انتهى الجدل حول سيدات مجلس الشعب فى الدورة المقبلة، بتخصيص 64 مقعدا للمرأة فى دوائر بعينها، لكن العمل بدأ داخل مبنى المجلس من أجل استقبال هذه الزيادة فى أعداد النواب. د.فتحى سرور رئيس مجلس الشعب يدرس الآن ثلاثة اقتراحات هندسية، على أن يتم اختيار أحد هذه الاقتراحات والانتهاء من تنفيذه قبل بدء الدورة البرلمانية الجديدة فى نوفمبر المقبل. وقال د.على عبدالرحمن الاستشارى الهندسى للمجلس ل«الشروق» إنه تقدم أمس بهذه الاقتراحات بناء على تكليف سابق من رئيس المجلس، مشيرا إلى أنها تشمل 3 حلول، الأول هو زيادة الطاقة الاستيعابية للدور الأرضى بإيجاد عدد أكبر من الكراسى به، والثانى توسعة مساحة القاعة على حساب الفراغات والممرات المحيطة بها، أو الحل الثالث الذى يقترح ضم شرفة الصحفيين لها، وكل اقتراح من الثلاثة له مميزاته وعيوبه. وكانت تصريحات نُشرت قبل أيام للدكتور سرور فى لقائه مع نائبات مجلس الأمة الكويتى، أشار فيها إلى أن قاعة مجلس الشعب مصممة لاستيعاب 360 عضوا فى حين يوجد بها 454 عضوا، وأن زيادة عدد مقاعد النساء ستزيد المشكلة، والنائبات «مش هيرضوا يقعدوا جنب النواب»، لأن «النواب ممكن يلتصقون فى السيدات»، وأنه كلف د.على عبدالرحمن بالبحث عن حل هندسى لإعداد القاعة للنائبات الجُدد، وهو ما فُهم منه أنه ينوى عمل مقاعد خاصة للسيدات بالمجلس، بينما يرى د.على عبدالرحمن أن التكليف الموجه له يشمل تدبير مقاعد إضافية بشكل عام وليس مقاعد منفصلة للمرأة أو «نائبات الكوتة»، وهو ما ترجحه أيضا د.جورجيت قلينى عضو الحزب الوطنى وإحدى العضوات الثمانية النساء بالمجلس التى استبعدت تماما احتمالية أن ينادى الدكتور بمقاعد خاصة للمرأة قائلة «هوه إحنا فى مدرسة أو فى سن المراهقة.. إحنا بنتعامل بمنطق الزمالة وليس على أساس الجنس. د. سرور شخصية ليبرالية ومتفتحة ومستحيل يفكر بهذا الشكل». من ناحية أخرى يرى النائب المستقل جمال زهران فى تصريحات د.سرور عن «الالتصاق»، والتى لم يكذبها د.سرور نفسه، إساءة لكل النواب لاسيما إذا كان قد قالها بجدية وليس على سبيل الدعابة، مشيرا إلى أنها تنطوى على تمييز وتتعارض مع فكرة مشاركة المرأة، لافتا الانتباه إلى أن المشكلة الأساسية التى يعانى منها المجلس فيما يخص هذه القضية هى تصميمه السيئ الذى يعتبر من بين الأسوأ على مستوى برلمانات العالم. ويضيف زهران: فى البرلمانات المحترمة كل نائب يجلس على مقعد مستقل أما لدينا فإن البنش، أو المقعد، يجلس فيه 10 نواب، وإذا أراد نائب فى الوسط مثلا الخروج فعلى الجميع أن يقوموا له، وهو الوضع الذى يحد من قدرة النائب على الكلام وقيامه بدروه البرلمانى، ويبدو أنه كان مقصودا.