اندلعت أمس اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين فى قرية البهنسا ببنى مزار فى المنيا، تبادل خلالها الطرفان إطلاق النار، إثر خلاف نشب بين شاب مسلم اشترى حديقة عنب من مواطن قبطى، وألقى القبض على 15 فردا من الطرفين، وطوقت الأجهزة الأمنية القرية ومنعت الدخول إليها أو الخروج منها. وسيطرت على أهالى القرية حالة من الرعب بعد إرسال أكثر من 10 سيارات أمن مركزى لتطويق القرية، ومنع دخول وخروج أى منها، عقب تبادل إطلاق النار بين المسلمين والمسيحيين، إثر الخلاف الذى نشب بين الشاب المسلم ويدعى محمد أحمد على، مدرس، وكان قد قام بشراء حديقة عنب من مواطن قبطى يدعى رومانى إسحاق بسخرون، فلاح، وتقدر مساحتها ب4 أفدنة، مما أثار حفيظة المسيحيين بالقرية، احتجاجا على بيع الأرض لشخص مسلم، وتسبب فى مشادة كلامية بين الطرفين تطورت إلى تبادل إطلاق أعيرة نارية فى الهواء دون إصابة أحد، حيث استطاع الأمن إحكام السيطرة وفرض كردون أمنى على القرية. وتمكنت «الشروق» من اختراق الحظر لمحاولة الكشف عن حقيقة الصراع، والتقت عددا من الأهالى من الطرفين، وقال أحد سكان القرية الأقباط رفض ذكر اسمه لماذا يتعمد المسلمون شراء أراضينا؟ خاصة أن هذه المساحة تتوسط أرضنا نحن خمسة أقباط وتعتبر قطعة واحدة، وأن البيع جاء بعد مداولات دامت خمسة اشهر متتالية، وأننا عندما علمنا بنية جارنا القبطى فى بيع هذه المساحة أكدنا حاجتنا إليها حتى لا تخترق أرضنا، فنحن كنا نروى مرة واحدة ونقوم بتقسيم العمل داخل مساحتنا جميعا وأن هذا البيع سيقسم الأمور بيننا مما يضطرنا لشرائها من المسلم الذى اشتراها بأى سعر يحدده هو». وقال أحمد على الشيخ، من أهالى القرية، إن عملية البيع والشراء لا تتوقف عند الدين، وإن لكل منا مصلحته فى شىء ما، فلم الانتظار؟ وإننى شخصيا كنت أفكر فى شراء قطعة أخرى لمسيحى معروضة للبيع، ومن المفترض أن الذى يحكم عملية البيع والشراء هو المصلحة وليس الدين، ولا أرى وجها لثورة الإخوة الأقباط على شراء مسلم لهذه الحديقة، خاصة أنها محددة وليست مشاعا وأنها لا ترتبط كما يدعون بجاراتها من الحدائق ولها باب منفصل، ولولا علم القبطى الذى باعها بأن المسلم لم يظلمه لما باعها، بدليل أن هناك أقباطا عرضوا شراءها ولكن بثمن بخس. وأكد مصدر أمنى مسئول، أنه تمت إعادة الأمن إلى القرية، وأن الوجود الأمنى للحذر ومنع تجدد الاشتباكات من جديد بين الطرفين، وأن المشكلة بعيدا عن الطائفية غيرة بيع وشراء، وعملية مكسب وخسارة ولا رابط لها بالدين إطلاقا، وكل ما فى الأمر أن جيران القبطى الذى باع الحديقة تمنوا لو اشتروها هم، خاصة أنهم أقباط واعتراضهم على بيعها لآخر أنه سيتسبب فى عمل عزلة بين الأراضى المتجاورة والتى ظلت ملتصقة سنين ببعضها. وطالب الأهالى الأمن بالإفراج عن ال15 الذين تم القبض عليهم، خاصة أن هناك محاولات لعقد جلسة صلح بين الطرفين، وأنه لا توجد دماء سالت، وأن السيطرة الأمنية تمت قبل تطور الأحداث. وعلى صعيد آخر، شهدت عزبة قلينى بمركز بنى مزار وجودا أمنيا مكثفا، عقب قيام مجموعة من الأقباط بالصلاة فى كنيسة القديس «أبسخيرون القلينى»، وغير المصرح بالصلاة فيها، مما أثار حفيظة الشباب المسلمين الذين ثاروا ضد هذه الكنيسة التى أكد راعيها القمص «فيلبس إبراهيم» أن تلك الكنيسة حاصلة بالفعل على ترخيص بالصلاة فيها، ولكنها أغلقت فجأة لأسباب أمنية ومنع أزمة طائفية، ولكن بعد محاولات لإقناع الأمن من قبل القيادات الكنسية بأن الصلاة بالكنيسة ليست خطرا على العزبة ووحدتها الوطنية أعيدت الصلاة فى الكنيسة. وقال محمد القوصى، إمام المسجد الكبير ببنى مزار، إن سبب المشكلة هو أن الأرض المقامة عليها الكنيسة كان عليها نزاع وقيل إنها كانت لمسلم وقام مسيحى بشرائها لبناء منزل يسكن فيه هو وأسرته، وفوجئ الجميع بقيام مجموعة من الشباب الأقباط بالصلاة فيه بصورة منتظمة وهو ما أثار حفيظة الشباب المسلمين الذين اعتبروا أن هذا القبطى الذى اشترى الأرض ضحك عليهم، ثم إن هناك كنيسة قريبة من هذه العزبة وأن عدد أقباطها ليسوا بالكثير وليسوا فى حاجة إلى كنيسة جديدة.