطفى يحيى: كغيرها من نجوم الغناء عاشوا هموم الوطن العربى خلال الثلاثة أعوام الماضية خاصة أن وطنها الأول تونس يعانى اضطرابات منذ 2011، ووطنها الثانى مصر كما تعتبره يعانى نفس الهموم منذ ذلك التاريخ تقريبا لذلك ابتعدت لفترة حزينة على ما يحدث لكنها فى نفس الوقت كانت كلما حنت للغناء تختار عملا وتضعه إلى جانبها إلى ان شعرت بالأمل فى عودة الاستقرار والهدوء فقررت ان تعود بعد حنين للغناء وابتعاد استمر أربع سنوات، فى هذا الحوار نتحدث معها عن الابتعاد والعودة ولماذا ابتعدت عن الكبار لسنوات واهتمت بشباب المؤلفين والملحنين وهل الشباب هم الأكثر مغامرة لذلك ارتبطت بهم؟ • 4 سنوات من الابتعاد أليست فترة طويلة على أى مطرب؟ منذ 2011 والعالم العربى يمر بظروف صعبة جدا. أتصور انها اصابت الكثير منا بقدر من الاحباط والحزن. وكنت ارى ان تلك الفترة لا تصلح لطرح أى البوم. كنت حزينة من داخلى. تقدر تقول «نفسى مسدودة». • هل انت ضد تلك الثورات التى قامت؟ بالعكس انا مع التغيير. لكننى كنت اتمنى ان نسير بسرعة نحو الافضل. لكننى وجدت تشريدا للآلاف فى سوريا وفى ليبيا، وربما هذه الامور لم تطل مصر الحمد لله، لكن هناك دولا عانت ومازالت تعانى. وانا بصراحة اخشى على الوطن العربى من التقسيم. كما حدث فى السودان وكما يتردد حول ليبيا. كل هذه الامور اتصور انها تزعج الملايين غيرى. • ماذا عن ألبومك الجديد «احلى حاجة فيا»؟ هذا الالبوم كان من المقرر طرحه فى 4 نوفمبر 2011 فى عيد الحب. وبسبب الاحداث تم تأجيله. • هل هذا معناه ان الأغانى مسجلة منذ تلك الفترة؟ بعض الاغانى مسجلة منذ هذا الوقت وهناك اعمال اخرى قمت بتغييرها لأنها لم تعد تتناسب مع الجو الان، لكننى سوف اطرحها فى الوقت المناسب لها وانا اعتذر للشعراء والملحنين الذين اجلت اعمالهم. • لكن طرح الالبوم فى هذه الفترة الا يعد ايضا مغامرة مع وجود اضطرابات فى العديد من الدول العربية؟ الالبوم تم تسليمه للمنتج الكبير محسن جابر الذى اثق فى فكره كثيرا وهو الوحيد الذى لديه القدرة على تحديد موعد طرحه. ثم انى سلمته لمزيكا بعد ان وجدت نفسى محتاجة اغنى ، عاوزه اخاطب الناس محتاجة افرح مع الدنيا كلها. لذلك انتهيت من كل شىء خاص به واعطيته لليد الأمينة وهو محسن جابر. • الالبوم انتاجك وهذه ايضا مغامرة؟ تعودت على المغامرة بالإنتاج منذ صغرى فانا منتجة لكل الكتالوج الخاص بى عدا البوم واحد هو «حبيبى ماتروحش بعيد»، لذلك تستطيع ان تقول انى اصبحت محصنة. • ولماذا تصميمك على الانتاج؟ الانتاج يمنحنى حرية الاختيار وحرية التسجيل، لكن عندما تكون مع شركة فانت مضطر لدخول الاستوديو فى توقيتات محددة للانتهاء منه حسب خطة الشركة. وبصراحة لو اننى ما أنتجت أعمالى ما تعاملت مع الرحبانى ولم اكن استطيع ان اشارك فى بطولة مسرحية حكم الرعيان. • فى هذا الالبوم جرعة كبيرة للشباب هل لانهم يتمتعون بالجرأة؟ انا احب التغيير طوال عمرى الفنى واحب الدم الجديد. وهم لديهم نفس الفكر. فى التنوع واستخدام مفردات جديدة. • هل هذا التنوع والجاه تظهر فى هذا الالبوم؟ اكيد هناك مفردات ربما كان البعض يتصور اننى لن اغنيها. مثل اغنية «بحه بحه» وهى باللهجة التونسية ومعناها خلاص انتهى وسوف يعى الجمهور معناها عندما يستمع إليها. انا احاول ان اقول المفردات التى يقولها الناس والمتلقى اصبح اكثر جرأة من ذى قبل. وهذا هو وقت هذه الاغنية. • هل هذا معناه انك تنزلين للجمهور؟ انا لا انزل لهم لكننى آخذهم فى أحضانى فى الحتة المناسبة لى ولهم. او تستطيع ان تقول اننا نلتقى فى المنتصف. • هل انت مع الموضة فى الغناء؟ لا لكننى مع التطور فالغناء ليس به موضة. فالغناء فى تطور مستمر بدليل ان ما قدم فى عصر داود حسنى او سيد درويش تغير واختلف مع من جاءوا بعدهم. • يلاحظ ابتعادك عن التعامل مع الكبار؟ لا ابدا صلاح الشرنوبى منذ فترة وهو بعيد وعمار الشريعى قبل رحيله قدمت معه ادعية. لا اقصد الأدعية لكننى اقصد اعمالا تطرح فى الكاسيت؟ هناك اعمال لدى لعمار الشريعى انتظر الوقت المناسب لطرحها. • المزاج العام هل اثر عليك اثناء الاختيار؟ اكيد هناك أغانى مثل «بالعربى» و«بحه بحه». • هل هذا معناه ان هناك رسائل من تلك الأغانى؟ اكيد. • عندما سئلت عن مدى خوفك على الفن خلال هذه المرحلة قلت لا انا خايفة على الارض والعرض؟ نعم الفن خلق ليقاوم. لكن الاهم الارض والوطن. انا اخشى من تقسيم الوطن العربى. وهذا هو الاهم. وهناك اجندات خارجية تسعى لهذا. • وماذا عن الفن؟ اخشى على الفن من ضياع حقوق الملكية الفكرية فقط. لان ضياعها يعنى انهيار تلك الصناعة وتشريد الالاف ممن يعملون بها. لذلك حرب الفنانين القادمة يجب ان تكون ضد القرصنة ويجب ان تكون هناك مادة فى الدستور تجرم هذا الامر. • الإرهاب فى مصر وتونس هل ترى ان هناك ارتباطا بينهما؟ طبعا وهو امر غريب علينا اتمنى ان تزول غمته قريبا. • هل انت متفائلة بمستقبل تونس؟ خلال الفترة الاخيرة حدثت بوادر امل مع ارتفاع اسهم لغة الحوار الوطنى. • ماذا عن اتجاهك لتقديم البرامج؟ انا لست اعلامية. لكننى كنت اشعر برغبة ملحة للخروج من حالة الاكتئاب التى لازمتنى بعد 2011. وعندما عرض على الامر قلت انها تجربة جديدة احببت فيها الغناء مع زملائى وزميلاتى مثل هانى شاكر وانغام. فالبرنامج كان فرصة لكى التقى هذه الاسماء الكبيرة واغنى معهم.